رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

وأثار دهشتهم عندما ردد أمامهم بعض أبيات المتنبى التى قالها فى كافور الأخشيدى وكانت الجموع على كثرتها تستمع وكأنهم أمام شخوص تؤدى عملاً مسرحياً. فالسعدنى يتكلم عن عظمة مصر التى جاءها المستعمر الفرنسى والإنجليزى فخرجا معاً يتكلمان اللهجة المصرية بينما شعوب الأرض جميعاً يفرض عليها الغزاة لغتهم، وعندما ينال التعب من السعدنى يأخذ عمنا خيرى شلبى بالخيط بمعلمة فائقة ويبدأ الحديث عن ثراء الأرض المصرية ونبتها الطيب المتمثل فى التنوع الإبداعى للبشر، ومن شدة إعجاب أهل العجيزية بهذا الثنائى الفريد السعدنى وشلبى. كان لهم رجاء بأن يأتيا ولو كل شهر مرة.. وتتكرر زيارات السعدنى فى أنحاء الجمهورية مرة إلى الإسماعيلية وأخرى إلى بورسعيد ثم إلى الإسكندرية حتى قطعها شمالاً وشرقاً وغرباً وجنوباً ووسط هذه الرغبة الجامحة فى التعرف على التغيرات التى طرأت.. كان همه منصبًا على أن يلحقنا فى الجامعة المصرية، وعندما تقرر مقابلة مع الرئيس مبارك فى بيته الذى سكنه وهو نائب رئيس ولا يزال يسكنه حتى يومنا هذا صحب الرئيس السعدنى إلى الحديقة واتجها إلى عدد من الكراسى وطلب الرئيس من السعدنى أن يرفع كرسيًا، وبالفعل رفع الرئيس أحد الكراسى وعجز السعدنى عن صنع الشىء نفسه فهتف من قبله قائلاً.. اللهم صلى على النبى يا سيادة الريس.. فضحك الرئيس مبارك وجاء أحدهم ليرفع كرسيًا للسعدنى ويضعه بجانب كرسى الرئيس ويشير الرئيس نحو نافورة أو مما يشبه النافورة وكأنه أراد الجلوس بجانبها عن قصد وقال.. هذه هى النافورة التى كتبتم فى مجلة 23 يوليو أنها تكلفت 750 ألف جنيه.. وعندما نظر السعدنى إلى النافورة وجدها من النوع البسيط بل الأشد بساطة لدرجة أن تكون فى بيت نائب الرئيس، ومن ثم الريس الآن.. وقال السعدنى على العموم يا سيادة الرئيس وبصراحة أنا مسئول فقط عن الكلام اللى كتبته ووضعت عليه اسمى.. يعنى عن مقالاتى.

وتطرق الكلام إلى العلاقات العربية كيف كانت يوم تولى الرئيس، وكيف أصبحت بعد توليه، وتطرق إلى أحلامه لمصر فى المستقبل.. وقبل أن ينتهى اللقاء سأل الرئيس السعدنى إذا كان لديه أى طلبات.. فشكر السعدنى الرئيس وطلب منه المساعدة فى أن نلتحق بالجامعات المصرية.. وبالفعل وجه الرئيس السيد عادل شعبان على ما أذكر لتذليل العقبات أمامنا، وبالفعل وصل الأمر إلى السيد حسن حمدى رئيس جامعة القاهرة، وبدأت الاتصالات من أجل تقديم الأوراق.. وطلب منى السعدنى الكبير أن أحضر جميع الأوراق المطلوبة لكى يأخذها معه إلى رئيس الجامعة.. ولكن لقاء السعدنى برئيس الجامعة تطرق إلى كل الموضوعات التى كانت تشغل الساحة المصرية دون أن يطرح موضوع دخولنا الجامعة على طاولة هذا اللقاء الطويل، لذلك طلب منى الولد الشقى أن أتسلم هذا الملف وأذهب بنفسى إلى السيد حسن حمدى الذى سيكون فى انتظارى. وبالفعل ذهبت وقابلت الرجل وطلب أوراقاً وجدها والحمد لله متوافرة جميعها لدى شخصى الضعيف.. وبمجرد أن أمسك الرجل بالأوراق لم يدع داخلى مجالاً للشك بأن مسألة دخولنا الجامعة هى شبه مستحيلة لأمر أو لسبب لا أعرفه.. فقد انتهت المباحثات إلى أن أهبط من السنة الثالثة إلى السنة الأولى، وهالة من السنة الرابعة إلى السنة الأولى، ولذلك كان علينا أن نبدأ من جديد، وهو أمر مستحيل، ولذلك فقد فكر السعدنى كثيرًا فى الأمر واهتدى إلى أن الحل لابد أن يكون بالاتجاه إلى العراق من جديد، وبالفعل طلبنا السفر إلى العراق، وهاتف السعدنى النقيب أرشد الباور الشخصى للرئيس صدام حسين، وتحدد الموعد للسفر وحملنا نفس الأوراق التى قدمناها لحسن حمدى وذهبنا إلى العراق واكتشفنا أنه تم ترقيم الأسماء الخاصة بنا وحذفنا نهائيًا من الجامعات العراقية لأننا سحبنا أوراقنا، وأن الحل الأوحد المتاح أمامنا.. هو صدور قرار من مجلس قيادة الثورة يأمر بعودتنا إلى الجامعات العراقية، وبالطبع كنا نأمل فى قدرات السعدنى ومكانته لدى الأخوة فى العراق لكى تسهل لنا هذه الأمور، ولكن ليس إلى درجة قرار من مجلس قيادة الثورة، وقضينا فى العراق أسبوعًا قابلنا خلاله السيد نعيم حداد عضو القيادة القومية بالحزب، وهو أحد الوجوه الطيبة فى القيادة العراقية، ووعد السعدنى خيرًا، وفى اليوم الثامن صدر القرار وجاء به أحد ضباط القصر الجمهورى وسلمه للسعدنى الذى سلمنا إياه وذهبت إلى جامعة بغداد.

وأعطيت النسخة إلى القائم بأعمال إدارة الطلبة، ولكنه رفض تسلم الخطاب وأشار عليّ بالذهاب إلى عميد الكلية مباشرة. وما إن دخلت على الرجل وتسلم الخطاب إلا وأن قام وكان يرتدى الزى العسكرى وظل يقول.. وى.. وى.. وى.. وى إيش هادا يا معور.. وضرب تعظيم سلام. وقال.. إيش لون حصلت على هذا القرار أستاذى.. هنا كدت أموت من شدة الضحك ولكن شعرت فى الوقت نفسه أن عميد الكلية الذى سحب لى كرسيًا ودعانى للجلوس سوف يتحول إلى مجرد خاتم فى إصبع أخوكم الصغير!!