رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

تعالوا نحلم بمصر بعد الأربع سنوات القادمة.. بعد الفائض من الطاقة قادماً من الضبعة.. وفائض من الغاز  والبترول قادماً من البحر المتوسط.. وفائض من الشباب والأيدى العاملة.. وفائض من التكنولوجيا والاختراعات والأفكار والتقدم العلمى.

لماذا - مثلاً - لا تكون كل قطاراتنا كهربائية سريعة جميلة بالكراسى والقطيفة الحمراء مثل أوروبا.. بل أحلم بما رأيناه وركبناه زمان حينما كان هناك قطار الشرق يذهب حتى استنبول بتركيا ماراً بفلسطين وسوريا ولبنان إلى آخر مدينة فى تركيا على حدود أوروبا.. لا تقل لى الآن هناك إسرائيل!! ممكن المرور من الأردن.. كان فريق الأهلى طول الصيف يلعب فى هذه البلاد والسفر بالقطار الفريق وجمهوره أيضاً.. بل نطمع فى المستقبل وجود قطار الغرب أيضاً حتى الدار البيضاء فى آخر المغرب مروراً بليبيا وتونس والجزائر.. كانت هذه الدول تعتبر وصول قطار مصر عيداً.. الفوائد لا حصر لها فى مجال السياحة والرياضة...والاقتصاد أيضاً.... لا تظن أننى أخرف أن هناك حروباً وجيوشاً فى هذه البلاد.. إننى أتحدث عن سنوات قادمة ستنتهى فيها هذه القلاقل والأزمات قطعاً.. وهذا لا يمنع من أن نفكر ونستعد لإعادة أحلام زمان.. نفكر ونستعد من الآن.

<>

الموضوع ليس قطارات كهربائية فقط.. بل أطالب المسئولين عن العاصمة الجديدة أن تبنى عمارات كثيرة السطح فيها مطار صغير.. تقلع منه الطائرات الشارتر وتهبط عليها.. الطائرات الشارتر ستكون من المواصلات المعروفة المألوفة بعد سنوات.

بل أطالب مصانعنا الحربية بإنتاج الدراجات التى تسير بموتور صغير بالبطارية!! ربما تجد وزيراً يركب هذه الدراجة خيراً من سيارة الوزارة!! الدنيا ستتغير.. القاهرة 30 ربما تعود.. أزمات المرور تصبح من حكايات زمان.. سليمان حافظ حينما كان وزيراً للداخلية فى حكومة على ماهر عام 1952 كان يركب ترام 3 من العباسية إلى ميدان لاظوغلى!!

بل قرأت فى صحف صباح الأحد أن هناك تفكيراً لدى القائمين على بناء العاصمة الجديدة لإدخال نظام «المونوريل».. سيبدأ بخط من العاصمة الجديدة حتى الجيزة عبر 22 محطة!!

«المونوريل».. هذه الخطوة المتقدمة  جداً الحديثة جداً تم عرضها على مصر منذ 44 عاماً كما قرأت فى الصحف يوم الأحد الماضى.. ولكن القيادة أيامها لم يرفضوها فقط.. بل ضحكوا مستهزئين بالفكرة.. لأنهم كانوا مشغولين بالحروب وبإفلاس مصر وبالمؤامرات فى الدول الأخرى!! وصلاح نصر ومخابراته!!

ثورة يوليو أخرتنا ستين سنة.. كانت حكومة الوفد منذ يناير 1950 لها برنامج.. يحول مصر إلى أحد أهم وأجمل دول العالم.. إذا كان الخوف على ماء النيل كان أول عمل حينما بنى عثمان محرم خزان أسوان فى وقت قياسى ثم إلغاء معاهدة 1936 لإجلاء الإنجليز وهناك كانت فكرة فرع من النيل يدخل الصحراء الغربية لزراعتها كلها.. نقلة رائعة اجتماعياً واقتصادياً ومحاربة البطالة.. خشيت إسرائيل من هذه النهضة التى ستحققها وزارة الوفد فكان حريق القاهرة وإقالة الوزارة والاتفاق مع أمريكا على ثورة يوليو.. وتضيع كل أحلام مصر خلال أسوأ سنين مرت عليها ونتأخر ستين عاماً!! ونحاول الآن السعى بسرعة لتعويض الوقت الضائع.. النادى الأهلى عاد يحرز أهدافه فى الوقت الضائع.. فهل نفعل نحن؟!... يا رب.