عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

 

بعد انتهاء يوم جديد وطويل من رحلة الكفاح فى الحياة, ها أنا قد عُدْتُ إلى بيتي مُرهَقة بعض الشيء, وبعد القيام ببعض الالتزامات الأسرية والمنزلية, كان لا بُدَّ من الاسترخاء قليلًا -أو بحسب التعبير الدارج «كان لازم أفصل شوية»-.

دخلت مكتبي وجلست على الكرسي الهزاز, والتقطت من فوق الطاولة كتابًا قرأت فيه تلك الكلمات لأديبنا الرائع (توفيق الحكيم) حيث قال:

«أمة أَتَتْ فى فجر الإنسانية بمعجزة الأهرام لن تعجز عن الاتيان بمعجزة أخرى أو معجزات!

أمة يزعمون أنها ميتة منذ قرون، ولا يرون قلبها العظيم بارزًا نحو السماء من بين رمال الجيزة!

لقد صنعت مصر قلبها بيدها ليعيش إلى الأبد».

تزامن ذلك مع متابعتي خلال اليوم لتفاصيل زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي لدولة السودان, ولعل اهتمامي بالمتابعة لم يكن لأغراض تخصُّ العمل فقط، لكنَّ جزءًا كبيرًا منها راجع إلى حبي للسودان وأهله بشكل خاص، وعشقي للقارة السمراء والشعوب الأفريقية على وجه العموم.

أخذ ذهني يسترجع عددًا من التصريحات التي صرَّح بها الرئيس السيسي طوال مدة الزيارة التي أرى أنها تاريخية من عدة جوانب، مثلًا: 

الشعب السوداني لن يرى من مصر إلا كل ما هو طيب؛ علاقتنا مع السودان استراتيجية، ونؤمن بوحدة المصير والمسار. مصر لا تتدخل فى شؤون الآخرين، ويدنا ممدودة بالخير للأشقاء. السودان داعمة لمصر على مر التاريخ, هناك مشروعات جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين, رسالتي للإعلام المصرى والسوداني أن ينشرَا الخير والسلام والاستقرار ويكونَا منبرين لتحسين العلاقات, وربما كان آخر ما توارد إلى ذاكرتي هو أن الدولة المصرية كانت مهدَّدة منذ ثلاث سنوات بالدخول في حالة إفلاس, وقد بدأنا إصلاحًا اقتصاديًّا في (منتهى القسوة)، ونجح بفضل (تحمُّل الشعب).

ولعل من الجدير بي أن أتوقف عند كل تصريح من تلك التصريحات لأحلِّله على المستوى السياسي, وألقي من خلاله الضوء على بعض ملامح أطر وتوجهات السياسة المصرية الخارجية، وخاصة فيما يخص علاقاتها الثنائية مع دول الجوار، وكذلك حاضر ومستقبل علاقاتها بامتدادها الأفريقي ـ البيت الكبير ـ. لكن نظرًا لمحدودية المساحة هنا؛ حيث إن كل تصريح قد يحتاج لمقال مفصل على حدة, كما وجدت أن هناك العديد من أقلام الكثير من الزملاء الأعزاء كانت قد غطَّت الموضوع بشكل جيد من عدة جوانب: تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية؛ لذا لن أطيل عليكم كثيرًا فى تلك الجزئية, وسأعود معكم فورًا لما كنت قد بدأت به مقالي اليوم من كلمات للعظيم (توفيق الحكيم) وصف فيها مصر بأنها «صنعت قلبها بيدها ليعيش للأبد»؛ فحقًّا مصر تُثبت لنا دائمًا أنها قادرة على تجديد دمائها مهما حدث ويحدث الآن، وما قد يحدث, وهو ما أكَّدَتْ عليه أيضًا تلك (الزيارة التاريخية) التي امتزجت فيها العاطفة -ممثلة في إعلاء قيم الإنسانية والمحبة- مع استخدام الدبلوماسية مع السياسة الخارجية الحكيمة فى إطار المصالح المشتركة خاصَّةً الاقتصادية منها؛ فالعلاقات بين الدول كالعلاقات بين الأفراد في عِدَّة نواحٍ تمر طوال الوقت بمنحنيات صعود وهبوط, وبالإرادة تتبعها الإدارة يستقيم ميزانها.