عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

 

أول أمس بعد أن انتهيت من ممارسة رياضتى المفضلة - المشى على البحر -  بعدالأفطار...  رحت لأستريح قليلا .... وبينما أنا جالسة أخدت أفكر ... ترى عن مادا أكتب فى عمودى هنا هدا الأسبوع؟!.

 فالكتابة نشاط أعلى مستوى من المشى, والتفكير أعلى مستوى من الكتابة, واتخاد القرارات أعلى مستوى من التفكير, واتخاد قرار ب "لا" أعلى مستوى من اتخاد قرار بـ "نعم" .....ممممممم....   وكم هى كثيرة تلك الموضوعات والأحداث التى تجرى من حولنا....

ولكن وجدت أن أكثر ما سيطر على تفكيرى حينها هو الشعور بعاطفة قوية جدا جعلتنى أدوب اشتياقا الى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى التسليمات, وأخذت أذكره كثيرا وأصلى عليه, وبينما أنا هكذا رحت أفكر فى "محمد العابد" ... وليس الداعى مثلا أو الصادق أو البليغ أو العبقرى فى الأدارة والسياسة والعسكرية..... وأتصور كيف كان يتعبد سيدنا محمد؟؟؟ وخاصة فى شهر رمضان الكريم,هدا الشهر الفضيل, وقد قال لنا عليه السلام " قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لى وأنا أجزى به".

 وعندما فكرت فى كيفية ممارسة سيدنا محمد للعبادة وتحديدا عبادة الصوم ؟ لم أكن معنية  بالأساس بالطقوس الدينية التى يعلمها أغلبنا, ولكن ما شغل بالى أكثر هو طبيعة تلك العبادة, فانا أدرك جيدا أن طبيعة العبادة هى ما تدعونا الى الاتصال باسرار الكون للتآلف بيننا وبينها, أو بمعنى آخر كما عبر عن دلك الأستاد الكبير عباس محمود العقاد بأن طبيعة العبادة تمثل الحلول من الكون فى أسرة كبيرة, أى أنك تشعر بالكون بيتا لأسرة. وربما لأن لأن سيدنا محمد كان قد نشأ يتيما من طفولته مما جعله ينطوى على نفسه بدرجة ما, فتعود التأمل, وأصبح ينظر الى ما حوله بعين الناقد المترفع عن الدنايا, فتكون مند نشأته عابدا, عابدا يفكر ويعبر ويعمل.

وأتامل عبادة خير خلق الله, لأجد أنها اما كانت خلوا بالنفس لبعض الوقت, أو تفكر فى  الخلق وبدائع الكون "وخاصة تلك التى ربما ألفها الناس"...  خلوا أو تفكر ينتهى لايمان,ولدا نجد كثرة وصياه لنا بالتفكر.

وعندما أخدت أتفكر وأفكر فى عبادة الصوم, وهى أصدق العبادات على الاطلاق كما أخبرنا سيدنا محمد عن قول الله عز وجل بأنها له وهو يجزى بها, حيث أن الصوم سر بين الانسان وربه, فالصدق هو مطابقة الظاهر للباطن, والكدب هو مخالفة الظاهر للباطن,ومن هنا كان وجه الشبه بين الصوم والصدق, فكلاهما لا يطلع عليه الا الله.

ونحن نصوم شهر واحد فى السنة, والصوم صدق, فلمادا لا نتخد من صومنا هدا معين لباقى شهور العام فى تجديد والتأكيد على حالة الصدق, الصدق مع الله , والصدق مع النفس , والصدق مع الناس.   

 وخلاصة القول أن التفكر هو طريق الوصول الى الله , وهو لا يأتى دون صدق.