عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رمية ثلاثية

 

 

 

غياب الحساب ينذر بكارثة جديدة.. ويهدد مصير «الكان»

عندما نجح اتحاد الكرة في الحصول على حق تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر، انصبت كل الأحلام في كيفية استغلال هذا الحدث الذي يأتي في المرتبة الثالثة عالميا بعد كأس العالم والأمم الأوروبية، وخاصة في ظل دعم الدولة للتنظيم وتقديمها كل المطلوب لإنجاح الحدث والتأكيد علي رسالتنا إلى العالم أن مصر الأمن والأمان، وأيضا تأكيدًا على زعامة القارة.

أما علي المستوى الكروي فلا شك أن أهم الأحلام كانت في عودة جماهير الكرة الحقيقية للمدرجات واستعادة روح 2006 ونسيان التعصب الأعمى وفوضى التشجيع ومجانين الروابط التي أفسدت كل شيء.

وللأسف تحولت الأحلام إلى كوابيس  وجاءت الضربة وخيبة الأمل من الكبار الذين يفترض فيهم أن يكونوا قدوة حسنة ، وبداية للإصلاح .. ولكن ضرب هؤلاء الحائط بكل الآمال والأحلام وأشعلوا نار الفتنة بتبادل الاتهامات والبلاغات.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد ولكنه امتد إلى ما هو أخطر وأفظع باستغلال برامج التوك شو احد أهم الكوارث التي نعاني منها دون حسيب أو رقيب، ثم القنوات والبرامج المتخصصة، وأخيرا الصحف المتخصصة، وبين هذا وذاك مواقع الفتنة الاجتماعية و دكاكين  المواقع الالكترونية البعيدة تماما عن الرقابة والحساب رغم أخطائها وأضرارها المثيرة للجدل.

لقد سقطت قناة الأهلي في فخ الإثارة والفتنة ورأينا وسمعنا كيف حولت جماهير الأهلي سيد عبد الحفيظ إلي بطل قومي لانه بدأ الغمز واللمز على رئيس نادي الزمالك الذي سارع هو الآخر بشراء عدة ساعات علي قناة الحدث لإنشاء برنامج يتولى الرد والدفاع عن ناديه وعنه شخصيا ورأينا أيضا وسمعنا العجب العجاب مما لا يمت للعمل الإعلامي بصلة.

وأخيرا استيقظ الوطني للإعلام وفرض عقوبات ولكنه قصرها على جانب واحد تاركا الآخر يفعل ما يشاء دون حساب باعتبار أن رئيسه عضو في الهيئة المبجلة والتي يجب أن تتعامل بشفافية مع الجميع دون خيار أو فقوس.

وفي نفس الصفحة كتبت مقالة تحت عنوان (الفتنة وأهلها) منتقدا تصرفات الكبار في الأهلي والزمالك بعد ساعات قليلة من فوز مصر بحق تنظيم الكان وفوز محمد صلاح للعام الثاني على التوالي بجائزة الأفضل في أفريقيا وهما حدثان في غاية الأهمية والعالمية والتي توجه الأنظار إلى مصر ، وكانت آمالي أن يشعر هؤلاء بخطورة أفعالهم، ولكن للأسف لم يستوعبوا الأمر واستمرت أفعالهم العدائية والمثيرة للجماهير.

وفجأة وقعت الواقعة والتي تأكد من خلالها أن الاهلي والزمالك يحرقان كل أغصان الزيتون وان ريادتهما وهم كبير، ووضح ذلك من خلال ما فعله المسئولون في مجلتي الناديين من عناوين مثيرة وصلت إلى حد السباب بألفاظ مؤسفة وعدائية .. مثل الفاجر والحرامي والحسود.. هذه هي رسالة إعلام الناديين الكبيرين للجماهير، هذا هو دورهما تهيئة الجماهير للصراع و التناحر من أجل عيون مجلسي الأهلي والزمالك.. المطلوب هو زيادة حجم الصراع بين ابناء الوطن الواحد ممثلين في جماهير الكرة، لم يكتف هؤلاء بالدماء التي أهدرت سواء في بورسعيد أو ملعب الدفاع الجوي، هم يريدون المزيد من الدماء لأن كل ما يعنيهم ويشغلهم هو استعراض القوة وسط ضعف القائمين على وسائلهم الإعلامية والذين لا يشغلهم أيضا إلا إرضاء الكبار والحفاظ على تواجدهم بغض النظر عن معرفتهم لحقيقة رسالتهم الإعلامية الأساسية.

لقد شاهدنا ما فعله جمهور الاسماعيلية خلال لقاء الإسماعيلي الأفريقي التونسي في بطولة افريقيا والتي كانت من الممكن أن تتحول إلى مأساة جديدة تحرق الأخضر واليابس وتهدد وجود بطولة الأمم والتي تخضع للوائح الاتحاد الافريقي بطبع تذاكر المباريات بما لا يقل عن 75 في المائة من سعة الملعب المخصص للمباراة.

يحدث كل هذا ونحن لا نرى ولا نسمع عن إجراءات حقيقية وصارمة لإيقاف تلك المهزلة التي أصبحت تتطلب تدخل كل الجهات المسؤولة بداية من نقابة الصحفيين بالتصدي للخارجين عن النص من أعضائها سواء في الصحف او على مواقع التواصل او المواقع الإلكترونية، وعلى الهيئة الوطنية للإعلام أن تؤدي دورها بشفافية تامة وليس إعلان الحرب على جانب دون آخر .. ثم يأتي دور وزارة الداخلية بفرض مبدأ الاحتياط واجب فهناك عناصر شغب معروفون للجميع يجب بتر هؤلاء تماما ومنعهم من حضور المباريات والتصدي من خلال أجهزتها للإثارة المتعمدة من جانب بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة.

نحن لا نتكلم عن مجرد رياضة وجماهير كرة بل نتكلم عن مستقبل وطن يحتاج إلى جدية في التعامل إلى قوة أجهزة في محاربة جهل قاتل وليس فرض خطأ بقوة السيادة .. استقيموا يرحمكم الله.