رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

يستطرد فريدمان قائلاً: أظهرت روسيا فى سوريا قدرة مستقلة لممارسة تدخل محدود فى الشرق الأوسط، كما استعرضت الأسلحة الحديثة التى تعرضها للبيع. وقد ارتفعت مبيعاتها وأضافت الحق فى قواعد فى مصر بجانب قواعدها فى سوريا.

وتبقى أمريكا كالقوة الخارجية الوحيدة، التى لديها القدرة لوضع قوة كبيرة فى المنطقة. ولكن منذ حرب الخليج 1990/1991 كانت تدخلاتنا العسكرية فى المنطقة وفى المنطقة المجاورة له قد فشلت تماماً، ما جعل الكثيرين فى المنطقة ينظرون لأمريكا ليس كالحل لمشاكلهم، بل السبب الرئيسى للاضطرابات الجيوسياسية والصراع الدينى - والطائفى - وتظهر استطلاعات الرأى أن الناس فى الشرق الأوسط ينظرون إلى أمريكا كأكبر تهديد للسلام يواجههم.

وداخل الشرق الأوسط كانت إيران هى المستفيد الأكبر من سقطات أمريكا الاستراتيجية، وقد دفعت المكاسب الإيرانية بالسعوديين والإمارات وعرب الخليج وحلفائهم إلى موقف خطير غير مسبوق فى عنف ردهم عليه، فالإمارات تدخلت عسكرياً حتى وصلت ليبيا وكل من الإمارات والسعودية أيدت إسقاط الإخوان المسلمين وحكومتهم فى مصر ومولت الحكومة الديكتاتورية العسكرية التى خلفتهم وكانتا غاية فى القسوة فى جهودهما لعزل النفوذ الإيرانى فى اليمن. ومؤخراً حاولتا إخضاع قطر.

فى البداية فى دول المشرق العربى حاول السعوديون حشد القوى السنية والشيعة المخالفين مع إيران وحديثاً جداً حاولوا التقليل من أهمية الفروق الطائفية وركزوا على التحدى الإيرانى الجيوسياسى. ولسعادة أمريكا فقد أدى ذلك بها إلى تخفيف اهتمامها بالموضوع الطائفى ومد يدها إلى العراق التى تحكمها أغلبية شيعية وكذا إلى إسرائيل.

إن الشرق الأوسط مثله فى ذلك مثل أمريكا قد أعيدت صياغته بقرار أمريكا بعد أحداث سبتمبر 2001 بغزو واحتلال ونزع القدرة العسكرية لكل من العراق وأفغانستان وفرض الديمقراطية عليهما وتغيير شكل مجتمعنا بعد ستة عشر وأربعة عشر عاماً من غزوهما.

وسارت هذه الحرب دون أى نهاية لها فوق الأفق. والثمن الفادح الذى تدفعه أمريكا فى هذين البلدين واضح للجميع القائمين بالعملية وإن كان أقل وضوحاً للرأى العام الأمريكى الذى تحارب أمريكا باسمه وحتى الآن قتل أكثر من 2400 أمريكى وحوالى 1140 من جنود حلفاء أمريكا وجرح أكثر من عشرين ألف أمريكى فى أفغانستان، أما فى العراق فقد قتل حوالى 4500 جندى أمريكى وأصيب حوالى مليون جندى أمريكى.

إن الدمار الذى أصاب المجتمع الأمريكى لم يرصد بدقة، فهذه الحروب عديمة الجدوى، التى تسبب نتائج عكسية قد كلفت أمريكا حتى الآن 5٫6 تريليون دولار على الأقل مع احتمال ارتفاع الرقم إلى 7٫9 تريليون دولار حتى لو نجحنا فى إيقاف هذه الحروب فوراً الآن، لقد دفعنا ثمن تدخلنا فى العالم الإسلامى بأموال مقترضة وأموال حرمت منها الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية داخل أمريكا، والنتيجة ليست مجرد فرض عبء ساحق من الديون على انتعاشنا الاقتصادى ولكل خسارة نمو وتراجع قدرة أمريكا التنافسية فى الاقتصاد.

مرة ثانية نستأذن القارئ فى قطع سرد هذا التقرير المطول لنرد على فريدمان خطأ بل أكذوبة كبرى أوردها فى سرده، فهو يقول إن السعودية والإمارات أيدتا إسقاط حكومة الإخوان المسلمين فى مصر ومولتا الحكومة الديكتاتورية العسكرية التى أعقبت سقوط حكم الإخوان، وفريدمان يكرر هذه الأكذوبة رغم كل ما سقناه من أدلة على أن ثورة 30 يونية 2013 بمصر التى أسقطت حكم العصابة الإرهابية الإخوانية فى مصر كانت ثورة شعبية عارمة دفاعاً عن الدولة المدنية فى مصر اشترك فيها ثلاثة وثلاثون مليون مصرى فى كل أنحاء مصر وهو أكبر عدد لأى مظاهرة فى التاريخ فى أى دولة فى العالم، ولم يحاول جيش مصر الوطنى سحقها دفاعاً عن عصابة الفاشية المتأسلمة.

ورغم تفاؤلنا الشديد فى نزاهة عرض فريدمان فى الأجزاء الأولى من هذا التقرير المطول نرانا ندق ناقوس الإنذار، ولم يعد ممكناً لفريدمان أو غيره دس السم فى العسل لتغييب وعينا، ومع هذا سنظل نعرض تقريره بكل دقة وأمانة وسنرى فى النهاية إلى أين يوصلنا.

 

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد