رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تلقى السعدنى بعد إغلاق مجلة «23 يوليو» دعوة من اتحاد الطلبة العرب الدارسين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل سافر إلى لندن ومنها طار إلى واشنطن، ليكتشف أن اتحاد الطلبة العرب يسيطر عليه سيطرة كاملة طلاب العراق البعثيون، فقد كان العراق فى تلك الأيام قد خصص مبالغ فلكية من أجل إصدار صحف ومجلات فى عواصم الغرب وبيروت من أجل إثبات ريادته على المستوى الإعلامى، ومن ثم السياسى على الوضع العربى بأكمله.. فقد كان العراق ينتظر تلك اللحظة التى أخرج فيها السادات مصر بثقلها العظيم ليحل العراق محل مصر.. وهى لحظة حلم جميل بالنسبة ليس للقيادة العراقية ولكن لأنظمة عربية كثيرة، وكان ضمن المخطط استيلاء البعث العراقى على جميع الاتحادات الطلابية العربية خارج العراق، خصوصًا فى التجمعات الأوروبية، وكان مرافق السعدنى فى رحلته إلى أمريكا أحد هؤلاء الطلبة البعثيين العراقيين، وذات مساء فى إحدى الندوات قام السعدنى ليخطب فى الطلبة العرب ويحاورهم فى قضايا الساعة، فإذا بأحد الطلاب من سوريا يسأله سؤالًا محدداً.. لماذا يا أستاذ محمود لا يتخلص الشعب المصرى من قائد خان القضية المركزية لأمته العربية؟! وبالطبع كان هذا الفتى يقصد الرئيس الراحل أنور السادات.. وعليه رد السعدنى بالقول.. يا ابنى الجيش المصرى الذى أخرج الزعيم أحمد عرابى عام 1881 قادر اليوم وبعد مائة عام على أن يخرج لنا عشرات العرابيين.. وكانت ندوات السعدنى فى أمريكا تسجل بالصوت والصورة، وتطرق السعدنى إلى أنظمة الحكم العربية وإلى تجربة جمال عبدالناصر.. وقال ذات يوم إنه يكفى جمال عبدالناصر شرفًا أنه مات ومدافعه متجهة نحو الشرق نحو العدو الحقيقى للأمة العربية.. وكانت تلميحات السعدنى واضحة، بل شديدة الوضوح.. فقد قصد أن الزعيم الذى تصور أنه خليفة ناصر وهو الرئيس صدام حسين اخترع عدوًا جديدًا للأمة هو إيران، ولم يفوّت أحد الطلبة العراقيين الأمر فسأل السعدنى عما يقصده وما يرميه بهذا الكلام؟ فأجابه السعدنى قائلاً: يا ابنى أنا ح أقولك بالصراحة التى فى زماننا قليلة على رأى عمك بيرم التونسى.. لقد كانت إيران أيام الشاه شوكة فى خاصرة العرب ساندت إسرائيل بالسلاح والبترول، وعندما جاء الإمام الخمينى إلى الحكم فى أشرف ثورة يشهدها القرن وتحولت السفارة الإسرائيلية فى طهران إلى مقر لسفارة فلسطين انقلب العرب على إيران واستعدوها وحاربوها.. وقبل أن يكمل السعدنى حديثه تطاول نفس الفتى فقال: هذا الكلام ما كان ينبغى أن يخرج على لسان صحفى مطرود من بلاده وبلاد العرب ولم يجد من يحتضنه سوى العراق.. عراق البعث عراق الثورة.. عراق صدام حسين.. وهنا جلجلت القاعة بالهتافات والتهليل والتصفيق.. فيرد عليه السعدنى قائلاً: أنا يا ابنى مش صايع.. أنا اسمى