ذكريات قلم معاصر
- لماذا لا نعيد نظام (القرض الحسن) فكرة عبدالحميد باشا عبدالحق فى حكومات الوفد؟.. ونحن فى أشد الحاجة إليه الآن؟
- ما هو (القرض الحسن)؟
- القرض الحسن لموظفى الدولة هو: أى موظف تقابله ظروف مالية سيئة من حقه على الدولة أن يقترض منها لا من البنوك ولا من مصاصى الدماء.. الرجل أو المرأة التى خدمت فى دواوين الحكومة سنوات الشباب ما بعدها من حقهما إذا قابلهم ظروف زواج الأولاد أو البنات (فيلم عماد حمدى وتحية كاريوكا) أو مدارس أو سقوط منزل أو أية مناسبة سارة أو غير سارة من حق الموظف أو الموظفة أن تقترض من الدولة بلا أية فوائد.
- لذا سموه القرض الحسن، وكل طلب تتم دراسته خلال ساعات أو قل دقائق.. الموظف أو الموظفة المرتب معروف وموعد المعاش معروف.. والاتفاق مع المقترض على القسط الذى سيتم خصمه سيتحدد فى ثوان.. وإمضاء بعض الأوراق والخزانة سترسل المبلغ المطلوب كل ذلك فى سرعة متناهية.
(....)
- ما فائدة هذا القرض؟
- مجرد شعور الموظف أو الموظفة أن الدولة فى ظهرهما فى أى وقت وأية لحظة.. كفاية.. العلاقة بين الموظفين والدولة علاقة أب بأبنائه.. كفاية وزيادة.. ثم المفترض لن يدفع فوائد وسيتسلم القرض بعد ساعة!! لذا سيعمل بإخلاص وضمير.. لن يوجد من يقول (فوت علينا بكرة).
- يقولون إن الدولة ستدفع بالكامل ولن تستعيد كل أموالها؟ وسائل الهروب كثيرة ومتنوعة.
- الرد.. ابدأ.. ابدأ.. ابدأ.. الدولة ستسترد كل ما دفعته لأن القسط سيتم خصمه من المرتب كل شهر وحتى المعاش بعد فترة ممكن خصم القسط منه والسفر والهروب مستحيل فملف الموظف فيه عنوانه ومسكنه وممكن الحجز عليه وإذا كان باع حتى شقته وسافر ممكن معرفة مكانه عن طريق (إنتربول) والقبض عليه وعودته مشحوناً ليدخل السجن.
ثم لماذا كل هذه الافتراضات؟.. حكومات الوفد حتى عام 1952 طبقت القرض الحسن ولم يحدث أى تجاوزات.. القرض الحسن يوطد المحبة والاحترام بين الموظفين والدولة أساساً.. الموظف يحب مكتبه فى الديوان ويجيد عمله.. لأن الدولة لا تبخل عليه.
(....)
قولوا لى: لماذا لا نعيد القرض الحسن.. وأرجوكم أن تقولوا لى: عندنا بنك ناصر!! عندما أراد عبدالناصر أن يشوه فكرة القرض الحسن أنشأ بنك ناصر لكى يكرهوا الفكرة كما كانت تطبقها وزارات الوفد.. واسألوا زبائن بنك ناصر إذا كان ما زال له زبائن!!
(....)
- لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟
- أريد أن يعلو صوت الوفد تحت قبة البرلمان يطالب الحكومة بإعادة القرض الحسن كما كانت تطبقه وزارات الوفد.. لا عن طريق بنك يريد أن يكسب كما تكسب باقى البنوك!!.. نريد أن تقف الدولة بجانب موظفيها فى الأزمات دون أن تأخذ منهم شيئاً.. الأسعار ارتفعت بطريقة جنونية ولم تفعل الحكومة شيئاً فلا أقل من أن تساعد موظفيها فى محنتهم الشهرية!! الناس تنتظر سماع صوت نواب الوفد يطالبون بحقهم لا أكثر.
(....)
البلد فى حاجة لتغييرات جذرية وفى أقرب فرصة..
عبدالناصر كان يخشى النقد الشديد فأمم الصحف.. بعد انفصال سوريا ومن قبل سوريا كانت مهزلة حرب اليمن التى أخذت الغطاء الذهبى ثم فشل مؤامرات صلاح نصر فى العراق.. الآن الناس أعطت صوتها للنظام الحالى وتثق فيه.. لماذا لا نتجاوب مع الناس الذين لبوا النداء ونعطيهم حقهم فى المال الذى دفعوه طوال العام بدلاً من بالوعة اسمها الصحف القومية!! ولم لا.. ولم لا.. قولوا لى!!