رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

يستطرد الناشر مقدمته كالآتى:

يجد اتحاد العرب لخريجى الجامعات الأمريكية من الضرورى لبدء السلسلة الجديدة: «مستندات خاصة» بمقال لأوديد ينون نشر فى مجلة «كيفونيم» (أى الاتجاه)، وهى مجلة إدارة الإعلام للمنظمة الدولية للصهيونية، وأوديد ينون هو إسرائيلى صحفى، وكان قبل ذلك ملحقاً بوزارة الخارجية الإسرائيلية وحسب علمنا، فإن هذا المستند أكثر المستندات وضوحاً وتفصيلاً ودقة حتى تاريخه للاستراتيجية الصهيونية للشرق الأوسط، وفضلاً عن ذلك، فإنه يظهر كتمثيل دقيق للرؤية عن الشرق الأوسط أن للنظام الصهيونى الحاكم حالياً فى إسرائيل لبيجين وشارون وإيتان.. وتعود أهميته بناء على ذلك ليس إلى قيمته التاريخية ولكن إلى الكابوس الذى يمثله.

 

 (2)

تعمل الخطة على محورين أساسيين، الأول أن على إسرائيل حتى تستمر فى الوجود عليها: 1) أن تصبح قوة إمبريالية إقليمية. 2) تنفيذ وتقسيم كل المنطقة إلى دويلات أصغر عن طريق تفكيك كل الدول العربية القائمة حالياً، وكلمة دويلات أصغر معناها يتوقف على التكوين العرقى أو الطائفى لكل دولة، وبذلك فإن الأمل الصهيونى هو أن تتحول الدول العربية المكونة على أساس طائفى إلى توابع لإسرائيل ومن المضحك أن هذا التحول سيكون مصدر الشرعية الأخلاقية لإسرائيل.

 

 (3) هذه ليست فكرة جديدة ولا هى بظاهرة للمرة الأولى فى الاستراتيجية الصهيونية الفكرية، فالواقع أن تفكيك الدول العربية إلى كيانات أصغر قد أصبح فكراً مكرراً، وقد صيغ هذا الفكر فى مستند مبسط جداً فى نشرات AAUG وهى حركة إسرائيل الإرهابية المقدسة (1980)، الذى ألفه ليفياروكاح، المبنى على مذكرات موشى شاريت، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.. وما نشره «روكاح» كان مستندات وتفاصيل مقنعة من الخطة الصهيونية بالنسبة للبنان، كما أعدت فى منتصف خمسينات القرن الماضى.

 

 (4)

الغزو الإسرائيلى الكبير الأول للبنان سنة 1978، كان تنفيذاً لهذا المخطط فى أدق تفاصيله.. والغزو الإسرائيلى الثانى والأكثر بربرية للبنان فى 6 يونيو سنة 1982، كان هدفه تنفيذ بعض أجزاء من الخطة التى كانت تأمل أن ترى ليس فقط لبنان بل سوريا والأردن مفككة إلى دويلات أصغر، وكان ذلك كفيلاً بأن يجعل مزاعم إسرائيل بأنها تريد رؤية لبنان قوية ومستقلة أضحوكة كبيرة فبدقة أكبر كانت إسرائيل تريد حكومة لبنانية مركزية توافق على أطماع إسرائيل الإمبريالية الإقليمية عن طريق توقيع معاهدة صلح بين إسرائيل ولبنان، وتريد إسرائيل أيضًا موافقة لبنان على خطة إسرائيل بالنسبة لسوريا والعراق والأردن وحكومات عربية أخرى فضلاً عن الشعب الفلسطينى، فالذى يريده الإسرائيليون ويخططون له ليس عالماً عربياً، بل هو عالم من شظايا دول عربية مستعدة لتقبل السيادة الإسرائيلية عليها، ولذلك يقول «أوديد» فى مقاله بعنوان «استراتيجية إسرائيل خلال ثمانينات القرن العشرين»، (إن أمام إسرائيل فرصاً ذهبية لم تتح لها منذ حرب يونيو سنة 1967 خلقها الجو العاصف المحيط بإسرائيل).

