رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

نشر منذ أيام بجريدة الأهرام يوم الاثنين 25 يونيو خبر مقتل أم وابنتيها وقد ألقت مباحث الجيزة القبض على الزوج المتهم وأب الطفلتين للاشتباه فى ارتكابه الجريمة وهو نجل الفنان الراحل المرسى أبو العباس. وتواصل أجهزة البحث الجنائى تحرياتها وتحقيقاتها مع المتهم لكشف أسباب ودوافع الجريمة الغامضة. وأمر اللواء مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة بإخطار النيابة العامة لتولى التحقيق.

 وقد توصلت تحريات فريق البحث الجنائى إلى أن المتهم رب الأسرة المنكوبة يعانى من مرض نفسى منذ سنوات وغير متزن فى تصرفاته وأقواله فقد جاءت هذه الأقوال متناقضة امام رجال البحث الجنائى باعتراف المتهم بارتكابه الجريمة بسبب مروره بضائقة مالية وذكر أنه أخبر زوجته قبل ارتكابه الجريمة بنيته فى الانتحار بسبب معاناته من الأزمة المالية التى يمر بها وتارة أخرى يقول إنه قام بقتلهم بسبب شكه فى سلوك زوجته وفى نسب الطفلتين له ثم يتراجع مرة أخرى عن أقواله هذه، ما يدل على معاناة المتهم من حالة نفسية شديدة فقد اعترف امام رئيس مباحث بولاق الدكرور بأنه قام بقتل زوجته وابنتيه وحاول مراوغة رجال المباحث، وزعم أن الجريمة تمت بدافع السرقة وتعرض شقته للسرقة وادعى المتهم أنه قد اكتشف الجريمة بعد عودته للمنزل.

 وقد كشفت تحريات المباحث أن أسرة المتهم تتمتع بعلاقات جيدة مع الجيران وبسمعة طيبة فى المنطقة وذكر فى التحقيق أن المتهم يعالج من مرض نفسى منذ سنوات وما زالت أجهزة المباحث تواصل تحرياتها مع المتهم للكشف عن أسباب ودوافع الجريمة.

وبصرف النظر عن الادعاء بإصابة الزوج المتهم بمرض نفسى منذ سنين فإنه ليس حتميا لو صح هذا الزعم أن يكون المرض النفسى دافعا وحيدا وقويا لارتكاب الجريمة إذ ليس من الضرورى أن يكون هذا المرض النفسى المزمن إذا صح الزعم بإصابة المتهم به هو السبب الأساسى والوحيد لارتكابه الجريمة، فلم يثبت أن المتهم قد ارتكب الجريمة نتيجة نشوب نزاع حاد وشديد بينه وبين زوجته، لأنه لو صح وقوع هذا النزاع الشديد فإنه لن يكون وحده دافعا للزوج المتهم بقتل زوجته وابنتيه، فلا بد أن يكون السبب الدافع للجريمة أمرا يتعلق بالضحايا الثلاث الأم وطفلتيها والأرجح فى نظرى أن الزوج المتهم قد اكتشف خيانة زوجته لعلاقتها بعشيق فترة طويلة دون علم الزوج المتهم، فهذه الخيانة الزوجية هى التى ترجح منطقيا أن يشمل القتل الزوجة والابنتين للشك الشديد من الزوج المتهم فى صحة نسب الطفلتين إليه.

 وقد يكون هذا الاكتشاف نتيجة كشف وتحليل لقدرة الزوج الجنسية، وذلك لأن عقم الزوج إذا ثبت الكشف والتحليل يؤكد عدم صحة نسب الابنتين إلى الأب، وبالتالى يكون من الراجح أن يتم القتل شموليا للزوجة والابنتين أيضا، وبالتالى فإنه ليس صحيحا ان يكون الدافع على القتل الجماعى من الزوج بسبب أزمة مالية مزعومة لم يقم دليل جدى وقوى على صحتها.  وعموما لا تكفى هذه الأزمة وحدها لقتل الضحايا الثلاث فى وقت واحد وبواسطة الزوج المتهم الذى لم يثبت أنه قد حاول الانتحار مع قتل الضحايا بسبب انهياره النفسى المترتب على الأزمة المالية التى زعم أنه يمر بها. وسوف ينجلى بالتحقيق والتحرى حقيقة الدوافع والأسباب التى ادت إلى وقوع هذا القتل الثلاثى وعدالة الله فوق كل جريمة وهو يعلم وحده السفر وأخفى.

رئيس مجلس الدولة الأسبق