رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

من المعروف أن هناك تحالفًا قويًا بين أمريكا وإنجلترا، هذا التحالف يعمل على هدم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط، فى محاولة منه لكسر شوكة المسلمين عامة، والمتطرفين منهم بصفة خاصة، وقد انضمت بعض الدول الغربية لهذا التحالف المسموم، وتم الإعلان عن مخططهم فيه بما سموه مخطط الشرق الأوسط الجديد.

وإذا كان غير خافٍ أيضا، أن إيران وتركيا تسعى كل دولة منهما لتحقيق حلمها فى منطقة الشرق الأوسط، فبينما تسعى إيران الى إعادة الإمبراطورية الفارسية مرة أخرى، تريد تركيا بدورها استعادة إمبراطورية الدولة العثمانية. وبالتالى، بقى لنا أن نتساءل، هل هناك تحالف أم اتفاق فيما بين أمريكا وإنجلترا من ناحية، وبين إيران وتركيا على هدم منطقة الشرق الأوسط؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تلاقٍ للمصالح بينهم جميعا؟

للإجابة عن هذا السؤال، لابد أن نعود إلى بداية المشكلة التى تزايدت معها الأعمال التخريبية من المتطرفين الإسلاميين - خاصة تنظيم القاعدة - فى أوروبا وأمريكا، والتى كانت أشهرها أحداث 11 سبتمبر التى وقعت فى أمريكا عام 2001 وتهدم على أثرها أكبر المبانى هناك، سواء فى مدينة نيويورك أم العاصمة واشنطن. وكانت هذه الأحداث ناتجة عن استغلال هؤلاء المتطرفين الطائرات المدنية للانقضاض على المبانى الأمريكية.

مع بداية تلك الأحداث الدامية، بظهر التحالف الأنجلو أمريكى من أجل الانتقام من المسلمين عامة والمتطرفين منهم بصفة خاصة، فوضعوا المخطط المسموم مخطط الشرق الأوسط الجديد وقد عاونهم فيه بعض الدول الغربية، التى تضررت من هجمات هؤلاء المتطرفين، بهدف القضاء على المسلمين المتطرفين، فعملوا جميعا على إعادة ترسيم منطقة الشرق الأوسط بهدف تفتيتها وتقسيمها لكى تلتهمها إسرائيل القطعة تلو الأخرى.

من هنا، يتضح لنا جميعا أن ظهور التحالف الأنجلو أمريكى مع بعض الدول الغربية فى منطقة الشرق الأوسط، كان فاتحة خير على إيران وتركيا للوصول إلى تحقيق حلمهما فى السيطرة على تلك المنطقة. وبالتالى، يبقى لنا أن نجيب عن سؤالنا السابق، هل هناك بالفعل تحالف سرى بين الدول الغربية من ناحية وبين إيران وتركيا لهدم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تلاقٍ للمصالح؟

فى اعتقادى، فإنه لا يوجد أى تحالف بين الدول الغربية مع إيران أو تركيا، ولكن هناك توافقًا فى المصالح بينها جميعا، كل منها تسعى من جانبها لتحقيق حلمها. فها هى إيران تسعى للسيطرة على اليمن، بهدف الوصول لباقى دول الخليج بدءًا من المملكة العربية السعودية وعمان، كما أنها قد بدأت فى وضع قدم لها فى سوريا والعراق عن طريق حزب الله بهدف التحرك غربا لباقى الدول العربية.

وها هى تركيا أيضا، قد بدأت هى الأخرى فى وضع قدم لها فى سوريا عن طريق محاربة أكراد سوريا، كما أنها تسعى للالتفاف جنوبا على السودان ومصر، بالاتفاق على تعمير إحدى جزر البحر الأحمر «جزيرة سواكن» ويعلم الله إن كانت تلك الجزيرة ستكون قاعدة عسكرية لها لتهديد السودان ومصر، هذا فضلا عن المشاغبة فى البحر الأبيض المتوسط، لمنع شركات التنقيب عن البترول من أداء أعمالها بحجة أن هذه المياه تابعة لتركيا.

من هنا.. يتضح حجم وفداحة المؤامرة على منطقة الشرق الأوسط، وأن نعلم جميعا أن ما يدور فى منطقتنا العربية من الحروب، وراءه هجمة مسعورة، سواء من التحالف الأنجلو أمريكى الغربى، أم من إيران وتركيا، الكل يسعى لتحقيق حلمه فى المنطقة. وبالتالى، فعلينا أن نتحد جميعا، كدول عربية من ناحية، وكدولة مصرية من ناحية أخرى فى مواجهة تلك المؤامرة المسعورة.

وتحيا مصر.