عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

لكل منا إطار، وهذا الإطار قد يكون جامداً عند إنسان، مرناً عند آخر، مزدوج عند ثالث، غير متجانس «لا وحدة ولا ترابط بين أجزائه» عند رابع، شفافاً عند خامس ، معتماً عند سادس، مقبلاً على الحياة محفزاً لمن حوله عند سابع، متقوقعاً على نفسه محبط لمن حوله- بكل أسف- عند ثامن، .....وقد يكون، أو يكون، ويكون.... . فكلنا نتحرك داخل أطر سواء ساهمت فى رسمها الوراثة والجينات والتربية أو كانت اختيار وقرار تجربة وخبرة حياتية للشخص.....

بتلك الكلمات كنت بدأت مقالى السابق, والدى وعدتكم فى نهايته بأننى سأحاول من حين لآخر أن أنقل لكم بانتقاء بعض القصص والمواقف والاحداث, من بعض كتب التراجم والاعترافات, لعدد من الشخصيات التى ربما حملت أطر وملامح متنوعة, اختلفت مواقفهم من الثقافة , كما اختلفت رحلتهم فى طريق البحث عن الحقيقة, وكان لكل منهم جوانبه الوجدانية والاخلاقية الخاصة به وبتجربته.

وعلى الوعد فقد جاء موعدنا اليوم لأتحدث معكم باختصار- نظرا لمحدودية المساحة هنا- عن كتاب «قصة نفس» لمن قال : « ....والكف عن العمل هو كالعمل، شىء من الإرادة» كما قال أيضا « فالحق واحد لا يتعدد بتعدد طرائق الوصول إليه...» وقال كذلك « وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناك» .....

أنه الكاتب والاديب الكبير استاد الفلسفة والمدشن الأول لتيار الفلسفة الوضعية فى مصر والعام العربى والاسلامى «ذكى نجيب محمود». الدى ترجم لنا كتاب «قصة الحضارة» مع آخرين, وله انتاج غزير من الكتب القيمة سواء فى مجال الفلسفة وبخاصة الفلسفة الوضعية والمنطق, وفى الأدب ,وفى الحياة الثقافية والفكرية بشكل عام. واتدكر أن وصفه الاستاد «ياقوت الحموي» في كتابه «معجم الأدباء أبا حيان التوحيدي»  بأنه (فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة) , ربما  لأنه كان - أى ذكى نجيب محمود - أديبا موسوعيا كثيرا ما حاول فى كتاباته مزج الفلسفة بالأدب ، وقدم من خلال دلك الخلاصة  للناس بشكل قريبا من أفهامهم.

وكتاب «قصة نفس» قد لا يبدو أو لا يصنف كسيرة ذاتية بحتة , ما أنه أيضا لا يمكن ادراجه كرواية فقط , فهو يبدو لى أكثر فى منطقة وسط ما بين الاثنين ( السيرة الذاتية والرواية الفنية) , الا أنه كتاب ملىء بالملاحظات المثقفة , واللمسات الذكية, والتأملات الجادة , تحس فيه بنبرات الصدق والامانة فى استخدام الكلمات التى صيغت بتعبيرات وقورة كشخصية كاتبه.

ونظرا أننا قربنا من نهايه المقال دون أن نتحدث عن قصتنا جميعا « قصة نفس» والتى أعتقد بلا شك أن كل من سيجد فيها جانب يشبهه بشكل شخصى, لذا ساكتفى هده المرة بنقل تلك العبارة من الحكاية الى أن يتجدد بنا اللقاء الاسبوع المقبل بإذن الله.

( ضلال ما بعده ضلال فى فهمنا لأنفسنا وفهمنا للناس, أن نتلمس محورا واحدا تدور حوله أحوال النفس جميعا و فلكل نفس محاور عدة تدور حولها فى تصريفها لشئون حياتها).