رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

أيام معدودة، ويهل علينا العام الميلادى الجديد عام 2018، وكل عام وحضراتكم بخير وسعادة، أما عن عام 2017 فكان فيه من الإنجازات الكثير، وكان أيضاً يحمل من الإخفاقات والأحداث المؤسفة، فهذه هى سُنة الحياة ليس كلها خيراً وليس كلها مراً. أنا لست الآن فى مجال ذكر ما فات من أحداث سعيدة أو أخرى مؤسفة، فالذى يعنينى فى هذا المقال، هو ما أتوقعه فى عام 2018 بإذن الله. والسؤال الذى يطرح نفسه، هل سيكون العام الجديد فى مجمله سعيداً أم ستغلب عليه الأحداث المؤسفة؟

ورغم محاولات سيادة الرئيس العديدة فى طمأنة الشعب، والتأكيد على أن يكون وحدة واحدة حتى لا ينال منا أحد، فهذا بالطبع كلام طيب، ولكن هناك أيضاً من الشواهد ما يكتنفها الغموض والقلق، وربما تحمل معها بعض العواقب المؤسفة. فعلى سبيل المثال، الإرهاب الذى بدأ ينحسر، وكاد ينهزم فى العراق وسوريا، وهناك محاولات للقضاء عليه فى ليبيا وفى اليمن، فهل يعنى هذا أن عام 2018 سيكون نهاية الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط؟ بالطبع لا، فإن مخطط الشرق الأوسط الجديد القائم على هدم وتقسيم شعوب المنطقة، لن يقف، فى تقديرى، عند هذا الحد، فمصر هى المقصودة أساساً بهذا المخطط، على اعتبار أنها تعتبر أقوى دولة عسكرية فى منطقة الشرق الأوسط، وإذا ما انهارت، لا قدر الله، ستنهار معها باقى دول المنطقة.

وعلى ذلك، فإن الإرهاب ومن هم من وراء الإرهاب، لن يستسلموا أبداً قبل تحقيق الغرض الأساسى من مخططهم المسموم فى منطقة الشرق الأوسط، فإنهم بالقطع سيحاولون الوصول، أكثر من مرة، إلى هدفهم ونشر الإرهاب مرة أخرى خاصة فى مصر، بل وسيلجأون لإثارة المشاكل الدولية بيننا وبين العديد من دول الجوار، خاصة إثيوبيا والسودان وليبيا وإسرائيل، بل وربما يحاولون الضغط على دول الخليج للتخلى عنا. ولكن كما قال سيادة الرئيس، فإذا ما كنا جميعاً يداً واحدة شعباً وجيشاً وشرطة، فلن ينال منا أحد، صحيح أننا لن نستطيع وأد هذا المخطط التخريبى والقضاء عليه فى مهده، ولكن اتحادنا قوة يصعب كسرها.

ما يقلقنى، أيضاً، فى العام الجديد، هو توتر العلاقات المصرية الأمريكية الإسرائيلية، وبالطبع توتر العلاقات مع الحلفاء الغربيين لأمريكا، هذا التوتر سيكون له أثر سيئ علينا اقتصادياً وعسكرياً، فلو أضفنا إلى ذلك أن اتفاقية كامب ديفيد تضمنت ضمن بنودها عدم تواجد الأسلحة الثقيلة على طول الحدود الشرقية الإسرائيلية وبعمق 60 كم تقريباً، فهذا الأمر يقلقنى، أيضاً، إذا ما عدلت إسرائيل عن السماح لمصر بالوصول بأسلحتها الثقيلة لهذه المنطقة فى محاربتها للإرهاب الحادث فى سيناء. فنحن فى حاجة شديدة إلى معاونة دول الغرب عسكرياً واقتصادياً أيضاً، وفى ذات الوقت نحن فى حاجة إلى حسن الجوار مع إسرائيل للقضاء نهائياً على الإرهاب فى سيناء، خاصة أن مصر تسعى لتعمير سيناء ومن الصعب تنميتها مع وجود الإرهاب فى تلك المنطقة.

ربما تكون نظرتى لعام 2018 قلقة وغير متفائلة، ولكن إيمانى بالله سبحانه وتعالى كبير، وإيمانى أيضاً بوحدة شعبنا مع جيشنا وشرطتنا، وكذا فى وحدة الصف العربى، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ودولة الكويت، هذا كله سيكون فيه خط منيع فى مواجهة الإرهاب فى منطقتنا العربية. اتحاد شعب مصر وتضامن مصر مع دول الخليج سيكون لهم أثر كبير فى ردع الإرهاب ومن هم وراء الإرهاب.

تلك كانت نظرتى للعام الجديد، وربما أكون مخطئاً فى نظرتى. ولكن، ورغم كل شىء، فكما قال سيادة الرئيس السيسى، فإن فى الاتحاد قوة يصعب كسرها أو الوقوف فى مواجهتها. ولا يفوتنى فى هذا المقام إلا أن أزف للأمة المسيحية أطيب الأمنيات بميلاد السيد المسيح عليه السلام.

وتحيا مصر.