 

 (5)

إن سيادة إسرائيل بترحيل الفلسطينيين عن فلسطين هى خطة نشطة جداً ولكنها تنفذ بعنف فى حالات النزاع مثل سنة 1947 وسنة 1948 خلال الحرب وخلال حرب سنة 1967، وبصفة عامة تنفذ بصورة أشد النزاعات وفى ملحق عنوان «إسرائيل تتحدث عن خروج جديد» مرفق بهذا المستند لإيضاح خطة الصهيونية لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم ولإظهار إلى جانب المستند الصهيونى الذى نقدمه - خطط صهيونية أخرى لتفريغ فلسطين من الفلسطينيين.

 

 (6)

من الواضح من مستند «كيفوم» (أى الاتجاه) الذى نشر فى فبراير سنة 1982 أن أكبر الفرص المتاحة التى يركز عليها الاستراتيجيون الإسرائيليون هى نفس الفرص التى يسوقونها لمحاولة إقناع العالم بها والتى يزعمون أنها نشأت خلال غزوهم للبنان سنة 1982، ومن الواضح كذلك أن الفلسطينيين لم يكونوا وحدهم أبداً هدف إسرائيل الوحيد بل هدفها الأول منذ ظهورهم كشعب له كيان مستقل يلغى الدولة الإسرائيلية، ومع ذلك فكل دولة عربية خاصة الدول التى لها هدف قومى واضح واتجاه نحوه تصبح بالضرورة هدفاً لإسرائيل إن آجلاً أو عاجلاً.

 

 (7)

بالتعارض مع تفاصيل الاستراتيجية الصهيونية الواردة فى هذا المستند فإن الاستراتيجية العربية الفلسطينية تعانى مع الأسف من التعارض وعدم الوضوح ليست هناك إشارة إلى أن الاستراتيجيين العرب قد شرحوا تفاصيل الخطة الصهيونية داخلياً لشعوبهم، وبدلاً من ذلك فإن رد فعلهم يتميز بعدم التصديق والصدق كلما ظهرت مرحلة جديدة من الخطة الصهيونية، فهذا واضح تماماً فى رد الفعل العربى وإن كان خافتاً فى حالة الحصار الإسرائيلى لبيروت، والحقيقة المحزنة أنه طالما أن الخطة الصهيونية للشرق الأوسط ليست مأخوذة بالجدية الكاملة من العرب فإن رد الفعل العربى لأى حصار مستقبل لأى عاصمة عربية أخرى سيكون نفس الشىء.

خالد نخلة

23 يوليو سنة 1982

 

مقدمة بقلم إسرائيل شاحاك

1

تمثل هذه المقال فى رأيى الخطة الصحيحة والتفصيلية للنظام الصهيونى الحالى الذى يقوده حالياً «شامير وايتان» للشرق الأوسط المبنية على تقسيم المنطقة كلها إلى دويلات صغيرة وحل كل الدول العربية الموجودة، وسأعلق على الجانب العسكرى لهذه الخطة فى صورة نبذة ختامية وأريد أن أسترعى الانتباه إلى عدة نقاط مهمة.

2

فكرة تدمير كل الدول العربية بواسطة إسرائيل إلى وحدات صغيرة تظهر مرة بعد مرة فى الفكر الاستراتيجى الإسرائيلى، فمثلاً فإن زعيق شيف المراسل العسكرى لجريدة «هآرتس» وربما كان أكثر الإسرائيليين معرفة فى هذا المجال، يكتب عن أحسن ما يمكن أن يحدث لإسرائيل ومصالحها فى العراق هو حل العراق إلى دولة شيعية ودولة سنيّة وفصل المنطقة الكردية، مقالة فى «هآرتس» فى 6/2/1982، والواقع أن هذا الجزء من الخطة قديم جداً.. وإلى الحلقة القادمة.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد