رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

معظم الصحف مشغولة هذه الأيام بموضوع سفر «توت عنخ آمون» فى رحلة لمدة كذا سنة!! للعرض فى عدة دول!! معظم الكتاب والمثقفين يعارضون بشدة وعنف هذه الرحلة مهما كان عائدها.. ومهما كان التأمين على التمثال.. ويعتبرون هذه الرحلة جريمة فى حق الملك الطفل.. خاصة إذا مسه سوء من أى نوع.. أى تعويض لا يساوى واحداً على مليون من الثمن الحقيقى.. ولكن الحكومة ووزير الآثار يملآن الصحف ببيانات وتبريرات ودفاع عن الرحلة ولا أحد يعرف ما ستسفر عنه هذه المعركة الصحفية.. خاصة بعد أن رفعت بعض الصحف والكتاب الأمر لرئيس الجمهورية.

هناك قصة قديمة فى هذا الشأن

كننا ننظم بطولة العالم للأشبال تحت 17 سنة.. وعادة هناك ما كنا نسميه «تميمة البطولة».. رسم عن البطولة يعبر عنها.. وعادة تباع التميمة للشركات والمحلات الكبرى وأحيانًا لبعض الدول المشتركة فى البطولة.. وكنا نتعامل مع فنان فى هذا الخصوص فى كل بطولاتنا وما كان أكثرها زمان، سواء بطولات عالمية أو قارية أو عربية.

رسم الفنان المختص رسماً لتوت عنخ آمون كطفل يشوط الكرة.. وأحدث هذ الرسم رد فعل ضخماً عند كل الشركات والمحلات الضخمة وغير المحلات وطلبتها بعض الدول.. وكسبت إدارة البطولة مبلغًا خرافيًا لأول مرة.. ونحن عادة كنا نعطى هذا الفنان خمسة آلاف جنيه فى كل بطولة.. ولكنه أرسل لنا إنذارًا يطالب بنسبة من الأرباح.. طبعًا لم نرد عليه.. وظل يهدد ويتوعد دون جدوى.. فأرسل إلى «الفيفا» شكوى بأنه لم يأخذ مقابلاً لرسمه، وأنه رفع قضية ضد اتحاد الكرة المصرى.. وأرجو عدم إرسال المنحة المالية المعتادة للدولة المضيفة حتى يصدر الحكم فى الدعوى!!

وبالفعل.. كلما نخاطب الفيفا نطالب بالمعونة التقليدية المقررة وكانت بالدولار، كان الفيفا يرد أنه فى انتظار صدور الحكم فى القضية المزعومة.. سألنا كل محاكم مصر عن القضية المزعومة فلم نجد لها أثراً.. خاصة أننا نملك توقيع الفنان على إيصال الخمسة آلاف جنيه واحتفظنا برقم الشيك واسم البنك!!

......

انتهت البطولة ولم يرسل الفيفا دولارًا واحداً!! وضاع على الاتحاد مبلغ محترم بالعملة الصعبة.. غلى الدم فى عروقى وكتبت عموداً.. العمود يحتوى على كل ألفاظ السب والقذف والشتيمة المؤدبة وغير المؤدبة.

كان المحامى الكبير الفذ الأكثر من مشهور هو الذى يتولى الدفاع عنى فى كل القضايا وما كان أكثرها.. لا تقل عن عشرين قضية.. اسمه كمال بك عبدالعزيز.. قال لى كمال بك «بك رسمى» قال: الحمد لله أنك نسيت تكتب اسم الفنان، فهذا هو الخيط الرفيع جدًا الذى سنستغله وإن كان الأمل ضعيفًا وعلى العموم عندنا استئناف.. أخذت براءة فى العشرين قضية ولكن هذه القضية بالذات كان صعباً جدًا فيها البراءة.

كانت محاكمة غريبة من نوعها.. ترافع كمال بك كما لم يترافع من قبل.. ولكن القاضى الجزئى طلب منى أن أتكلم إذا كان عندى ما أقوله.. وقفت وقلت: إذا كان من العدالة أن يتم حبس من يدافع عن البلد.. وهذا الأفاق «وأشرت إليه بأصبعى وكان يجلس فى الصف الأول» فهذه يداى ضعوا القيد الحديد فيهما!!

صرخ الفنان وقال إن المتهم حدد المجنى عليه أمام المحكمة وهذا أكثر من أن يذكر اسمى كتابة! ضحك القاضى وحكم بالبراءة.. وصفق الحاضرون.

....

وفى طريقنا للمخرج المحامى الكبير وأنا.. أمسك محاميان جالسان فى الصف الأول بكمال بك وقالا له:

- إذا كان كمال بك يترافع فى الجنح.. نقفل نحن مكاتبنا ونطلّق زوجاتنا وندع أطفالنا فى الملجأ.. خلاص مفيش لنا عيش بقى!!

وضجت المحكمة بالضحك.. وكمال بك يحتضن المحامين ويقبلهم.

......

من الحب ما قتل

بعض المسئولين لهم تصرفات تسىء لهم وللجميع.. بل تسىء لسمعتنا فى الخارج أيضاً.. برافو لميس الحديدى.. وكلمة رائعة لأستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد على الهواء.. وسبق أن كتبت هذا عشرات المرات.. بعض التصرفات الحمقاء تدفع شخصيات لها وزنها إلى صفوف المعارضة.. بلا داع.. تصرفات نحن فى غنى عنها!!

عبدالرحمن فهمى