عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

مئوية مولد أنور السادات يوم الثلاثاء القادم 25 ديسمبر.... فهل سيحتفل بها الوفد؟

قبل الثورة..

اشترك السادات فى نسف منزل مصطفى النحاس مع الحرس الحديث للملك فاروق... وبعد ذلك بسنوات قليلة اشترك السادات فى جريمة قتل أمين عثمان وزير مالية الوفد وصديق الملك... وبعد ذلك... قبل قيام ثورة يوليو بقليل اشترك السادات فى «مجموعة وجيه أباظة» الفدائية مع مجموعة من ضباط الثورة فى محاربة الإنجليز بعد أن ألغى مصطفى النحاس معاهدة 1936 وكانت هذه المجموعة من الذين لبوا سراً نداء الوفد بإعلان «الجهاد المسلح» ضد الإنجليز... وكانت هذه المجموعة على اتصال يومى بفؤاد سراج الدين وزير الداخلية ،عدهم بالسلاح والمال والسيارات وكل ما يطلبون... ولكن غضبت هذه المجموعة من سراج الدين عندما علموا من وجيه أباظة أن سراج الدين احتوى هذه المجموعة واعتبرهم من أبنائه ولم بخل عليهم بشىء ـ كان فى نفس بالوقت يراقبهم من بعد عن طريق المباحث التابعة لوزارته حتى حادث قطار كوم حمادة الانجليزى الذى نسفته هذه المجموعة التى كان أحد أعضائها السادات وكانت هذه الكارثة الضخمة العظيمة للإنجليزالتى قُتل فيها عدد من ضباط وجنود انجلترا ودمر عدد من الآلات الحربية... الانفجار ألقى بكثير خارج القطار من شدته غير المعقولة.

غضب السادات وشك فيهم.. وراقبهم للتأكد من القيام بواجبهم الخرافى فى زلزلة الامبراطورية البريطانية العظمى.

«...»

كان هذا  موقف السادات من سراج الدين قبل الثورة.

.... بعد أن تولى السادات مسئولية مصر.... السادات خانه ذكاؤه المعروف عنه... ظل غضبه... وأيضاً حقده على سراج الدين بالذات... حتى مات الاثنان.

السادات خانه ذكاؤه عندما وجد أن الجبهة الداخلية معظمها ضده... رجال عبدالناصر الذين يحتلون كل المناصب بلا استثناء.... البرلمان والوزارة وكل القيادات وكل المحافظين... أيضاً اليسار...  وكل الشيوعيين لميل السادات لأمريكا من أول يوم وقوله الدائم بأن «حل القضية فى يد أمريكا بنسبة 99٪» وزيارة طويلة من كيسنجر وزير داخلية الأمريكان..... وهو شخص غير عادى... وما كان يقال عن زيارات سرية سريعة يحترفها كسينجر وكان أبرزها إعادة علاقة الصين بأمريكا حينما تخفى وعاش فى سفارة أمريكا فى الصين مدة طويلة حتى نجحت مفاوضاته.... وهذا ما عمله فى مصر أيضاً...

«...»

كان يعادى السادات ايضاً الشارع المصرى الذى كان ضحية ككارزم شخصية عبدالناصر حتى ان معظم مواليد أواخر الخمسينيات وأوائل السيتينيات كان اسمهم عبدالناصر.... ثم حكاية الانفتاح الاقتصادى بعد تأميمات عبدالناصر وغول اسمه «القطاع العام»... حتى ان شركة واحدة اسمها «النصر للاستيراد والتصدير» فتح لها عبدالناصر فروعاً فى كل عواصم دول افريقيا الـ52.... ولم تكن فروعاً عادية كانت لها مهام سياسية جانبية.... عندما كنا نلعب مباريات فى أفريقيا كانت فروع الشركة تحتوينا «لاعبين و نقادًا» لدرجة أننا لم نشعر بوجود سفير أو سفارة... كان رئيس هذه الشركة المرحوم محمد غانم الذى كان يرشح نفسه كل مرة فى انتخابات النادى الأهلى وكان يفوز عليه دائماً الفريق مرتجى.

«....»

خرجت عن الموضوع.

المهم السادات تولى المهمة الضخمة جداً وكل البلد تقريباً ضده... خاصة كان بجوار كل هؤلاء الأعداء كان كثيرون يكرهون الثورة و كل رجالها يوم قيامها.

السادات خانه ذكاؤه يوم التجأ الى الإخوان المسلمين وأفرج عنهم جميعاً حتى رئيسهم المرشد التلمسانى الذى قربه السادات اليه وكان يحضر الكثير من المناسبات... مما  كان يلفت نظر رجال السياسة والفكر والعالم الخارجى.

فى نفس الوقت.... أعلن عداءه الواضح الصريح للوفد.... وصب غضبه على فؤاد سراج الدين... شطب اسم الوفد حينما فتح باب الاحزاب وشكل لجنة لقبول الطلبات.... ولما سئل عن ذلك رفض الاجابة ثم أوصى رئيس اللجنة أن يجد مبرراً لعدم قبول الوفد.

قيل «ممنوع عودة الأحزاب القديمة بأسمائها» رغم أن هناك حزب «الاحرار» وكانت هناك احزاب بهذا الاسم فى العشرينيات... فتقدم الوفد يطلب السماح بحزب تحت اسم «الوفد الجديد» ووافقت اللجنة وظهر الحزب واتخذ له مقراً... فقرر السادات إلغاء هذا الحزب باعتباره يحمل اسم الحزب القديم أيضاً... فرفع فؤاد سراج الدين قضية ونصفه القضاء وألغى قرار السادات... قامت مظاهرات كثيرة قابلها البوليس بالشوم... فقدم مسرح ميامى مسرحية فكاهية للغاية اسمها «يحيا الوفد».. فصدر قرار بوقف المسرحية وأغلقوا المسرح... رفع المسرح قضية وكسبها وأعيد العرض.

«....»

السادات خانه ذكاؤه مرة أخرى حينما قرر من حق أى حزب إصدار صحف دون الرجوع للحكومة.... ظناً منه أن صحف الاحزاب الأخرى ستهاجم الوفد!!!!!.. ولكن الصحفى الكبير مصطفى شردى أول رئيس لتحرير جريدة الوفد نجح فى أن سار بالصحيفة بما يليق بتاريخ الوفد... وقف بقوة وراء من يريد تحرير الأرض ويهزم العدو وايضاً يعالج اخطاء عبدالناصر.

«....»

زاد غضب السادات وزاد حقده على الوفد وسراج الدين حينما حملت الجماهير سيارة سراج الدين فى الاسكندرية على أكتافهم ودخل سراج الدين سرادق الاحتفال محمولاً داخل سيارة!!!!!

«.....»

أخيراً.. وقد ضاق المكان... هل نحتفل نحن الوفد بمئوية السادات؟.. الرأى الأخير للجنة العليا... ورأيى الشخصى! «يجب أن ننسى كل ما فات وتبقى حقيقة واحدة أن محمد أنور السادات صاحب معجزة يتحدث بها العالم كله وأنقذ مصر من الضياع للأبد.... العالم كله يحتفل به فلا أقل من إعطاء الرجل حقه الذى سجله له التاريخ؟...... مصر أولى الناس به» ـ وكذلك الوفد.