عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

يواجه المرء فى حياته نماذج تثير مشاعره الإنسانية, وتحرك أحاسيسه العميقة, وربما تحفز بنات أفكاره أيضاً, وقد كنت اخترت لكم على مدار الأسبوعيين الماضين رواية «قصة نفس» للأستاذ زكى نجيب محمود الأديب والكاتب الكبير وأستاذ الفلسفة الوضعية, لنتحدث حولها, وتحديدًا فى المقال السابق كنت قد تطرقت للشخصيات الثلاث الرئيسية التى تدور حولها القصة, وهم رياض, مصطفى, وحسام, واليوم استكمل معكم.

وتذكروا معى رياض (أحدب الظهر), فقصة رياض هى قصة الكتاب فى الحقيقة وهى قصة النفس فى جوهرها, وكما ذكرت فمن خلاله تستطيع أن تحس بالطفولة كلها, بالبيت القديم, بالأم, بالأب, بفترة المراهقة, بمرحلة الشباب وكل ما تزخر به من متناقضات وصراع وأزمات حول الدين وحول الجنس.

فمن خلال شخصية رياض والتى تمثل الجانب الوجدانى أو العاطفى فى القصة, تستطيع أن تتعرف على ملامح النفس العميقة, ورغم هزيمة الشخصية إلا أن هده الهزيمة مثلت معنى من معانى الانتصار بالنسبة للشخصيتين الأخريين مصطفى وحسام, فكثيرًا ما يحدث فى الحياة أن تصبح الهزيمة على المستوى العاطفى انتصار على المستوى الفكرى- وذلك بعيداً عن الآلام والأوجاع- إلا أنه يحدث! وعلى الرغم من هزيمته وضياعه أيضا فى نهاية الرواية إلا أنه هو الذى يبقى فى نفسك, وهو وحده الذى تحس بنبضات قلبه, تشعر ببساطته وجديته, شهامته وعاطفيته.. تحس فيه بالإنسان أكثر ما تشعر مما بالإطار!

فرياض هو الباطن الغنى بالمتناقضات لمصطفى وحسام, الشجاعة ممزوجة بالخوف, والطموح ممزوج بالعجز, بالجدية أحيانًا والتفاهة أحيانًا أكثر.. وهكذا.

فهو البعد الحقيقى هنا, أما البعدان الآخران مصطفى وحسام فهما بعدان ظاهريان, يغلب عليهما التعقل والتدبر والحكمة فى أحيان كثيرة.

ولكن الثلاثة فى النهاية هما بنيان واحد لشخصية واحدة, متعددة المحاور, فكما يقول دكتور زكى (ضلال ما بعده ضلال فى فهمنا لأنفسنا وفهمنا للناس, أن نتلمس محورًا واحدًا تدور حولها فى تصريفها لشئون حياتها).

وتنتهى بنا القصة (بنجاح عقلى) لمصطفى, و(استقرار نفسى) لحسام , وبكل أسف (ضياع وهزيمة) لرياض. إنها قصة النفس.. قصة الحياة.