رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

 

 

حقا إنهم ملائكة يعيشون بيننا.. قد يتم وصفهم بالمعاقين أو خلافه من المسميات.. ولكن ما شاهدته من إرادة تفوق ما لدى بعض الأصحاء يجعله مجرد وصف لما نراه فقط بالعين .. ولكن الحقيقة أكبر وأعظم وأن هؤلاء قلوبهم أقوى من أن يهزمها عضو ناقص عوضته إرادة حديدية.

لقد كانت دعوتي لحضور احتفالية اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة مختلفة كثيرا، والحقيقة أنني لم أحرص أبدا على تلبية دعوات الاحتفالات في مرات عديدة، ولكن هذه المرة كنت حريصًا على المشاركة خاصة أنها تقام تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ورغم بدء اليوم من الخامسة صباحًا وحتى الخامسة مساء، والإجهاد الشديد إلا أن كل لحظة مرت خلال اليوم كنا نشعر خلالها بالفخر من رغبة وإرادة هولاء فى هزيمة أي نقص سواء في البصر أو السمع أو فقد عضو أو حتى أصحاب الإعاقة الذهنية.. رغبة وقوة فى إعلان التحدي.

ووسط كل هذا يأتي الدور الكبير الذي يلعبه الأهالي الذين رفضوا الاستسلام و تحدوا كل الصعاب وساروا طريقًا طويلًا مع أبنائهم حتى حققوا المعادلة الصعبة.

وبين الأبناء والأهالي يأتي أشخاص عرفوا المعنى الحقيقي لتحقيق هذا التناغم بين متحدي الإعاقة و الأصحاء أن يعيش الجميع معًا دون أن يشعر أحدهم الآخر بالعجز وأن يكون المقياس هو العطاء والإخلاص.

ما شعرت به خلال تلك الساعات القليلة سعادة لا يمكن أن تصفها إلا إذا عشتها، أرواح طاهرة غمرت المكان بتلقائية وحب حقيقي، لن أكون مبالغًا إن قلت إنهم ملائكة يعيشون بيننا قد لا يقدرها البعض بجهل، ولكن تظل الحقيقة أننا نخسر كثيرا إذا لم نسع جميعا لتحقيق الهدف الأساسي الذي تقف خلفه تلك الدعوات بتحقيق التجانس والتآلف بيننا أصحاب الإعاقات و الأصحاء.

ما فعله الرئيس السيسي ليس مجرد الحضور، بل أكثر من ذلك بكثير ومن خلال موقف اندفاعه من على كرسيه خوفًا من سقوط أحد متحدي الإعاقة الذهنية يجعلك تشعر بحقيقة الاهتمام وأنه ليس أمرا سياسيا أو مواكبة الاحتفالات العالمية رغبة فى إشادة أو خلافه ولكنها لهفة الأب على ابنه.

حضور الرئيس والتفاف الأطفال حوله دون توجيه من أحد هو إحساس صادق من أطفال لا تعرف النفاق نحو شخص يشعرون و يحسون بمدى صدق حبه لهم.

سيدى الرئيس شكرا لك، شكرا على شعورك النبيل، شكرا على إحساسك الصادق، شكرا للأب قبل الرئيس.

وقبل النهاية شكرا للدكتور أشرف صبحى وزير الرياضة والدكتورة غادة والي وزير التضامن على هذا اليوم الرائع وما قدماه لمتحدى الإعاقة. 

وفي النهاية كانت الأغنية التى قدمها متحدو الإعاقة يؤكدون على حقهم فى العيش بيننا فى سلام.. ولكننى بعد ما رأيته أطلب منهم أن نعيش نحن بينهم وأن يتعلم منهم شباب هذا اليوم كيفية هزيمة أى عائق يقف أمامهم.