عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

سعيد عبدالغنى فنان من العيار الثقيل، قرر فجأة تلبية نداء الرحيل، ليعلن انضمامه إلى عظماء هذا الجيل، جيل الصفوة النبيل، ابن الذوات الذى أتقن دور الشر والعمودية، ليكون أيقونة هذا الفن النادر لهذا الجيل، وابن الوسط الفنى الذى تفرد بالعطاء فى أهم مراحل العهد الجديد، ابن الصحافة الذى أثرى حياتنا كاتبًا ومفكرًا ومبدعًا وناقدًا يصور العمل الإبداعى على الشاشة لكى يكمل للناس منظومة فنية طالما افتقدوها سينمائيًا ومسرحيًا ومسلسلات ورصيدًا وزادًا وثراء فى ثقافتنا ووجداننا.

سعيد عبدالغنى هو ابن الصحافة دمًا ولحماً، وابن الفن دمًا ولحماً، وابن الفقه والقانون دمًا ولحماً، جمع فنون هذه المساحات لكى تدفعه ليحتل مكانته المرموقة بالتميز والعطاء، وهو بكل المعانى سليل منهج المبدع العظيم زكى رستم وعادل أدهم ابن الإسكندرية، فأصبح يعطى للدور الثانى مذاقًا متميزًا ينافس به نجوم الصف الأول بنفس خصائصه وتركيباته، يراه أبناء جيلى يفطر فنًا ويتغدى قانونًا ويتعشى إبداعاً، وما بعد العشاء ثقافة وحواراً، فقد عاش بدء حياته بالقرب من نقابة الصحفيين التى تحمل إبداعاته وعضويتها المشتغلة، وهو شقيق الكاتبة الصحفية القديرة الراحلة فاطمة سعيد، المشرفة على باب المرأة بجريدة الأخبار والعضو السابق بنقابة الصحفيين.

سعيد عبدالغنى وصلت أعماله للجميع،  الأميين والمتعلمين على حد سواء، لأن إحساسه الفنى تراه صادقًا واقعيًا وأصيلًا ومفهوماً، يعتريه هدير من الانفعالات والمشاعر المتدفقة من خلال كافة أدواته التعبيرية ذات الدلالات العميقة. لقد كانت أعماله الباقية دالة على إبداعات ذاتية بلون الثقافة الإنسانية،  يشعرك بأن الفن ليس ترفًا من القول، بل ضرورة حياتية للإنسان كالماء والهواء أو قل إن شئت الروح التى تنصهر فى بوتقة الجسد البشرى تعايشًا وحبًا وسلامًا واستنارة على طريق الحياة.

سعيد عبدالغنى عرفته من خلال نجله أحمد سعيد عبدالغنى الذى كان طالبًا عندى فى دراسته للقانون منذ ما يقرب من ثلاثة وعشرين عاماً، طالبًا ملتزمًا نبيهًا طموحًا خلوقًا حريصًا على حضور محاضراتى وتذوق الإبداع القانونى من حيث الالتزام المنهجى، وتوقعت له مستقبلًا ومكانة فى عالم النجومية من خلال المنهج الذى اتبعته مع تلاميذى، منهج الحوار الثقافى الذى كشف عن نبوغ مبكر لهذا الشاب، ليس لأنه يحمل جينات أسرية وراثية، لكنه منطلق ومدقق ومحقق فى أدواره يعطى بُعدًا قانونيًا لعملية الإبداع، وهى موهبة لا تتكرر كثيرًا فى أجيال الفنانين.

ماذا أقول عن هذا الرجل الذى قرر أن ينتقل إلى الحياة الأبدية، بعد أن أدى أدوارًا تاريخية وإبداعية ومنهجية فى حياتنا السينمائية والتليفزيونية.. غاب عن شمس الدنيا برنس الشرق.. رحم الله سعيد عبدالغنى جزاء لما قدم لبلاده فنًا راقيًا سيظل باقياً.