عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

أريد أن أهنئ «الوفد» ببهاء الدين أبو شقة المستشار الكبير العريق.. فقد كان «الوفد» فى حاجة لتغيير شامل جديد.. ومن حسن الحظ أنه فى نفس وقت بداية ولاية جديدة لنفس الرئيس.. ولكن يا ريت حكومة جديدة غير تقليدية بأفكار جديدة أيضاً.. البلد فى حاجة إلى تغيير شامل كامل جذرى فى كل شىء..

وأملى كبير، وأعتقد أن أملى فى محله.. أملى أن يستأنف الوفد برئاسة افتقدناها منذ سراج الدين استعادة «وفد زمان».. لا داعى لخلافات واستقالات وخروج من القلعة وقلوبهم داخلها.. سيلم أبو شقة كل أبناء الصرح الكبير.. بل أكثر من هذا سينضم للوفد كل من يحب هذا البلد من مثقفين وسياسيين وليبراليين أصحاب أفكار جديدة وأقلام ينتظر الناس ما تسطره.. سيفتح «الوفد» أبوابه ونوافذه وقلبه وصدره لكل من يساهم فى بناء ديمقراطية حقيقية تؤمن بالرأى الآخر.. ديمقراطية بلا معارضة هى الديكتاتورية فى أبشع صورها.

أكثر من هذا «الوفد» سيضم من يستحق أن يشترك فى الحياة السياسية الاقتصادية الاجتماعية العامة دون أن ينتظر من يطرق بابه!! هذه سياسة «الوفد» منذ سنوات طويلة.. وسبق أن كتبت الكثير من الأمثلة.. وفى نفس الوقت كل من ترك «الوفد» خسر وندم على ما فعله.. ليس أعضاء حزب السعديين أحمد ماهر والنقراشى وإبراهيم عبدالهادى وغيرهم.. بل أيضاً بعد ذلك نجيب الهلالى ومكرم عبيد.

ولعل الأجيال الحالية لم تعاصر «الوفد» فى سنوات النحاس الأخيرة ولا يعلمون لماذا ترك مكرم عبيد والهلالى «الوفد»!!

كانت مفاجأة ضخمة بالنسبة لمكرم باشا بالذات الذى كان يصحو من النوم ليمسك بسماعة التليفون ويطمئن على النحاس باشا!!.. كيف ولماذا هذا الانقلاب الذى يبدو أسوأ ما قابله النحاس حينما أصدر عن طريق الصحفى جلال الدين الحمامصى «الكتاب الأسود» الملىء بتهم للنحاس الذى أصر أن يفندها بنفسه أمام مجلس النواب الذى قرر فصل مكرم من المجلس فوراً..

ثم نجيب الهلالى الذى كانت استقالته غريبة!! اتضح فيما بعد أن أحمد باشا حسنين ورجال السراى عموماً قرروا تحطيم «الوفد» بتجريده من رموزه الكبيرة.. كان محمد صلاح الدين وزير الخارجية عليه الدور!!

كل من خرج من «الوفد» خسر كثيراً.. وهذا درس للشباب الورد أبناء الأسر الوفدية.. نختلف وكنت معهم فى وجهة نظرهم وكتبت هذا هنا فى صحيفة «الوفد» ولكن لست معهم فى أن أخرج من القلعة الكبرى المخلصة طوال عمرها لهذا البلد المسكين.

<>

نحن فى ولاية جديدة.. تبدأ الولاية بضم الصفوف وجذب هؤلاء الذين سميناهم من قبل «أهل الكنبة».. جلسوا فى بيوتهم بعيداً عن أى مساس بهم ولو عن طريق الخطأ.. كما يحدث فعلاً هذه الأيام!!

زمان.. كان سعد زغلول يملك بيتاً يطل على شارع قصر العينى وشارع سعد زغلول سموه «النادى السعدى».. تركه سعد باشا لأعضاء «الوفد» واجتماعات الحزب.. كان هذا النادى مملوءاً كل يوم.. كان «الوفد» يضيق به أى مكان.. ولعل هذا سبب شراء فؤاد باشا سراج الدين قصر البدراوى الحالى مقر الحزب والجريدة.. نريد هذه الحيوية والانتشار والنشاط القديم ليلاً ونهاراً مثل «النادى السعدنى» القديم.

<>

الأهم من ذلك.. وضع مبادئ جديدة للحزب.. الوفد هو الذى أنشأ جامعة الدول العربية لمنع الصهاينة من الاستيلاء على فلسطين قبل عام 1948 بثلاثة أعوام ولكن القوى العظمى فى العالم نفذت أحلامها.. الوفد هو أول من نادى بالاستقلال التام أو الموت الزؤام.. حتى أغسطس 1951 حينما ألغى مصطفى النحاس معاهدة 1936 وإعلان الجهاد الوطنى فحرقوا القاهرة وأقالوا وزارة النحاس فأصيب النحاس بمرض الاكتئاب وسافر إلى سويسرا للعلاج.. فتولى رجال ثورة يوليو عودة النحاس إلى مصر وزيارة محمد نجيب، رفض النحاس ولكن تحت إلحاح أحمد أبو الفتح عاد.. اشترط النحاس أن يرد محمد نجيب الزيارة وحصل أبو الفتح على موافقة محمد نجيب.. ولكن لم يف بتعهده تحت ضغط مجلس القيادة.. وقال النحاس يومها إنهم أرادوا شعبية الوفد دون مقابل.. ثم جاء المقابل محاكمة زينب الوكيل زوجة النحاس!! عجبى.