عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

نستكمل اليوم حديثنا عن التجربة الصينية الفريدة  فى مجال المشروعات الصغيرة ومنتاهية الصغر, بحيث استطاعت الدولة الصينية عن طريق تجربتها تلك ومنهجها  في التنمية الاقتصادية عن طريق التغيير التدريجي المتوازن, أن تنتقل من دولة نامية إالى دولة تنافس الدول الكبرى فى مجالات شتى فى أقل من 20 عامًا.

وكلما تأملت تجربة الصين يستوقفنى دائما أنها  بدأت  نهضتها بإعادة اكتشافها لـ (الثروة السكانية) , حيث استغلت العامل البشري لديها الاستغلال الأمثل , ويمكننا القول بأنها استطاعت أن تحوله إلى منحة بعدما كان يشكل لها محنة,  ولندع الأرقام تتحدث قليلا لتخبرنا بأنه كان  قرابة عام 1978م ما يعادل  90% من الشعب الصينى تحت خط الفقر , ونفس النسبة كذلك كانت تشكل الفئة غير المتعلمة, فيا له من تحدٍ خطير!!!.

فالصين وظفت ما يقرب من 1.5 مليار نسمة خير توظيف، وذلك فى مشروعات متوسطة و صغيرة  ومتناهية الصغر, كما فتحت الباب للقروض طويلة الأجل، وببعض الإجرءات  تحول  الكثير من منازل الصينيين الفقراء  إلى ورش عمل صغيرة,  وعملت أيضا على توفير وكيل لتسويق المنتجات, الأمر الذى أدى بعد فترة الى انخفاض العجز فى الموازنة, وقلت نسبة البطالة , وازدادت نسبة التنمية والنمو, حتى استطاعت أن تخلص ما يقرب من 25% من تعداد سكانها من الفقر فى مدة وجيزة نسبيا.

وقد لفت نظرى دراسة تؤكد أن ما يقرب من 55% من نوعية المشاريع الصغيرة  والمتوسطة تقوم بالتجديد والإبداع, سواء فى البضاعة أو فى وسائل الإنتاج نفسها,وسواء كان ذلك يحدث بشكل تلقائى أو من باب الابتكار الجزئى والبسيط, كما أن هناك دراسة أخرى أيضا تقول إن ما يقرب من 10% من المشروعات أو تحديدا الشركات التى يندرج عملها أيضا تحت  فكر المشروعات الصغيرة كانت ابتكاراتها  جذرية.

كما أثبتت العديد من التجارب أيضا أن الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر تتمتع بقدر عالٍ من المرونة نظرا للاتصال الشخصى المباشر بين أصحابها والمستهلكين، الأمر الذى يجعلها أكثر ارتباطا بأذواقهم وتفضيلاتهم  فى أحيان كثيرة من المؤسسات الكبرى, هذا من ناحية ومن ناحية  أخرى فإنه نظرا للتغيرات الاقتصادية سواء الدولية أو الإقليمية أو المحلية, بالاضافة إلى كثرة الصعوبات التى تواجه المشاريع الكبيرة فإنها أصبحت فى أوقات كثيرة تعتمد على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر فى توفير مستلزماتها الضرورية لاستمرار إنتاجها بالشكل المخطط له. 

وقد وددت أن ألقى الضوء على تلك النقاط السابقة تحديدا لمن يشككون عادة فى جدوى وأهمية هذا النوع من الصناعة وتأثيره فى الاقتصاد القومى. 

ودائما التخطيط السليم الذى يعتمد على تقييم الخطط والسياسات والتجارب السابقة ,لمعرفة نقاط القوة والاستفادة منها ,ونقاط الضعف لتجنبها, و البـدء فـي التفكيـر من حيث انتهى الآخرون, للاستفـادة من أخطاء تجاربـهم ونجاحاتهم, يؤدى إلى نتائج جيدة.