رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

الذى يهتم بقراءة تاريخ مصر الحديث، يعلم جيدا أن المكتبة المصرية تفتقر إلى العديد من الكتب التى عاصر مؤلفوها بعض الأحداث التاريخية، وتعد كتاباتهم مصدرا وشهادة لا يمكن تجاهلها، خاصة إذا كان هؤلاء الأشخاص قد انفردوا بمشاهدة ومعاصرة بعض الوقائع، من هذه الشخصيات المستشرق جوزيف مارسيل(1776 : 1854 م)، الذي صاحب الحملة الفرنسية، وعاصر سنوات حكم محمد على باشا، لجوزيف كتاب روى فيه مشاهداته ورحلته إلى مصر، صدر عام 1848م، تحت عنوان:

‏Egypte depuis la conquete des Arabes jusqu'a la domination Francaise

وقد انفرد جوزيف فى هذا الكتاب برواية على قدر كبير من الأهمية عن إنشاء مطبعة بولاق، والأسباب التى أدت إلى صدور أو قانون للرقابة على المطبوعات فى عهد محمد على، وقد نبهنا لهذا الكتاب والواقعة د.أبوالفتوح رضوان رحمة الله عليه، فى كتابه القيم « تاريخ مطبعة بولاق.. ولمحة فى تاريخ الطباعة فى بلدان الشرق الأوسط»، الكتاب صدر سنة 1953، عن المطبعة الأميرية بالقاهرة، وتصدره مقدمة لمحمد شفيق غربال، وكان موضوع رسالته فى الماجستير بقسم التاريخ بجامعة إبراهيم باشا، عين شمس حاليا( تأسست سنة 1950).

ومع أهمية كتاب جوزيف مارسيل إلا أنه للأسف لم ينقل إلى اللغة العربية حتى اليوم، لماذا؟، الله أعلم، ربما لعدم انتباه الباحثين إليه، وربما لانصرافهم إلى حسب تقديراتهم فترات أهم، وبغض النظر عن أسباب انصراف الباحثين والمترجمين عن كتاب جوزيف، ننبه اليوم إلى أهميته للمكتبة العربية، حيث إن جوزيف كان معاصرا لمحمد على باشا الكبير، وشاهد العديد من الوقائع التى وصلتنا والتى لم تصلنا، مثل واقعة صدور أول قانون للرقابة على المطبوعات.

فقد حكى جوزيف بعد إنشاء مطبعة بولاق، كتب أحد المدرسين بمدرسة الفنون ببولاق، وكان ايطاليا ويدعى :« بيلتى» قصيدة شعرية بعنوان« ديانة الشرقيين»، سب فيها الديانة الإسلامية ورموزها ودعها فيها إلى الإلحاد، واتفق مع ناظر المطبعة نيقولا المسابكى على طباعتها، وبالفعل طبعت وقُرئت، من بين من قرأ القصيدة «سولت» قنصل انجلترا فى مصر، وكان يكره الإيطاليين، فحمل القصيدة وذهب إلى محمد على باشا، وأخبره بالقصيدة وفحشها وخطورتها، فأصدر محمد على باشا فى 13 يوليو 1823 أول قانون للمطبوعات، وجاء فى جملتين، وهى عدم طبع كتب للأوربيين فى المطبعة سوى بعد حصول مؤلفه على تصريح من محمد على باشا شخصيا، هذه الواقعة انفرد بها جوزيف فى كتابه حسب «د.أبوالفتوح رضوان»، فهل ستنتبه وزيرة الثقافة لأهمية الكتاب وتأمر بترجمته؟.

 

[email protected]