محمود السعدنى وفى بلادنا أنا أشهر من الأهرامات وعندى 20 كتابًا وأطنان من المسلسلات فى الإذاعة و4 مسرحيات ومسلسلان وأكتب فى عدة مجلات وجرائد عربية.. وأنا عندما أذهب إلى العراق هربًا من نظام السادات، فإننى لا أنافق أحدًا فى العراق ولا فى أى مكان آخر على الأرض.. أنا قضيتى مع الرئيس السادات ولا أحد سواه.. وهنا سأله أحد الطلبة.. أنا قلت يا أستاذ إن الجيش المصرى الذى أخرج الزعيم أحمد عرابى منذ مائة سنة قادر على أن يخرج عشرات العرابيين اليوم.. فهل لديك أى معلومات عن مثل هكذا أمور.. فضحك السعدنى وهو يقول: أنا لو قلت لك إننى عندى معلومات عن أى حاجة فى مصر أبقى كداب، ولو قلت لك إنى أقدر أحرك 3 أنفار من مصر أبقى بكاش.. لكن دى قراءة للتاريخ وفهم لطبيعة مصر والشعب المصرى. وانتهت المحاضرة بغضب عارم من قبل إخواننا البعثيين وقاموا بالطبع بإرسال التقارير موثقة طبعًا بالصوت والصورة عن محاضرات السعدنى، وكان لها أثر سيئ على علاقة السعدنى غير الحميدة أساسًا مع مكتب مصر، وتم تصعيد الأمر إلى أعلى مستوى، وشعر السعدنى بأنه مغضوب عليه فى العراق، ولذلك لم يتصل به أحد عندما عاد كما لم يبادر هو بالاتصال بأى مسئول، ولكن شذَّ عن القاعدة أحد أعضاء القيادة القومية لحزب البعث العربى الاشتراكى وهو رجل فلسطينى اسمه ناصيف عواد، كان من الرجال القلائل الذين تجدهم إلى جانبك فى أوقات الشدة.. وصارح السعدنى بأن طه ياسين رمضان وطارق عزيز سمما الأجواء بين السعدنى والرئيس صدام حسين، وظل الحال على ما هو عليه إلى أن قرر السعدنى أن يغادر العراق ويتركنا نستكمل دراستنا ويبحث لنفسه عن مصدر رزق آخر بعيدًا عن المكائد والمشاكل فى العراق، وبالفعل سافر السعدنى إلى الشارقة ومكث هناك بعض الوقت، واستقبله حاكم الإمارة الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، وهو صديق للسعدنى منذ سنوات بعيدة عندما كان طالبًا فى كلية الزراعة وزميلًا لشقيق السعدنى الأصغر العم الفنان صلاح السعدنى، وقال الشيخ سلطان للسعدنى إن الشارقة دائمًا ستكون مفتوحة لاستقباله فى كل مكان وزمان.. ولكن السعدنى لم يشأ أن يسبب للشيخ سلطان أى حرج مع الرئيس السادات وغادر إلى لندن، وهناك أمضى بعض الوقت يكتب فى مجلات عربية تصدر فى لبنان، منها مجلة الوطن العربى للأستاذ وليد أبوظهر، ومجلة الدستور، حتى جاء اليوم الموعود الذى تنبأ به السعدنى فإذا بأفراد من الجيش يخرجون يوم 6 أكتوبر ويصوبون مدافعهم الرشاشة فى اتجاه السادات فيردونه قتيلاً.. وكان مع السعدنى فى اللحظة التى تلقى فيها هذا النبأ صديق عمره ورفيق كفاحه وسجنه الأستاذ أمين غفارى، وهو أحد أبرع من عملوا فى التنظيم الطليعى فى الجيزة، حيث كان الذراع اليمنى للسعدنى.. وبمجرد أن سمع السعدنى الخبر قام من فوره ونادى على أمين وهو يقول: السادات اتقتل يا