عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يحدث فى تاريخ البشرية – حسبما أعلم – أن حدثت إساءة إلى الدين الإسلامى بهذه الكيفية على مستوى العالم تقريباً، مثلما حدث من إخوان الشياطين وأتباعهم ومؤيديهم.

إخوان الشياطين، والجماعات التى نشأت عنهم، ومن هم يتبعون أفكارهم وعقائدهم، كل هؤلاء جعلوا من أنفسهم الحاكم بأمر الله، وهم وحدهم أهل العلم والمعرفة بالدين الإسلامى الصحيح. وبدأوا يفكرون فى الإساءة -بل والقتل والتعذيب -لكل من ليسوا على أفكارهم وآرائهم، بمن فيهم إخوانهم فى الدين، فلم يسلم إنسان أى إنسان او شعب أى شعب من إيذاء هؤلاء المتطرفين الدينيين.

المتطرفون الإسلاميون لم يتركوا بلداً فى العالم (باستثناء إسرائيل) إلا وأساءوا لشعبها، سواء بالقتل أو الترويع أم التخريب والتفجير والدهس، فضلاً عن أساليب القتل الأخرى كالرمى بالرصاص واستعمال الأسلحة البيضاء. الاعتقاد لدى هؤلاء المتطرفين أنهم وحدهم أصحاب التفسير الصحيح للدين الإسلامى. وبالتالى فإن من ليسوا على فكرهم فهو كافر ويحق إيذائه، سواء فى أرواحهم أو ممتلكاتهم أم حياتهم اليومية، ونسوا أو تناسوا أن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذى يعلم بما تكنه صدور البشر، وأنه قد اختص لنفسه بحق حساب البشر يوم الحساب. المفروض أن نعيش جميعاً فى سلام ومحبة وتعاون وإخاء، فالسلام بين البشر هو أفضل الخصال حتى إن تحية المسلم هى السلام، فالله سبحانه وتعالى أراد أن نكون محبين لبعضنا سالمين فى حياتنا آمنين على مستقبلنا.

تصرفات المتطرفين الشاذة ضد شعوب العالم، جعلت أغلب هذه الشعوب تنفر منهم، وتحاول الخلاص منهم، بل وجعلت بعض حكام هذه الدول تستغل هؤلاء المتطرفين للإيقاع بينهم وبين المسلمين المعتدلين، وبدأوا يمدونهم بالسلاح والتدريب والعتاد والمال لكى يقتتلوا فيما بينهم، ويقتل بعضهم البعض وينهوا حياتهم بأنفسهم. هذا هو الهدف الحقيقى من وراء المخطط المسموم المسمى بالشرق الأوسط الجديد. لقد استغل هؤلاء الحكام عقليات المتطرفين الجامدة وجعلوهم يقتتلون مع إخوانهم من المسلمين المعتدلين، وهذا هو ما نشاهده الآن فى العراق وفى سوريا وفى ليبيا وفى اليمن، وما زالت الدول الكبرى تسعى إلى المزيد من الخراب والدمار فى كافة الدول الإسلامية الأخرى.

ما جعلنى أكتب هذا المقال رغم أننى أثرت هذا الموضوع أكثر من مرة فى مقالات أخرى، هو ما قرأته هذا الأسبوع من خبر فى غاية الأهمية. هذا الخبر يقول إن الشعب الإنجليزى -على خلاف حكامه المقربين لإخوان الشياطين- بدأ فى مطاردة المسلمين المقيمين هناك، أملاً فى طردهم من البلاد. فقد انهالت البلاغات من المسلمين المتواجدين فى إنجلترا إلى رجال الشرطة بالتهديدات التى وصلت إلى حد القتل والترويع والإيذاء البدنى، إلى حد أن بعض الشباب الإنجليزى هدد بنسف المساجد الإسلامية هناك وتفجير المراكز الإسلامية، حتى المحجبات المسلمات هناك وصلتهن رسائل التهدد بالإيذاء بكافة أشكاله وأنواعه، وقد حددوا بداية هذا العداء يوم الثالث من أبريل القادم.

هذا السلوك الغريب الذى وقع من الشعب الإنجليزى بالذات ضد الإسلام والمسلمين أمر فى غاية الأهمية، يجعلنا نعيد حساباتنا وتفكيرنا لما يحدث ضد المسلمين، سواء فى إنجلترا أو فى أمريكا أو فى ألمانيا، من محاولات للخلاص منهم وإبعادهم عن بلادهم، كل هذا ناتج عن سوء الفهم والتقدير من المتطرفين المسلمين الذين أساءوا أبلغ الإساءة للإسلام. ولا أدل على ذلك من الحادثة المؤلمة التى راحت ضحيتها الآنسة مريم مصطفى، طالبة الهندسة التى تم الاعتداء عليها بالضرب من مجموعة فتيات إنجليزيات، حتى فاضت روحها نتيجة هذا الاعتداء، وهناك شبهات على أن تلك الواقعة تمثل جريمة كراهية، ولكن ما زال التحقيق جارياً فى هذا الموضوع.

وعلى كل حال، سواء كانت هذه التهديدات جادة أم غير جادة، ستحدث أم لن تحدث. فإن الواقع يقول إننا كمسلمين قد أصبحنا سبة فى وجه شعوب العالم، أغلب دول العالم الآن لا ترحب بالمسلمين وتفضل أبعادهم عن بلادهم، هذا ما وصل إليه حالنا من جراء الفكر المتطرف الخبيث الذى أضر بالمسلمين والإسلام أبلغ الضرر.

وتحيا مصر.