عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

عدد كبير من عشاق الشاشة الصغيرة يتابعون بشغف كبير وحرص شديد مسلسلات تركية وهندية.. وإذا فاتهم حلقة يسهرون بعد منتصف الليل ليلحقوا بالإعادة التى تنتهى عادة فى الثانية صباحاً!!.. وهذه المسلسلات ناطقة باللغة العربية.. وهو ما نسميه (دوبلاج).. وهذا شىء معروف فى أوروبا بالذات، حيث تتم (دبلجة) معظم المسلسلات الأمريكية إلى الفرنسية والإيطالية.

وعادة (الدوبلاج) يدر أموالاً كثيرة لكل الأطراف.. لمن يبيع المسلسل ومن يقوم بالدبلجة، ومن يعرض المسلسل، ثم عادة يحب الناس مشاهدة المسلسلات الأجنبية ومن قبل الأفلام الأجنبية.. وشركات الإعلان أكثر ربحاً من الجميع.. لأن الشركات والمصانع الأجنبية تحرص على الإعلان خلال المسلسلات الأجنبية.. وهكذا يزيد رقم الإعلان أكبر مصدر إيراد لوسائل الإعلام.

وهناك حكاية أخرى مهمة.. فيها فائدة وأكل عيش لأناس كثيرين.. «الدوبلاج» يحتاج لممثلين وممثلات كثيرين جداً ناطقين باللغة المطلوبة.. وعادة يختارون كبار السن الذين لم يستطيعوا الاستمرار لسبب أو لآخر.. لأن الدوبلاج لا يحتاج إلا للصوت فقط.. الصورة لا تهم.. ثم الدوبلاج لا يحتاج إلى أى حركة أو بروفة أو إعادة وهو إرهاق لكبار السن.. إذن الدوبلاج سيفيد النقابات فى موضوع المعاشات والعلاج المطلوب لكبار السن.. أيضاً.

(....)

من هنا نجد أننا خسرنا كثيراً حينما لم ندخل فى حكاية الدوبلاج.. رغم أننا أولى الدول العربية والشرق أوسطية التى اهتمت بعرض الأفلام الأجنبية.. سينما مترو كانت مخصصة لأفلام شركة (مترو جولدن مير).. وسينما كايرو نافست مترو فى الأفلام غير الأمريكية.. جذبتنا أفلام هندية لها لمسات (إنسانية قاتلة) أبكتنا طوال اليوم.. فيلم (سنجام) تم عرضه أكثر من عام كامل وأسابيع أخرى وهو ما لم يحدث لأى فيلم مصرى أو عربى أو بأى لغة.. فى شبابنا وأيام مراهقتنا شاهدنا فيلم «السباحات الفاتنات» الأمريكى عدة مرات لا أذكر عددها، فيلم كوفاديس عن سيدنا المسيح فى مترو أيضاً.. ولا أقول لك ذهب مع الريح (أربع ساعات كاملة)!! مع فيلم (دقت الأجراس للأبطال) عن حرب أمريكية حقيقية.. وأفلام لا حصر لها.. يكفى فيلم سبنسر تراسى (دكتور جيكل ومستر هايد).. وأفلام دراكولا مصاص الدماء.. وغيرها وغيرها.

أقصد أن أقول إننا أول دولة ترجمت أعظم أفلام عالمية.. رحم الله أنيس عبيد خير مترجم عالمى.. صاحب فكرة (البعد عن الترجمة الحرفية).. الممثل يقول عبارة طويلة لا يترجمها كلمة كلمة.. فلا يفهمها المشاهد العربى والموضوع ثوانٍ سريعة فتفوت على المشاهد أكثر من منظر.. لذا كان أنيس عبيد فى سباق مع أفواه الممثلين والممثلات.. يعطيك ما يريد أن يقوله الممثل فى عبارة سريعة جداً مختلفة عن «لت وعجن» الممثل وكأنك تشاهد فيلماً ناطقاً بالعربية!!

جيلنا وجيل ما قبلنا تمتعنا بأجمل وأقوى الأفلام الأجنبية بترجمة أنيس عبيد فى الشريط السفلى على الشاشة.. ومات أنيس عبيد وماتت معه متعة مشاهدة كل أجنبى.. لم يستطع أحد تقليده.

(....)

ترى ما رأى رجال السينما.. مسئولين ونقابة ومدينة إنتاج وفنانين؟ لماذا لا نستفيد من حكاية الدوبلاج.. وهى خطوة إلى الأمام فى دولة هى من أولى الدول التى عرفت صناعة السينما ومارستها على أعلى مستوى؟