عم أمين.. علىَّ الطلاق انقتل وح نرجع مصر يا وله، وقام السعدنى بالرقص طربًا وبالطبع لم يرقص فرحًا لموت السادات، ولكنها فرحة العودة إلى أماكن الصبا وذكريات العمر، فقد كان السعدنى أشبه بالنبتة التى انتزعتها من تربتها وبيئتها وزرعتها فى جسم وبلاد غربية، وكان طبيعيًا أن ينتفض السعدنى طربًا وفرحًا وسرورًا وانشكاحًا لهذا الأمر، ولكنها ما هى إلا ثوان معدودة وجلس على الكنبة ووضع رأسه بين يديه واستغرق فى نوبة بكاء ونحيب لم يستطع أمين غفارى أن يقترب منه.. ما أقسى هذه المشاعر المتناقضة التى انتابت السعدنى وجعلت أمين الغفارى فى الوضع متسمراً لا يدرى ماذا يفعل أو ماذا يقول، لقد آثر أن يترك السعدنى يعيش انفعالاته دون تدخل منه حتى هدأ وبدأ يتكلم.. لقد حزن السعدنى حزن غرائب الإبل على الرئيس الوحيد الذى حكم مصر وكان صديقاً له فى الأيام التى كان فيها السادات طريداً أيام الملك، ثم بعد ذلك وهو يرتقى درجات سلم المجد من رئيس تحرير الجمهورية حتى بلغ رئيس الجمهورية نفسها، لقد رقص السعدنى ابتهاجاً بالعودة إلى معشوقته الحقيقية مصر وبالتحديد الجيزة التى يعتبرها أجمل بقعة خلقها الله على الأرض وناسها الذين أمضى السعدنى العمر بأكمله وسطهم دون سواهم.. وصارح السعدنى أمين بأنه حزن على السادات الصديق طيب القلب خفيف الدم متقلب المزاج الذى لا تعرف ماذا سيفعل بعد ثانية واحدة ولا تستطيع أن تحدد له طريقاً أو سلوكاً أو قراراً، فكل أفعاله عجيبة وخرافية وغير متوقعة حتى موته كان كذلك.. لقد انتهت رحلة الضنا والشقاء بالنسبة للولد الشقى.. وجاء على رأس الدولة رئيس جديد ليس بينه وبين السعدنى أى ضغينة أو خلاف.. وبدا أن العودة باتت على الأبواب، ولكن الصورة فى العراق كانت مختلفة فلم يرحب أحد بالرئيس الجديد وظنوا أن مبارك هو امتداد للسادات وأن مصر ستظل بعيدة عن محيطها العربى، وبالطبع جاء هذا التحليل منصباً فى مصلحة العراق التى تريد لمصر أن تظل بعيدة عن مجالها الحيوى فى العالم العربى.. فعندما تختفى مصر يطمع الصغار فى القيادة وكان أول الطامعين وأكثرهم طموحاً قادة العراق.. ولكن الأمر بالنسبة إلى شخصى الضعيف كان مختلفاً.. فقد قررت أن أنهى 8 سنوات من الغربة خارج الديار المصرية بعيداً عن أصدقاء الطفولة وحوارى الجيزة وأزقتها وناسها الذين عشقتهم بدورى بل ورثت حبهم من السعدنى الكبير، لقد أنجب العم صلاح ميريت ولم تكتحل عينى برؤيتها، وماتت ستى أم محمود وأنا بعيد عنها، وذهبت أمى وشقيقاتى إلى مصر وحرمت من السفر إليها، وجدت أن مأساتى بالوراثة قد انتهت بل آن لها أن تضع نهايتها.. وقطعت تذكرة سفر إلى القاهرة، من العراق إلى الأردن ثم إلى مصر ولم يوافقنى أحد هذا القرار، ولكننى صممت على الذهاب إلى مصر أياً كانت النتائج.. وكنت فى الصف الثانى الجامعى منقولاً إلى الثالث وصارحنى