رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

العيب كل العيب فينا نحن المسلمين عامة والعرب بصفة خاصة، اعتراف بعض الدول الأجنبية وعلى رأسها أمريكا بان القدس عاصمة إسرائيل، كان نتاج الفوضى التى اجتاحت مؤخرًا منطقتنا العربية وكان من شأنها ما نشهده الآن من الحروب والتطاحن بين شعوب المنطقة.

مخطط الفوضى الخلاقة أو ما يسمى بالربيع العربى، تم رسمه بعناية من دول الغرب لصالح إسرائيل أولا، وكذا لصالح دول الغرب. كل ما يحدث الآن فى الدول العربية من تطاحن وتضارب وخاصة فى الدول المحيطة والقريبة من إسرائيل، هو مخطط تم رسمه من اجل تحقق حلم إسرائيل فى انشاء دولتها الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات. وما كان الاعتراف الامريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل الا أولى ثمار هذا المخطط، والتى بدأ جنيها نتيجة الفوضى التى تعيشها المنطقة العربية.

لقد نجح المخطط الصهيو-امريكى فى إشاعة الفوضى فى المنطقة العربية، وها هى الفرصة اصبحت سانحة لكى تبدأ إسرائيل فى انشاء دولتها الكبرى. مخطط الفوضى الخلاقة تم رسمه على أساس ان تبدأ إسرائيل فى التهام القطعة تلو الأخرى من الأراضى العربية المجاورة تمهيدا لتحقيق حلمها المنشود. ورغم هذا لم يتنبه منا أحد، ولم يعلم أحد ان عدونا الحقيقى هو إسرائيل. لقد تركنا إسرائيل تبنى المستوطنات وتعمر ارجاء فلسطين وتركناها تتقدم وتزدهر، ومع الأسف الشديد – مازلنا نحن غارقين فى بحور من الدماء العربية.

العيب فينا نحن العرب والمسلمين، الذين يقتلون بعضهم البعض فى الوقت الذى يتركون عدوهم يعيث فى أراضينا الفساد. هل تتصور يا عزيزى القارئ، ان يقتل المسلمون بعضهم بعضا ويهدموا بيوتهم ويشردوا شعوبهم، ثم يتركوا العدو الإسرائيلى حرا طليقا يبنى ويعمر ويستولى على الأراضى العربية!! لقد نجح المخطط الإسرائيلى فى تفتيت منطقتنا العربية لكى تبدأ إسرائيل فى تحقيق حلم انشاء دولتها الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات. فها نحن الآن نقتل بعضنا بعضا وندمر بيوتنا ونشتت شعوبنا والإسرائيليون فرحون بكل ما يحدث لنا.

وما يقال عن حال العرب المزرى يقال أيضا عن حال إخواننا الفلسطينيين. فقد انقسموا على أنفسهم وأصبحوا تنظيمات عدة تتضارب وتتقاتل، كل منظمة تسعى إلى السلطة وتطمع فى ان تكون هى صاحبة الكلمة الاولى والأخيرة للفلسطينيين. وحين حاولت مصر التقريب بينهم ليكونوا يدا واحدة وكلمة واحدة تمهيدا لبدء مفاوضات انشاء الدولة الفلسطينية، ظلوا هم على خلافهم واطماعهم. فالعيب أيضا فى إخواننا الفلسطينيين، الذى لم يقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية. لقد اختار إخواننا الفلسطينيون الفرقة والانقسام لأكثر من عام رغم المحاولات الحثيثة التى قامت بها مصر، كل هذا اعطى الفرصة للرئيس الامريكى للإعلان عن ان القدس عاصمة إسرائيل.

اعتراف أمريكا وبعض الدول الأجنبية بان القدس عاصمة إسرائيل، سيتبعه بالضرورة ضم العديد من الأراضى العربية الأخرى والاراضى الفلسطينية للجانب الإسرائيلى. ما دمنا نحن العرب والمسلمين هكذا على حالنا من تطاحن وحروب واقتتال، ستستمر إسرائيل فى غيها لتحقيق حلمها بالاستيلاء على المزيد من الأراضى العربية، لكى تحقق حلمها، حلم إنشاء دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات.

كم أتمنى ان يفيق جميع المغيبين من الارهابيين أصحاب الفكر المتطرف قبل فوات الأوان، وان يعلموا انهم مجرد وسيلة رخيصة فى يد إسرائيل وامريكا لهدم الامة العربية وتشويه الإسلام، كما ارجو من الإخوة الفرقاء ان يقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، ويعلموا ان الهلاك سيكون مصيرنا جميعا إذا ما استمرت الخلافات الفكرية فيما بينهم، فليس امامنا جميعا سوى ان نتحد - قولا وفعلا - فى مواجهة العدو الحقيقى للامة العربية والإسلام.

وتحيا مصر.