رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. ورثت من الولد الشقى طيب الله ثراه داء القولون وهو أمر محمود بالنسبة لشخصى الضعيف لأن كل ما يأتى من الولد الشقى هو الخير بعينه من خلال القولون وآلامه تعرفت على عدد لا حصر له من الأطباء لم يستطع أحد أن يؤدب القولون سوى الدكتور محمد عوض الله سلام عليه رحمة الله.. عندما ذهبت إليه فى عيادته وجدت شخصًا جاذبًا لخلق الله بحسن خلقه وخفة ظله.. اندهشت لأن «الفيزيتا» أو سعر الكشف عند الدكتور يقل بمقدار الضعف عن بقية اقرانه وحكى لى الرجل حكاية من أبناء قريته وكان قد خصص ثلاثة أيام فى الأسبوع لكى يقدم خدماته للفقراء من الفلاحين.. وذات يوم تأخر الدكتور عن موعد العيادة وعندما اقترب منها وجد اثنين من الفلاحين أحدهما يجذب الآخر من جلبابه وهو يقول له.. بقى ده لو كان فلح فى مصر كان افتكرنا هنا فى «زاوية رازين» ويرد عليه الآخر قائلاً: وحياة النبى كلامك مضبوط.. وهو لو كان عالم بصحيح كانت فاتورته تبقى ربع جنيه استمع الدكتور محمد عوض سلام إلى هذا النقد بأذنيه.. وقرر بعدها أن يرفع سعر الكشف ولكن فى المقابل أن يمنح بطريقة أو بأخرى كل مريض الدواء مجانًا.. ومنحنى بدوره دواء اسمه «دوجماتيل» هدية وقال لى سوف تنتهى مشاكلك نهائيًا مع القولون.. وبالفعل أبلى هذا الدواء البلاء الأعظم وقضى ولله الحمد على معظم آلام القولون وكنت أدعو للرجل من أعماق قلبى لأن آلامه كانت لا تفارقنى لا بالليل ولا بالنهار ومن عشرة أيام علمت بأن الرجل الفاضل ذهب إلى رحاب ربه وهناك فى سرادق العزاء وجدت أخبار الرجل من البسطاء الذين قضى العمر بأكمله من أجل اسعادهم وتحفيف آلامهم يتقدمون الجميع لتقديم واجب العزاء أو قل بالأصح لكى يردوا بعضًا من جميله الذى لا ينسى وفضله الذى لا يمكن أن ينكره أحد ومع البسطاء كان هناك رموز لعصر الرئيس حسنى مبارك.. توقفت أمام أحد أكبر هذه الرموز للسلام وهو الدكتور زكريا عزمى نظر الىّ الرجل وقال.. اكرم.. ده انت هارينا يا راجل.. بس معلش.. هى بلدنا كلنا ومش ح نسيبها.. لم استطع أن أرد على الدكتور زكريا عزمي ولكنني أود أن أذكره بأننى لم أسع يومًا إلى الاقتراب من أى مسئول أيام حكم الرئيس مبارك كما اننى وعبر صحفات الدستور (دستور إبراهيم عيسى) كنت أكتب بشكل منتظم مهاجمًا ومعترضًا على عملية التوريث التى أراد البعض أن يجيء بجمال مبارك لكى يحكم مصر فى حياة أبيه ولعل انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 شاهدة على ما أقول.. وأنا يا عمنا الدكتور زكريا عزمى لم اتجن على أحد ولم أهاجم أحدا لأسباب شخصية ولله الحمد ولكن وكما علمنى الولد الشقى أن أقول ما أؤمن به وأن أتوكل على الله.. وقد كنت مؤمنًا بأن مصر هذه الدولة التى استأجرت التاريخ لكى يدون فى صفحاته آيات المجد لا يمكن بحال من الأحوال أن يرث الحكم فيها شخصِ أو شاب كل مؤهلاته أنه ابن رئيس الجمهورية ولعلنى هنا أود أن اشيد بدور مبارك فى السنوات الخمس عشرة الأولى من حكمه والتى كان خلالها يستمع إلى الناس ويهتم بآلامهم ومشكلاتهم ويحرص على متابعتها شخصيًا حتى يتم حلها. الرئيس مبارك.. خلال النصف الآخر من سنوات حكمه ظهر على السطح داخل القصر مراكز قوى تصورت أن مصر مملكة أو امارة يستوجب معها نقل الحكم إلى الأبناء وهذا أمر لم ولن يحدث فى عاصمة المعز يا عمنا الكبير زكريا عزمى أعزك الله وأدام بقاءك.

وبمناسبة الرموز الذين ظهروا أيام حكم الرئيس حسنى مبارك أود أن أهمس فى أذن الدكتور علىّ الدين هلال وأقول.. يا سيدى الفاضل.. كنتم رأس الحربة فى عملية التوريث وكنت الذراع اليمنى لجمال مبارك والمدافع الأول عن حق المدنيين فى رئاسة الجمهورية وكنت صاحب التصريح الشهير بأن رئيس مصر القادم هو رئيس مدنى ولن يكون رئيسا عسكريا وكان ذلك كله تمهيدًا لمجىء أول رئيس مدنى من بيت الأسرة المباركة وهو السيد جمال مبارك. وبالطبع قامت فى مصر ثورة على هذا الحال المايل العايب ومع ذلك أجدك فى قناة العربية متحدثًا متكلمًا منظرًا لأحداث الثورة وكأنك أحد صناعها أو أحد الداعين إليها صحيح.. انت من الأحرار يا على!!