عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

انقلبت الأمور رأساً على عقب فى المجتمع بصفة عامة وغالبية الأسر بصفة خاصة وأصبح من الملاحظ تغيير السلوك العام فيها وأصبح لونه غربى الهوى وليست هى السلوكيات القويمة التى كانت من قبل تسود المجتمع وأفراد الأسرة الواحدة.. كذلك تجد الآن أن كثيراً من الأبناء يتدخلون فى كل كبيرة وصغيرة ويسألون الأب والأم عن أفعالهما وتصرفاتهما وسلوكياتهما، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل تعدى لدرجة المحاسبة وأحياناً اللوم بحجة أن الأولاد صاروا اصحاب الأبوين وضاعت أمام ذلك الهيبة والقيم.

ومن المؤسف أن الأب والأم يتقبلان، ذلك كسلوك ديمقراطى وأنهما يتعاملان مع أولادهما بالديمقراطية فى كثير من بيوتنا المصرية وهى اختلاف وتداخل الأدوار داخل الأسرة.. فبعد أن كان دور الأب والأم الطبيعى يتركز فى التوجيه والنصح وإرشاد الأبناء لما فيه المصلحة لحياتهم وتربيتهم، وكان الدور المنوط بالأبناء هو السمع والطاعة والاقتناع بلا مناقشة بأننا الآن نجد أن كثيراً من الآباء والأمهات يعطون أبناءهم قدراً كبيراً من الحرية فى التعامل والتداخل فى أمورهم الشخصية دون وضع ضوابط وأسس لحقوق وواجبات كل فرد فى الأسرة ودون وضع حدود لهذه العلاقة المتفرنجة والدخيلة على مجتمعنا، فأصبحنا نرى أن الأبناء تخطوا الخطوط الحمراء فى علاقتهم بالأبوين سواء التى وضعت أسسها الأديان والبيئة الأخلاقية السليمة، وظل المجتمع القويم يتعامل بها إلى أن ظهرت هذه الطرق المستحدثة سواء من الغرب تحت مسمى الديمقراطية والحرية أو من منافذ أخرى اخترقت العلاقات المجتمعية كالمسلسلات الحالية وأفلام المقاولات وأغانى الدراجز وغيرها من التى تقتحم حياة الأسر عبر النت وغيره حتى سادت الجرأة الزائدة مع الأبوين والتخلى عن أدبيات الحوار مع والديهم.

لقد أصبح الغالبية العظمى من الأبناء يقومون بالتجاوز فى التعامل مع الأبوين وانتقادهما أمام الجميع حتى من خارج الأسرة ووصل إلى النقد اللاذع والازدراء تحت مسمى أنهما تربيا على الحرية والديمقراطية، ولست أدرى أى حرية هذه وأى ديمقراطية تعلموها؟! لقد بلغ من السلوك المشين أن الولد يشعل سيجارته أمام والده الذى كان رمزاً للهيبة بل وهناك من يشعلها لوالده! تحت مسمى دا ابنى بقى صاحبى وبدل أن يفعل ذلك فى غيابى يفعله أمامى. يا للهول والويل، ونجد فى المقابل البنت تحكى عن سلوكياتها وتعاملاتها مع ما اسمته صاحبها سواء لأمها أو للأب أيضاً تحت مسمى الديمقراطية، وأصبحن هن أيضاً يدخن ولكن الصدمة أنك تجد رد الأبوين تقول لى أفضل ما تتحدث وتحكى مع الغريب!

وا مصيبتاه تخيلوا أننا أصبحنا نقاسم الغرب تصرفات انحلالية تماماً، حيث نجحوا فى تصدير الانحلال إلى مجتمعنا، ولقد ساهم فى هذه السلوكيات غير المقبولة تفريط الوالدين فى أدوارهما والتساهل والتراخى وعدم وضع حواجز تمنع الأبناء من تجاوز خطوط حمراء بينهم، وإذا أردنا أن نعيد الأمور إلى طبيعتها فيجب أن نضع حدوداً واضحة لدور كل فرد فى الأسرة بحيث يعرف كل فرد حقوقه التى يجب أن يحصل عليها، وواجباته التى ينبغى أن يؤديها ولا يتخطاها، ويجب أن يعلم الأبناء أن دورهم هو المشاركة برأيهم فقط وليس إجبارالأهل أو محاسبتهم أو مساءلتهم، إن الأسرة كالسفينة إذا كان لها أكثر من ربان سوف تضل طريقها وتغرق، وبالتالى فإن قيادة الأسرة لابد أن تكون فى يد الأب بمشاركة الأم وأن القرارات الحاسمة ليس من حق الأبناء التدخل فيها إطلاقا.. ولا يجب تدخلهم إلا فى أضيق الحدود مثل الأمور الحياتية اليومية كنوع الطعام والتنزه والملبس.. إلخ فللأبناء حق إبداء الرأى وليعلموا أن القرار النهائى أيضاً يكون لرب الأسرة، ولكن نشركهم فى الأمور التى من حقهم المشاركة فيها كقضاء الإجازة مثلاً وبالتالى يشعر الابن بقيمته وأهميته واحترام رأيه، وفى المقابل حينما يريد التدخل فى أمور لا تخصه فلابد أن يتم مصارحته بأنه ليس من حقه التدخل فيها.