أتطرق فى مقالى هذا لمفهوم براءة الاختراع وهو الذى يعتمد على ترخيص حكومي يتم إعطاؤه لشخص ما بحيث يتم منحه حقوق حصرية لعملية أو تصميم أو اختراع جديد لفترة زمنية محددة وعادةً ما تكون لمدة عشرين سنة ويتم التعامل مع طلبات الحصول على براءات الاختراع من قبل وكالة حكومية بحيث توفّر براءات الاختراع الحق في إنتاج منتج جديد دون الخوف من المنافسة مما يعمل على تحفيز الشركات أو الأفراد فى المواصلة في تطوير المنتجات أو خدمات جديدة مبتكرة وعلى الجانب الآخر يجب أن يتوافر فى الاختراع بشكل عام بعض الشروط منها (أن يكون الاختراع جديداً-أن يستند على خطوة إبداعية-أن يكون قابلا للتطبيق الصناعى والتكنولوجى-ألا يكون الاختراع بديهيًا لرجل الصناعة المتخصص فى المجال التكنولوجى للاختراع).
أما بالنسبة للخطوات التى يمر بها طلب الحصول على براءة الاختراع من مكتب براءات الاختراع المصرى التابع لأكاديمية البحث العلمى للعلوم والتكنولوجيا فتتمثل فيما فى أن يتم تقديم طلب لمكتب براءات الاختراع مع المستندات التى نص عليها القانون رقم 82 لسنة 2002 ثم تسديد رسوم تقديم الطلب ويعفى إعفاء كاملاً الطلاب بكل فئاتهم حتى لو طلبة دراسات عليا من سداد المصروفات ثم يتم إعطاء الطلب رقمًا وتاريخ إيداع بالمكتب ثم يتم إجراء الفحص الشكلى للطلبات فى خلال 6 أشهر من تقديم الطلب ثم يتم تحويل الطلبات للفحص الفنى بأسبقية تقديمها للمكتب وفى حالة قبول الطلب فنياً يتم النشر عنه ثم يتم منح البراءة فى حالة عدم وجود أى اعتراضات أكاديمية وفى هذا الشأن توجد عدد من المعارض الشهيرة بالعالم مختصة بالابتكارات والاختراعات منها معرض جنيف الدولي للاختراعات والذى سينعقد هذا العام 2019 فى الفترة من من 10 إلى 14 أبريل بمدينة جنيف وسوف تختار أكاديمية البحث العلمى المصرية أفضل المتقدمين لتمثيل مصر في هذا المعرض الهام طبقا للمعايير المعلنة ومنها أن تكون الفكرة مبتكرة ولها أساس علمي سليم ووجود نموذج أولى لها وأن يكون المتقدم قد قام بتسجيلها أو حاصل على براءة اختراع أو تم تسجيل الطلب دوليًا ويفضل الأفكار القابلة للتطبيق والتسويق والهدف من المشاركة هو فتح نافذة سنوية للمخترعين المصريين للمشاركة والتفاعل في المعرض الدولي الأكبر والأهم حيث يشاركون في رفع اسم مصر عالياً فى هذا المحفل الدولى الهام والجدير بالذكر أنه قد أسفرت المشاركة في عام 2018 عن فوز الفريق المصري المكون من اثنى عشر مشاركاً بـخمس ميداليات ذهبية وخمس ميداليات فضية وميداليتان برونزيتان.
وبناءاً على ماسبق اقترح انشاء مكاتب لبراءات الإختراع تابعة لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا فى كل محافظات مصر ليتيح الفرص المتكافئة لكل أفراد الشعب من أجل اكتشاف المواهب العلمية بالضبط مثل اكتشاف اللاعبين المهاريين فى الألعاب المختلفة مثل كرة القدم بحيث يكون الهدف هو المساهمة فى نقل التكنولوجيا وذلك لتطوير المنتجات المحلية وتشجيع المخترعين والمبتكرين المصريين ثم بالطبع النشر شهريا بجريدة البراءات المصرية لطلبات براءات الاختراع المقبولة ومن الأمثلة الشهيرة عالمياً فى مجال الاختراعات دولة ألمانيا حيث وصل عدد براءات الاختراع التي تسجل في ألمانيا سنويا لحوالي سبع وأربعون ألف اختراعاً لذلك يستند المخترعون الألمان اليوم على تاريخ عريق للاختراعات في بلادهم منها اختراع الطباعة والأسبرين والسيارة وصولا إلى mp3 وتكنولوجيا الطاقة المتجددة ومن ناحية أخرى أرى ضرورة مراعاة عقد ورش عمل بالمؤسسات العلمية المختلفة فى مصر لشرح وبيان مفهوم براءات الاختراع وحماية الملكية الفكرية والتسويق التجاري لها بما يسهم في زيادة الوعي بين المخترعين الشباب حول أهمية الملكية الفكرية وقيمتها كما تساعدهم على حماية وتطوير أفكارهم وخاصة تلك القابلة للتطوير على شكل براءات اختراع وتوجيه الباحثين حول أنجح الأساليب لابتكار المشاريع والمقترحات البحثية الجديدة.