رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنوار الحقيقة

قال أحد الحكماء من قرون إن مصر هبة النيل لأنه مصدر المياه الرئيسى للمصريين، وقد كان عدد المصريين فى هذا الوقت لا يتجاوز خمسة ملايين نسمة، والآن بلغ عدد المصريين مائة وأربعة ملايين نسمة يزيدون كل عام باثنين ونصف المليون نسمة، وقد برزت الآن ظواهر أزمة المياه فى مصر، حيث لا يتجاوز حجمها خمسة عشر ألف مليون متر مكعب وبالتالى فقد أصبح ملحاً مواجهة هذه الأزمة سواء بزيادة كمية المياه أو بإنقاص استهلاكها إما الاثنين معاً!! ولكن الواقع أنه لم تحرك أجهزة الدولة المختلفة ساكناً لوضع خطة لحل الأزمة ومواجهتها خاصة في ظل أزمة المياه الناتجة عن سد النهضة وملء حوض هذا السد الضخم، ولا شك أن الأزمة خطيرة وتحتاج إلى خطة كبيرة لمواجهتها نتيجة زيادة المياه بإنجاز واستغلال الآبار الجوفية أو بتحلية مياه البحر والبحيرات المالحة بواسطة الطاقة الشمسية أو الطاقة النووية من محطة الطاقة النووية بالضبعة أو غيرها. كما يجب وضع خطة إعلامية وتثقيفية للإقلال من استهلاك المياه، حيث يحتاج الفرد إلى ألف وخمسمائة متر مكعب سنوياً على الأقل من المياه لمواجهة الاحتياجات اليومية من الشرب والتنظيف وغسل الجسم وطبخ الطعام، وتنظيف المواد الغذائية المختلفة والوضوء والحلاقة وغيرها!! إلخ.

ويجب نشر ثقافة الإقلال من استهلاك المياه لكل وسائل الإعلان والتثقيف، كما يجب تقنين عقوبات رادعة لكل من يسرف أو يسيء فى استخدام المياه، كما يتعين صيانة شبكة المياه للاستهلاك المنزلى أو الصناعى أو غيره داخل وخارج المنازل، كما يجب تغيير أسلوب الرى للأراضى الزراعية من أسلوب «الغمر» إلى طريقة «التنقيط»!!

كما يتعين تجميع مياه الأمطار رغم قلتها فى خزانات متصلة لشبكة المياه، وتحتاج خطة مواجهة الأزمة أن يعين وزير للمياه يختص بكل شئون المياه فى مصر وتوفيرها واستهلاكها من نهر النيل أو من الترع والمصارف وغيرها، ولابد من العمل بكل السبل لتوفير الحد الأدنى اللازم لاستهلاك المياه لكل مواطن فى حدود ألف وخمسمائة متر مكعب سنوياً، حيث أصبح نصيب الفرد حالياً فى ظل الأزمة لا يتجاوز ألف متر مكعب فقط مستمراً فى التناقض مع تزايد عدد السكان، ولابد أن تبدأ فوراً جهود مواجهة الأزمة بكل السبل سواء لزيادة توفير المياه أو لإنقاص استهلاكها أو الإسراف فى ذلك.

وأرجو وأتوقع أن تهتم الدولة فوراً بكل أجهزتها ومؤسساتها بالبدء فى بذل الجهود اللازمة لدراسة ومواجهة أزمة المياه فى مصر وحلها.. والله ولى التوفيق.

رئيس مجلس الدولة الأسبق