زملاء الدراسة بأن نظام السادات لا يزال موجوداً بقوة ولا أحد يعلم من ستكون له الغلبة.. كنت أسمع من ودن وأنفض من الودن الأخرى، وبالفعل ذهبت إلى المطار بسيارة الفريق أمين الحافظ رئيس سوريا الأسبق وفى حراسة طاقم مكون من ثلاثة أشخاص يحملون جميعاً المدافع الرشاشة، وبالطبع استقبلونا فى المطار استقبال الفاتحين ولكن بمجرد خروج طاقم الحراسة ودخولى صالة السفر تغير الأمر تماماً.. ولفت انتباهى وجود شاب مصرى يبدو أنه من إحدى قرى بحرى يلبس بدلة من باتا، البنطلون واسع وعريض والجاكتة قصيرة تماماً مثل بدلة سمير غانم فى «المتزوجون» تشعر بأن القماش عبارة عن فضلات من قماش ستارة قديمة، أما القميص فكان لونه «أحمر فاقع» والكرافتة لونها أصفر باهت والبدلة تميل إلى اللون الأخضر وشعره الغجرى المنكوش يسافر فى كل الدنيا، هذا الفتى كان يحمل صورة تكاد تكون بالحجم الطبيعى للرئيس صدام حسين ظل يمشى وسط الأمن والمسافرين رافعاً الصورة أو بالأصح محتضناً إياها ويا اللى ما اتفرجتش.. تشوف وتملى عينيك.. وظل على هذا الحال حتى استوقفه أحدهم وقال له: كيف وصلت إلى هنا بهذه الصورة المفروض تشيلها ويا العفش، فنهره الولد الفلاح الأصيل وعلمه كيف تكون أخلاق القرية التى لا تسمح بأن نرمى صورة الكبير مع العفش.. وتبين أن الرجل إياه مخبر فأمسك بالصورة ولكن الولد الفلاح نهره ونهاه عن لمسها ولكن لا حياة لمن تنادى، فقد استولى على الصورة وقام بالضرب عليها كأنه يعاين بطيخة من النوع الشيلين وتوصل إلى أمر ما.. فقد كان ظهر الصورة يصدر صوتاً غريباً فقام بالإشارة إلى أحدهم وهمس فى أذنيه.. وهنا تحول لون صاحبنا صاحب الصورة إلى مجموعة الألوان التى يرتديها، فمرة لونه أصفر ومرة أحمر ومرة أزرق.. فقد فتحوا البرواز من الخلف ليكتشفوا ثروة من الدولارات تعدت عدة آلاف ومعها مجموعة من الخطابات من عمال مصريين لأهلهم فى مصر، وكان خروج الخطابات من المحظورات فى المطارات العراقية.. وسحبوا الولد المصرى الغلبان من الكرافتة مثل البهيمة وقادوه إلى حيث لا ندرى، وهكذا فقدنا أحد الركاب فى رحلة البحث عن مقعد فى الطائرات الرابضة فى مطار بغداد وكان عددها 3 طائرات، ولم يكن هناك حجز لمقاعد أو دياوله والعملية كانت بختك يا أبو بخيت والاعتماد على المجانص والعضلات هو السبيل الوحيد للحصول على مقعد فى الطائرة.. فقد كان المطار أشبه بموقف ميكروباص وعندما تبين لى أن الوصول إلى الكرسى هو للأبقى والأقوى عرف اليأس طريقه إلى قلبى. فأنا سفروت ضعيف البنيان نحيل الجسد لا حول ولا قوة لى فى عالم الأقوياء وأصحاب العضلات المفتولة.. ولذلك تعرفت على خمسة من الشباب أصحاب المجانص وكانوا فى عمر الورود وذاقوا فى العراق مرارة الحنظل، وحكى لى كل منهم عن حكايته من طقطق لسلامه عليكو، وهكذا تكونت بيننا صداقة عُمْر وكأننا نعرف بعضاً