رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لدينا مثل شعبى يقول «خليك مع الكذاب لباب الدار».. هذا المثل يطلب منا أن نساير أى شخص نكون فى حاجة إليه حتى لو كان كاذباً، إلى أن نصل معه إلى نهاية الطريق، فربما يصدق معنا فى كلامه، أو أن نكشف كذبه أمام الناس، خاصة أننا من نحتاج إلى مساعدته ومعاونته.

هذا المثل يصدق على الأمة العربية والإسلامية هذه الأيام فيما يخص القضية الفلسطينية، فمن واجبنا ألا نغلق أى باب يكون فيه ولو بصيصاً من الأمل لحل المشكلة الفلسطينية. هذه المشكلة أصبحت الآن عويصة للغاية، وبرغم وضوح أحقية الفلسطينيين فى أراضيهم، إلا أن العدو الإسرائيلى والصهيونى أصبحا من القوة إلى حد أنهما سيطرا تماماً على أقوى دولة فى العالم اقتصادياً وإعلامياً وسياسياً، فإسرائيل أصبحت هى أمريكا وأمريكا هى إسرائيل.

ومن هنا.. فيجب ألا يغيب عنا أن قوة خصمنا من ناحية وواقعنا المؤسف من ناحية أخرى، جعلا إسرائيل مؤيدة ليس فقط من أمريكا وحدها، ولكن من أغلب دول العالم، كما أن ظهور الإسلاميين بهذا المظهر المؤسف من الشقاق والتطاحن والاقتتال والذبح والحرق، كان له أبعد الأثر فى نفوس غالبية شعوب العالم، خاصة أن التخريب والقتل والتدمير لم يقف حده عند الدول العربية والإسلامية فحسب، بل وصل الإرهاب لأغلب دول العالم قتلاً وتخريباً وتدميراً، كل هذا أثار كره وغضب أغلب شعوب العالم من الأمة الإسلامية.

حالنا المؤسف كأمة عربية وإسلامية، مع قوة خصمنا وتأييد أغلب دول العالم له، يفرض علينا أن نتمشى مع أى دولة تمد يدها لمساعدتنا، سواء للخلاص من حالنا السيئ أم لحل القضية الفلسطينية. وبالتالى، فإن الزيارة التى من المفروض أن يقوم بها نائب الرئيس الأمريكى لمنطقتنا الملتهبة وخاصة مصر، يجب أن تلقى منا آذاناً صاغية وخاصة من جانب السياسيين فى الدولة. أنا أتفهم أن يرفض كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس مقابلة نائب الرئيس الأمريكى، وذلك لمرجعية دينية خالصة، فهذا أمر مقبول ومفهوم منهما، أما كبار السياسيين خاصة الرئيس عباس أبومازن الذى أعلن رفضه مقابلة نائب الرئيس الأمريكى والتحدث معه، فهذا من وجهة نظرى أمر غير مقبول باعتبار أن الرئيس أبومازن هو صاحب المشكلة الأصلى.

فى تقديرى.. فإن المشكلة الفلسطينية، مع مرور الوقت وضياع العديد من الفرص التى سنحت من قبل، أصبحت فى غاية الصعوبة. فالعدو الصهيونى الإسرائيلى له مطامع فى منطقتنا العربية، ونحن أصبح حالنا يصعب على الكافر لما وصلنا إليه من تدمير وتخريب وفقدان أغلب قوتنا العسكرية فى الحروب بيننا وبين بعضنا، وتركنا العدو الأصلى لنا. كل هذه الأمور– من وجهة نظرى– تجعلنى أتمسك دائماً بأى أمل – حتى لو كان ضئيلاً– فى أن يعاوننا أى شخص للوصول إلى حل للمشكلة الفلسطينية.

خلاصة القول.. فإن حل المشكلة الفلسطينية، ربما يكون فيه الحل لكل مشاكلنا العربية والإسلامية، من تضارب وتقاتل وتخريب وتدمير. وبالتالى، فمن واجبنا – عملاً بالمثل الشعبى المعروف «خليك مع الكذاب لباب الدار»- ألا نغلق أى باب يفتح فى وجهنا، فربما يكون فيه طريق الخلاص للمشكلة الفلسطينية، وأن يكون فيه أيضاً الحل للصراع العربى العربى والإسلامى الإسلامى.

وتحيا مصر.