رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رغم أننى من أشد المتحمسين للرئيس السيسى، وأرى أنه هو أمل مصر، ومستقبل شعب مصر. فإننى لا يعجبنى هذا التدافع الكبير من البعض لإظهار الولاء والتأييد للرئيس.

أقول لكل هؤلاء المؤيدين، إن هذا التدافع فى الوقت الذى لم يفتح بعد باب الترشح، ولم يفصح سيادة الرئيس عن رغبته فى الترشح، أمر غير مستحب. أنا أفهم أن تأييد المرشح يكون بعد فتح باب الترشح وإعلان أسماء المرشحين الذين قبلت أوراق ترشحهم، وقتها فقط يكون الاختيار بين المرشحين وتفضيل أحدهم على الآخر.

أنا على يقين من أن الرئيس السيسى هو الأصلح والأفضل عن كافة الأسماء المتداولة فى الفترة الأخيرة كمرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية، ورغم ذلك فإن حرصى الشديد من ناحية وأملى فى أن ننتهج النهج الصحيح للديمقراطية، يجعلنى أرفض هذا التدافع الحاصل هذه الأيام، الذى ربما تفوح من ورائه روائح كريهة من الممكن أن يستغلها أعداء الوطن.

لقد عانينا الكثير والكثير من تأليه الحاكم فى الماضى البغيض، خاصة فى عهد الراحل جمال عبدالناصر الذى كان يفوز فى الاستفتاءات بنسبة مبالغ فيها للغاية وصلت إلى 99.99%. فإن الله سبحانه هناك من البشر من يختلفون عليه ولا يؤمنون به، ولا يتصور عقلياً ومنطقياً أن يحصل أحد البشر على هذا التأييد الكاسح. المنافقون والطبالون وحاملو المباخر أساءوا للرئيس عبدالناصر حتى اعتلاه الغرور وإلى أن وصلنا لمذبحة 1967، التى ضاع فيها كل شىء، شبابنا، ورجال جيشنا، وعتادنا الحربى، والأهم من ذلك فقدنا سيناء الحبيبة، كل هذا كان سببه التهليل والهتاف والتأييد الأعمى.

أخشى على الرئيس السيسى أن يقع فريسة للغرور، فإن هذا التأييد الجارف هذه الأيام قد يسىء إليه خاصة أنه غير مبرر، لأن الرئيس نفسه لم يفصح بعد عن رغبته فى الترشح للانتخابات الرئاسية. أدعو من الله سبحانه أن يحفظ رئيسنا من شر الغرور، وأن يظل كما عهدناه حاكماً وطنياً بحق لكل المصريين، يرعى الله ويرعى ضميره فى كل تصرفاته. فقد صدق أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز حين قال قولته المأثورة (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه).

إن الرئيس السيسى رجل وطنى بحق، فلم يبال بأى مخاطر قد يتعرض لها حين عقد العزم على أن يخلص مصر وشعبها من براثن إخوان الشياطين، فطلب من شعب مصر الوقوف معه يد واحدة للقضاء عليهم وتخليص مصر من شرورهم، وبعون الله سبحانه تخلصت مصر من بحور الدماء التى كانت معدة لشعبها مثل ما حدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن. وطنية الرئيس السيسى وحبه لشعبه أمر واضح وضوح النهار، ومن ثم فهو ليس بحاجة إلى هذا التأييد والتهليل الزائد على الحد، خاصة ما حدث فى البرلمان من تأييد وصل إلى نسبة 90% من أعضائه.

أتمنى من شعب مصر أن يقلع عن هذه العادة السيئة، فالحاكم إنسان بطبيعته وهو زائل لا محالة، والله سبحانه هو الباقى وحده ومن بعده وطننا العزيز. كل من يحب مصر عليه أن يعمل ويجتهد خلف الرئيس السيسى فى إعادة بناء وتعمير الوطن، فالرئيس السيسى كان وما زال هو القدوة الحسنة لكل المصريين، فهو شعلة من النشاط لا يكل ولا يمل من العمل الدؤوب، سواء فى معركته مع الإرهاب أو فى إعادة البناء الوطن.

اتركوا الرئيس فى حاله، فإن أعماله المشهود بها خير دليل على حبه لبلده ورغبته فى النهوض بشعبه. أعمال سيادة الرئيس هى الشفيع الأول والأخير له، فلا داعى للتزيد غير المبرر فى التأييد الأعمى. صحيح أن الرئيس السيسى هو رجل المرحلة ولابد أن تتاح له الفرصة لاستكمال مسيرته فى بناء الوطن. ولكن، لابد أن نظهر للعالم -أيضاً- أننا دولة ديمقراطية بعيدون عن التهليل والتهريج، ويجب علينا إعطاء الفرصة كاملة لكل المرشحين سواسية. وتحيا مصر.