رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أنوار الحقيقة

وقعت منذ عدة أيام مجزرة بشعة فى مسجد قرية الروضة بالعريش بمحافظة شمال سيناء أسفرت عن سقوط 305 من القتلى و129 جريحاً، ومن القتلى 27 طفلاً، وتعتبر القرية محل الجريمة من القرى الصوفية التى لا يتجاوز عدد سكانها الخمسة آلاف نسمة!، وقد زلزل هذا الحادث وجدان المصريين فأعلنت حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام تعبيراً عن الحزن الشديد على الضحايا الأبرياء، وأكد الرئيس السيسى أنه سوف يواجه الإرهابيين بالقوة الغاشمة!، وقد وقع الحادث كما شهد بذلك عدد من المصابين بواسطة خمسة عشر إرهابياً مسلحين بالبنادق الآلية والقنابل اليدوية حاصروا المسجد وأطلقوا نيران بنادقهم الآلية وقنابلهم من نوافذ المسجد من كل الجهات، ولقد سبق أن ذكرت فى مقالات سابقة تغيير استراتيجية وتكتيك الإرهابيين واستخدامهم القتل الجماعى والتخريب! وقد أثار هذا الحادث البشع عدداً من الأسئلة باعتباره الحادث الدموى البشع والأكبر فى عدد الضحايا منذ وقوع حادث الاغتيال للمصلين فى مسجد الخازندار منذ عدة سنوات والدوافع لهذه الجريمة الإرهابية الشنعاء هو الإرهاب والانتقام من المصلين غير المسلمين، حسب عقيدة الكفار السفاحين لأنهم من المتصوفين.

وأول الأسئلة التى يثيرها هذا الحادث الدموى البشع ما الأسباب التى أدت إلى ترك المسجد الذى وقع فيه الحادث دون حراسة ودون توقع الاعتداء على المصلين يوم الجمعة فيه، وذلك رغم أن الإرهابيين يعتبرون كل المصريين غيرهم من الكفار ولو كانوا مسلمين مع إعلان حالة الطوارئ فى البلاد كافة، والرد المتوقع أن عدد المساجد كبير وهى موجودة فى كل قرية ولا توجد قوات كافية لتأمين وحراسة هذه المساجد، والقصور ليس فقط بالنسبة لها ولكن بالقطع أيضاً بالنسبة للكنائس وقوات المرافق العامة الحيوية المختلفة بالمحافظة المنكوبة وغيرها والتى أصبحت موقعاً لاختفاء الإرهابيين واغتيال المصريين من المدنيين والقوات المسلحة والشرطة منذ فترة غير قصيرة، وأيضاً عدم وجود جهد فعَّال وكافٍ للمراقبة الأمنية وجمع المعلومات عن الإرهابيين المجرمين تمكن من إجهاض جرائمهم قبل ارتكابها، فضلاً عن وجود أوكار مخابئ للقتلة الإرهابيين فى صحارى سيناء والحدود الغربية لمصر مع ليبيا، مع عدم وجود مراقبين من رجال الأمن أو دوريات للرقابة والتفتيش اليومى المتحرك بالطائرات وبالسيارات المصفحة أو رباعية الدفع مع تثبيت كاميرات فى الأماكن الاستراتيجية مثل المساجد والكنائس ومقرات المرافق العامة الحيوية فى سيناء وضعف أو انعدام نظام جمع المعلومات المخابراتية عن العصابات والميليشيات الإرهابية فى المحافظة لمهاجمة أوكارهم أولاً بأول وضبط الإرهابيين وإجهاض مشروعاتهم الإرهابية والإجرامية، ومن الضرورى أن يتم تدبير الوسائل ووضع الخطط لمطاردة وتصفية الإرهابيين القتلة قبل تنفيذهم جرائمهم الإرهابية ولابد لاستخدام جميع وسائل الإعلام لإيقاظ «الحذر الأمنى» فى المواطنين ودفعهم إلى التبليغ عن أية معلومات تتعلق بالإرهابيين ومن يساعدهم ويمولهم ويتعاطف معهم، مع تقرير مكافآت كبيرة للمبلغين، ولعل الحادث الرهيب الأخير يوقظ الحكومة وقوات الأمن لتوفير العدد الكافى من الأفراد المدربين أمنياً وتسليحهم بأحدث وأقوى الأسلحة والمعدات الكفيلة بكشف الإرهابيين والقبض عليهم قبل تنفيذهم خططهم الإرهابية ومعهم كل المحرضين والممولين والمتعاطفين معهم، وذلك للقضاء على الإرهاب والإرهابيين فى سيناء وغيرها من المحافظات، والله غالب على أمره ولكن أغلب الناس لا يدركون.

رئيس مجلس الدولة الأسبق