عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

 

 

 

كان الصحفيون الثلاثة الكبار: محمود أبوالفتح، ومحمد التابعى، وكريم ثابت، فى حجرة واحدة فى مبنى «الأهرام» القديم فى شارع مظلوم.. كانت هذه الحجرة هى مصدر معظم ما ينشر فى الجريدة.. معظم الأخبار فعلاً عن المقالات والمواضيع التى سميناها فيما بعد باسم «ريبورتاج» اسم فرنسى.. مثل معظم الأسماء الصحفية بالفرنسية «مونتاج»، و«الميزامباج» وغيرهما.. والسبب أن الصحافة فى مصر كانت لبنانية النشأة.. كل أصحاب الصحف والمجلات من لبنان التى كان التعليم فيها بالفرنسية.. أنشأ «الأهرام» سليم تكلا وبشارة تكلا عام 1875.. بمدينة الإسكندرية عندما أحضر نابليون أول مطبعة تدخل مصر ليطبع منشوراته وأوامره، ثم دار المعارف لطبع القصص والشعر!! أنشأها أديب لبنان وشاعرها الكبير نجيب مترى 1890، وجاءت بعدها دار الهلال 1892 لصاحبها جورجى زيدان ليصدر المجلات التى كان يصدرها فى لبنان، وهى مجلة «الاثنين» و«الكواكب»، وهى مجلات فنية، فجاء إلى مصر أم الفن، ثم «روزاليوسف» 1925، أصدرتها السيدة «روزاليوسف» الممثلة المشهورة جداً اختلفت مع يوسف وهبى صاحب الفرقة والمسرح، فتركت الفن وعملت بالصحافة لتهاجم الفن الهابط ويوسف وهبى بالذات.. ثم أخيراً رأى الصحفى اللبنانى المشهور نمر باشا انتشار جريدة الأهرام فى مصر، بل ولبنان، ففتح أول جريدة مسائية اسمها «المقطم»، وهى مسائية حتى لا ينافس أصدقاءه آل تكلا.

<>

من طرائف زمان أن نمر باشا كان دائماً يقول فى مجتمعات الطبقة المثقفة إنه صاحب المقطم مساء والأهرام صباحاً.. بل قيل من باب المداعبة إنه طبع كروتاً له بهذا المعنى!! والسبب أن طوب جبل المقطم الضخم كبير الحجم هو الذى بنى الأهرام لذا هو يملك الاثنين المقطم والأهرام.

<>

المهم.. نعود إلى الصحفيين الثلاثة الكبار محمود أبوالفتح ومحمد التابعى وكرم ثابت الذين كانت «الأهرام» قائمة على أقلام هؤلاء الثلاثة.. وفجأة مات داود بركات، رئيس تحرير الأهرام «لبنانى أيضاً»،وتوقع الصحفيون الكبار أن أحدهم سيكون رئيس التحرير، فكانت المفاجأة أن تم تعيين أنطون الجميل رئيساً للتحرير رغم أنه لم يكن صحفياً، بل أديب وشاعر فى لبنان.. هنا قرر الصحفيون الثلاثة إصدار جريدة خاصة، يطلقون عليها اسم «المصرى»  وسط كل المطبوعات اللبنانية لأصحابها الأثرياء اللبنانيين.. نجحت جريدة «المصرى» أيما نجاح... وانضم لها معظم كتاب مصر الكبار، خاصة أن الصحف اللبنانية هذه كانت لا ترحب كثيراً بالصحفيين والكتاب الوطنيين.. وكان أحد هؤلاء المرحوم توفيق دياب، الذى كان المندوب السامى البريطانى يعتبره العدو الأول لبريطانيا.. ثم أراد توفيق دياب أن ينطلق ضد الإنجليز أكثر من عمله بجريدة «المصرى»، فأصدر جريدة «الجهاد» التى قرر المندوب السامى البريطانى غلقها بالضبة والمفتاح، فعاد توفيق دياب لـ«المصرى».. وجاء ابنه الصحفى الكبير صلاح دياب ليكمل المسيرة فى جريدة «المصرى اليوم» التى صدر اليوم العدد رقم 5008 (خمسة آلاف وثمانية) خلال 13 عاماً.. وثبت القول القديم «اللى خلّف مامتش» يا عم صلاح.. مبروك أكثر الصحف توزيعاً واحتراماً.. احتراماً لعقلية القارئ لأنها جريدة تخدم نفسها!!

<>

من القصص التى قد لا يعلمها صلاح بك دياب...

توفيق دياب الوطنى للنخاع.. حوّل حوش جريدة «الجهاد» إلى مستشفى سريع.. فقد كان مبنى الجريدة فى مواجهة ضريح سعد، فإذا أصيب أحد فى المظاهرات يتم إسعافه بسرعة.. ذات يوم أصيب طالب بإصابات بالغة فأخذه توفيق بك فى سيارة إلى مستشفى كبير لإسعافه.. وتمضى سنوات كثيرة ويفاجأ توفيق بك بشخص طويل يدق بابه.. إنه جمال عبدالناصر، الذى كان قد أصدر جريدة «الجمهورية» منذ أيام، وقال لتوفيق بك: هل تتذكر الطالب الذى أنقذت حياته.. إنه أنا.. طلب عبدالناصر منه أن يكتب فى الجمهورية فأبى!!!

رجال زمان لا يمكن تعويضهم.. كان عبدالناصر فى عز سلطانه وقوته!! وجبروته!!!