منذ لحظة الميلاد.. هؤلاء الشباب وضعونى وسطهم وعملوا كردوناً ليحمونى ويصلوا بى إلى أقرب طائرة ومنها إلى المقعد الذى سيضمن لنا الوصول إلى الأردن، وازداد اهتمامهم بشخصى عندما علموا أننى ابن السعدنى الصحفى وأن السعدنى الممثل هو عمى، وكانوا أشداء كأنهم مقاتلون فى فرقة صاعقة.. ووسط هؤلاء الشباب وجدت طريقى على ثانى طائرة حيث ركبنا شيئاً أقرب إلى الميكروباص، فليس هناك ما يفيد جلوسنا فى كراسى معينة، فكل شىء على الكيف أما المعاملة، من قبل طاقم الطائرة العراقية فحدث ولا حرج هم لا يوجهون إليك الحديث باسمك ولكن بالأم والأب وهم يلقون إليك بالطعام كما لو كنت كلباً ضالاً، وفى أغلب أوقات الرحلة منعوا الحركة تماماً وأيضاً التدخين ولم يستطع أحد الاعتراض أو مناقشة الأمر أو طلب اللطف فى المعاملة، وصمت الجميع حتى حطت الطائرة عجلاتها أرض مطار الأردن، والحق أقول إننى شاهدت مناظر خلابة حول المطار تنبئ بأن هناك بلاداً جميلة وتمنيت أن أراها وأحتك بناسها ولكن أمنيتى تم وأدها بمجرد أن تجمع ركاب الطائرات الثلاث وهجمت علينا قوة من المغاوير من أمن المطار وطلبوا من الجميع الجلوس على الأرض.. ورفض الصعايدة هذه الأوامر المجحفة ولكن القوات تضاعف عددها وعدتها فى لمح البصر وهات يا ضرب فى الجميع، ونالنى من الضرب جانب فجلست على الأرض وأمرت من حولى بأن نستمع إلى الأوامر حتى يأذن لنا البيه الضابط بركوب الطائرة والعودة إلى بلادنا.. ودخلت السياسة -لعنها الله- فى الأمر فازداد بؤسنا.. جاءنا ضابط برتبة عقيد وخطب فينا قائلاً: أنتم بقر.. ما تفهمون أى شىء السادات ملبسكم طرح وحاطط لكم لجام ليش ما تسوون هادى الجلبة فى مصر ضد نظام السادات.. وظل يخطب ويسب ولا أحد يلتفت إليه أو يلقى له بالاً حتى جاءت الأوامر بعد ثلاث ساعات بالاستعداد لركوب الطائرة، وظهر لنا أن هناك مأساة أخرى تنتظرنا، فركاب الطائرات الثلاث القادمة من العراق ليس أمامهم من وسيلة للعودة إلى القاهرة إلا طائرة واحدة أردنية، وأن بقية الطائرات سوف تأتى فى اليوم الثانى.. وهنا نزل العساكر الأردنيون طحناً بالأحزمة والهراوات فى الجميع الذين اندفعوا وهم يضربون فى كل ما هو أمامهم، فكان الضرب من الأردنيين فى المصريين ومن المصريين فى بعضهم بعضاً ولكن الكردون الأمنى المنصوب حولى كان محكماً فى البداية عندما تمكنا من الوثوب إلى الصف الثانى مباشرة قبل الطائرة، وهو الأمر الذى سيضمن لنا مقعداً فى الطائرة، ولكن انفرط الطوق الأمنى الخاص بى فتشعلقت فوق رقبة واحد صعيدى طيب كان يبدو وسط هذا الكم الهائل من البشر وكأنه جزيرة وسط البحر، ولم يشعر الرجل بوجودى، ولذلك صارع موجات البشر من حوله وضربات رجال الأمن الأردنى تلاحقنا وتحولت إلى درع بشرى بالنسبة إليه فتلقيت عشرات الضربات على ظهرى ورأسى ولكنها ضريبة العودة إلى أرض الوطن.