رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

نشر بالأهرام منذ عدة أيام فى يوم الاثنين 7 مايو خبر مقتل عائلة بأكملها مكونة من أب مقاول وزوجته وأبنائه الثلاثة- ولدًا وبنتين- داخل فيلا بمدينة الرحاب!! وتضمنت المعلومات الأولية المنشورة عن الحادث سلامة منافذ الفيلا كلها وعدم وجود بعثرة أو اضطراب لمحتوياتها مع وجود جميع المصاغ والأموال دون المساس بأي منهما، وذكرت الصحيفة أن كل ذلك يرجح عدم وجود شبهة السرقة أو القتل بدافع السرقة!!

وتضمن ما نشر عن الحادث أن أول المبلغين عنه هو صاحب الفيلا الذى تبين أنها كانت مؤجرة منه إلى رجل أعمال مهنته مقاول ولم يقم بسداد إيجار الفيلا لمالكها منذ عدة شهور وذكر المالك أيضًا أنه يوم اكتشاف الحادث قد شم رائحة كريهة تخرج من خلف باب الفيلا، فأبلغ الشرطة، وكشفت معاينة النيابة العامة أن الفيلا لم تكن مراقبة بالكاميرات حيث لم يتم العثور على أى منها داخل أو خارج الفيلا، وقررت النيابة بعد معاينتها مسرح الجريمة أنه من المشكوك فيه الانتحار الجماعى للقتلى!! وقد أمرت النيابة العامة بعد المعاينة بندب الطب الشرعى لتشريح الجثث والتحفظ على السلاح المستخدم فى الجريمة الغامضة، كما ندبت النيابة العامة رجال الأدلة الجنائية لفحصها وإعداد التقرير الفنى اللازم حول عملية القتل ومطابقة الطلقات بأجساد القتلى بالفوارغ المعثور عليها وقد كشفت المعاينة عن وجود المسدس المستخدم فى الجريمة بجانب جثة الأب المقاول، كما تبين أن زوجته قتلت فى حجرة الاستقبال وقتلت ابنة شابة بطلقتين فى الرأس بجوارها كما قتل ابنيه احدهما فى المطبخ والآخر بغرفة النوم وعثر على أعيرة طلقات المسدس الذى عثر عليه بجانب جثة الأب، وقد تبين أن المسدس المذكور غير مرخص، كما تم العثور على جميع مصوغات وأموال العائلة ولم تتعرض الفيلا للسرقة وقد شهدت احدى الجارات بأنها تقطن بهذه المنطقة منذ سبع سنوات ولم تسمع عن جريمة واحدة بالمنطقة وان أفراد الأمن متواجدون دائما ويقطن فى محيط الفيلا ثلاثة خفراء بصفة دائمة وذكرت أن والد المجنى عليهم معروف بالتزامه الدينى وأنه يتوجه للصلاة مع أبنائه فى الجامع!! وينتفى بناء على هذه المعلومات أن يكون الحادث قد تم بالانتحار الجماعى فقد تم قتل كل الضحايا بالرصاص بالمسدس المضبوط فى مكان الحادث، وهو من «ماركة برتا» وقد قتل الأب بثلاث طلقات بالرأس بينما قتل باقى الضحايا بطلقتين فى الرأس لكل منهم، ويؤكد نفى افتراض الانتحار الجماعى أنه بعد الاصابة برصاصة واحدة فى الرأس يسقط المجنى عليه قتيلا وبجواره المسدس!! ولا يمكن أن يبقى بعد الإصابة حيا!! وبالتالى فإن الحادث قد تم بواسطة مجرم غير الأب ومن المرجح أن القتلى جميعا قد ماتوا بعد إطلاق رصاصتين بالرأس على كل منهم ولا يمكن فهم ذلك الا على أساس ان المسدس المستخدم فى الحادث كان به كاتم للصوت ولا يمكن فهم ومعرفة دوافع الحادث الذى يجوز أن يكون الانتقام والثأر من العائلة بأكملها!!

وهذا لا يرجح أن يكون الانتقام والثأر من قاتل مريض عقليا ونفسيا ومع ذلك فانه يبقى للفهم كيفية حصول القاتل على المسدس وهو أمر غامض ويرجح منطقيا ان القاتل على صلة بالأب القتيل وقد استولى على المسدس منه بالقوة أو بالخداع لتنفيذ عملية القتل ويتعين ان يكون عدد الطلقات فى خزنة المسدس ست طلقات على الأقل وبصفة عامة فانه سوف يتبين من التحقيق والتحرى الكثير مما يكشف عن غموض الحادث وغربته!! ولا شك ان المجرم الذى اغتال هذه العائلة شخص مريض نفسيا ويعرف كيف يستخدم السلاح فى القتل الجماعى دون ان يتعرض لمقاومة من المجنى عليهم أو  يهرب فرد أو أكثر منهم، فور إطلاق الجانى الرصاص، ان كشف غموض هذا الحدث الاجرامى والوحشى لا بد أن يتم بواسطة التحقيقات والتحريات للحصول على كل المعلومات عن الحادث وعن القاتل وان يتم تقديمه بعد التوصل اليه للمحاكمة الجنائية للحكم بإعدامه، وأرى أن يتم ذلك علنيًا فى أحد الميادين العامة بمدينة الرحاب التى ذهبت فيها الجريمة الشنيعة النادرة الحدوث!!.

 

رئيس مجلس الدولة الأسبق