رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

اصطدم منذ حوالى اسبوعين قطاران أحدهما للركاب والثانى للبضاعة، وذلك نتيجة سير القطارين على قضيب واحد نتيجة تحويل قطار البضاعة على قضيب قطار الركاب، إما عمداً أو للإهمال الإجرامى الجسيم حسبما سوف يتضح من التحقيق الذى تجريه النيابة العامة!! وقد قام فور وقوع الحادث سائق الركاب بالسير عدة مئات من الامتار الى ما قبل موقع الحادث لوضع كبسولات الانذار على القضيب الذى وقع عليه الحادث، وذلك رغم أن هذا السائق كان قد اصيب نتيجة الحادث فى ظهره وفى عموده الفقرى بالذات ورغم الآلام الشديدة من هذه الاصابة فإنه تحامل على نفسه وتوجه سائرا الى الموقع الذى وضع فيه الكبسولة على القضيب ثم عاد الى موقع الحادث وسقط مغشياً عليه على نتيجة الالم الشديد من اصابته وقد ترتب بالطبع على وضع كبسولة الانذار ان تم انقاذ القطارات اللاحقة للقطارين محل الحادث من الاصطدام بهما وإنقاذ العديد من الضحايا والمصابين!! ولا شك أن ما فعله السائق المذكور يعتبر عملاً بطولياً وانسانياً لإنقاذ المواطنين لان فيه ايضاً مخاطرة بحياة السائق الذى تحمل آلاما مبرحة فى رحلة سيره بعيداً عن الحادث لوضع الكبسولة المخصصة للإنقاذ.

ولذلك فإنه يتعين ان تتم رعاية وعلاج هذا السائق بأكبر قدر من العناية، وليس هذا فقط ولكن لا بد أيضاً من تكريمه على فعله البطولى الذى لم يجبره على فعله أحد سوى ضميره الوطنى، وخبرته فى قيادة وانقاذ القطارات، ومن ثم فانه يتعين منح مكافأة تقدير وتشجيع لهذا السائق سواء بمنحه علاوتين او ثلاثا على مرتبه وترقيته الى درجة وظيفية أعلى، مع منحه فى اى من الحالتين مكافأة تشجيعية لا تقل عن ألفين من الجنيهات. وإننى أناشد السيد وزير النقل أن يقرر هذه المكافأة التشجيعية للسائق البطل وأن يعلن ذلك فى جميع وسائق الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، ولا شك أن تشجيع ومكافأة الابطال من أبناء الشعب المصرى العريق يعد واجباً وطنياً يحمى المجتمع من الإهمال والتخريب العمدى الإرهابى، وفى ختام هذا المقال أرجو أن يبادر السيد وزير النقل ومعاونوه فى الاحتفال ببطولة السائق المذكور فى أقرب وقت.

وقد قال تعالى "إن الله لا يضيع أجر المحسنين"، "ومن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد» والله لا يضيع أجر المحسنين.