رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

يجب أن تكون هذه الانتخابات هى آخر انتخابات تجرى فى مصر بهذه الطريقة البدائية.. طريقة الورق والطوابير والبحث عن مقر انتخابى.. وظهور النتائج بعد أيام بدلاً من دقائق.. نتائج الطعن فيها مستحيل لأن الآلات لا تكذب ولا تزور.. ولن تختفى صناديق لوجود صناديق أخرى جاهزة من قبل التصويت بأيام.. والناخب المصرى يدلى بصوته من أمريكا ليصل إلى القاهرة مباشرة ولا داعى لربكة السفارات والقنصليات فى كل أنحاء العالم.. أهم من هذا كله.. كما تتكلف الانتخابات الورقية البدائية المشكوك فى صحتها أو على الأقل فى دقتها.. قيل يوماً إن الانتخابات الورقية لا يمكن أن تعطيك النتيجة الصحيحة مائة فى المائة قط مهما حاولت ومهما كانت الدقة فى كل شىء.. ومصاريفها رهيبة.. لماذا؟

<>

 

العالم كله.. عدا مصر وبعض الدول النامية والنائمة.. العالم كله يجرى انتخابات بالطريقة الإلكترونية السريعة  جداً.. المريحة جداً لكل الأطراف.. الدقيقة لأبعد الحدود.. التى لا تكلفك المليارات.. لا تعطل الدولة قط.. كل شىء يحدث بلا بوليس أو جيش.. بلا خوف أو إجبار أحد على اتخاذ قرار لا يريده.. كل شىء هادئ جداً بدرجة أنك تتعجب عندما تعرف أن الانتخابات تجرى فى بلد ما ولا يوجد أى شىء يدل على وجود انتخابات.. وهذا هو السبق الإعلامى الرائع الذى حققته الإعلامية الجميلة المثقفة منى الشاذلى، عندما قامت بتصوير يوم من انتخابات إنجلترا وكان هذا البرنامج خلال انتخابات برلمان 2010، وكانت ضربة معلم بحق.

<>

قد تسألنى: لماذا لم نُدخل نظام الانتخابات الالكترونية فى مصر حتى الآن؟

لا داعى للبكاء على اللبن المسكوب!! البكاء على سنوات طويلة من عمرنا.. ففى الأربعينات خلال الحرب العالمية الثانية لم تكن حكاية الانتخابات والديمقراطية ذات بال.. هتلر احتل كل دول أوروبا عدا إسبانيا وبريطانيا.. رافعاً شعار الدكتاتورية.. ساخراً مما يسمونه ديمقراطية.. ثم حكاية الانتخابات الإلكترونية كانت أيامها فى دول قليلة جداً.. تعداد الدول كان قليلاً، فكانت حكاية الانتخابات الإلكترونية ترفاً لا لزوم له.

ثم فى الخمسينات وصلت الثورة غير المباركة والأربع تسعات والإلغاء للأحزاب والاعتقالات وقانون انتخابات مضحك.. من حق الحكومة شطب اسم أى مرشح فى أى وقت قبل التصويت أو أثناء التصويت أو بعد التصويت.. وما حدث لموسى صبرى حينما عمل لافتات مكتوباً عليها «انتخبوا موسى صبرى الذى لم يبن لكم مديرية التحرير»!!! وشطب اسم محمود عبدالمنعم مراد حينما رشح نفسه أمام صهر على صبرى؟!.. طوال الأسوأ والأسود ستين عاماً خلال ثورة يوليو كانت الانتخابات تجرى بطريقة فريدة.. كان رائدها ومنفذها أحمد عز.. كان لا يعترف بالصناديق التى فى اللجان ولا فى أى صناديق.. كانت هناك لجنة تكتب أسماء أعضاء البرلمان قبل يوم التصويت!!

<>

هذه المهازل وغيرها انتهت للأبد.. ولن تعود بأى شكل تحت أى ضغط.. وقد أصبح تعدادنا 104 ملايين نسمة، فلا بد من «إلكترونية» بإذن الله.. ولنبدأ بانتخاب البرلمان إن شاء الله.. وهى أقرب انتخابات مقبلة والموضوع يحتاج لوقت فلنبدأ من الآن.. ما رأيكم؟!