لم يستجب لتوسلاتنا

لم يستجب لتوسلات عشقنا له رغم  لهفتنا بقدومه بعد غياب طويل استمر عدة اشهر ورغم استقبالنا له الحافل بكل انواع الاحتفالات الدينية والاسلامية والروحانية والغنائية وبالزينات والفوانيس.

وأعلناها له مدوية اهلا ضيفنا الكريم إلا انه لم يستجب لتوسلاتنا له بالبقاء معنا ولم يترفق بحالنا وحالة الولع لحبنا الشديد له ولم يترأف بحالنا عندما قلنا له مهلا وتركنا ورحل عنا وليس امامنا سوى انتظاره على أحر من الجمر كما يقال فى بلدتنا فى حالات الانتظار طويل الأمد، وإنا له لمنتظرون.

 انه شهر رمضان الكريم، شهر أهلّه الله علينا بفرحة عارمة بقدومه والإعداد له، وايضا يفارقنا بفرحة تاركا لنا بوداعه عيدا كبارا ام صغارا فقراء واغنياء ، فمنذ يومين تركنا ورحل الضيف الكريم وجعلنا نعيد الحسابات من جديد بيننا وبين انفسنا بصفة عامة  وبيننا وبين  ضمائرنا وبين الله عز وجل بصفة خاصة.

تركنا من هو بمثابة رمانة ميزان المسلم فنجد اننا نظل 11 شهرا نصول ونجول فى الحياة تتلقفنا امواج كثيرة منها ما يفرحنا ومنها ما يشقينا ومنها ما ينغص علينا الحياة ذاتها ليعود رمضان شهر الفضائل والخيرات من جديد ليعيدنا الى حظيرة الاسلام الى حد ما فنتسابق لفعل الخيرات، وإطعام الفقير وموائد الرحمن والله أعلم بالنوايا وكذلك اخراج الزكاة والبحث عن اعمال الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء ونصل الرحم الى حد ما رغم غلاء المعيشة. 

والتسامح ويا الله على اخلاقنا فى الشوارع ووسائل المواصلات كانت رائعة وانشغال الركاب بقراءة القرآن بدلا من المعاكسات والتحرشات كنا نسير فى نهار رمضان تشعر بالمجتمع اصبح مثاليا عدا انحرافات قليلة من نفر قليل وتتمنى ان تكون الشهور كلها رمضان.