عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

 

كلما التقيت إحداهن بادرتنى بجملة واحدة وكأنهن اتفقنا عليها وهى أخيراً.. خرجنا من السجن، فما هى الحكاية؟ فما بين أدائى مناسك الحج عام 2016 وعمرتى هذا العام تغيرت الدنيا هناك تماماً،عندما حللنا بمكة ضيوفاً للرحمن، وجدنا تغييراً لأمور شتى، فقد لفت أنظارنا التواجد غير المعهود للمرأة على غير عادة الأجواء هناك، فقد زرتها كثيراً لكننا جميعاً وفوج الزملاء الصحفيين وأسرهم استرعى انتباهنا التواجد المكثف للمرأة. كنا نتساءل: هل صحيح مانراه الآن؟ فركنا أعيننا، قلنا لأنفسنا: ربما من إرهاقنا من السفر وإجراءاته ووقوع السيستم فى مطار جدة، وإرهاقنا من طول إنهاء الإجراءات وما أدراك ماهى فى هذا المطار فوجدنا مانراه حقيقة.

ثم ذهبنا جميعاً للفندق ووجدنا أمامنا أن من تقوم بإنهاء اجراءات التسكين لنا فتيات موظفات وخلعنا النقاب وكشفن عن وجوههن وبمكياج أيضاً.. لأول مرة وعلى غير عادة وتقاليد وأعراف الدولة، يا الله فتيات بجوار زملائهن بالاستقبال الفندقى، فركت عينى مرة اخرى، حيث كنت أظنه حلماً لكننى وجدته حقيقة، اقتربنا أنا ومن معى وزميل المهنة حسين الزناتى منظم الرحلة منهن وسألتهن فضحكن ضحكة الإفراج والمتهلل أساريره، ايوه خرجنا من السجن منذ أكثر من شهرين، نعم كان بعضنا يعمل من قبل ولكن فى أعمال خفيفة بعيدة عن التعامل مع الناس، والاختلاط بهم، أما الآن فأصبحنا طليقات حرائر حتى قيادة السيارة، وننتظر المزيد، سوف تتغير المرأة تماما هنا فى 2030.

تركنهن وذهبنا جميعاً لمطعم الفندق فوجدنا أيضاً مشرفة المطعم وموظفة استقباله فتيات أيضاً يعملن بجانب الرجال من الدول الأخرى، فاستطلعنا الأمر فأجبن أن هذا شيء جيد لأن صاحب القرار يعمل على حرية المرأة أولاً وثانياً على توطين العمالة بأن تصبح كلها من أبناء الوطن، وهو ماتم تنفيذه الآن فعلا، كذلك نفس الرؤية وجدناها عند الحرم النبوى فهذا شيء طبيعى ولكن بعض الفتيات السعوديات كشفن وجوهن وبعضهن بمكياج.

لكن الرجال كان لهم رأى آخر فى هذا التغيير مشمولاً بالرفض التلميحى غير الصريح، أمر التغيير الذى طرأ على أرض الحجاز لم يقف عند هذا، بل اختفى تماماً من الطرق والأماكن المطوع وأصبح الرجال خاصة فى المدينة يدخنون علنياً وأمام المولات والمحال التجارية، وأصبحت الطرق والشوارع تمتلئ بأعقاب السجائر وكأنهم يدخنون بأثر رجعى، ففى زيارتنا عام 2016 وما قبلها كان الرجال يخافون عقوبات المطوع صاحب العصا ويرددون اسمه: المطوع، أما الآن فينكرون معرفتهم به قائلين لا نعرفه، وهكذا هو حال الدنيا التغيير فسبحان مغير الأحوال وحاله لا يتغير سبحان الله.

[email protected]