رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

هى عادة قديمة جدًا، ولكنها عادة سيئة يعانى منها الشعب منذ سنوات طويلة.. وزراء مالية مصر على اختلافهم طوال هذه السنوات قبل ثورة يوليو بكثير وبعدها حتى الآن كل همهم هو «الإيراد» وليس المصروفات رغم ما بها من أمور يجب مراجعتها من أجل الشعب.. أستطيع أن أستثنى اثنين، هما اسماعيل باشا صدقى زمان، ويوسف بطرس غالى فى الوزارة التى سبقت ثورة يناير 2011.. وزراء المالية بلا استثناء طوال هذا العمر الطويل كل تفكيرهم وعملهم زيادة الدخل، لا محاولة الاستغناء عن بعض المصروفات التى ترهق الميزانية، وبالتالى الناس التى تدفع ضرائب ورسوماً وفواتير شهرية حكومية مقابل خدمات حكومية معيبة فضلًا عن التمغات على كل ورقة.. الشعب يضع يده فى جيبه كل يوم وكل ساعة من عمرهم ما عدا الساعات التى ينام فيها!! هناك نزيف مالى لصالح الخزانة العامة.. دون نظر لمصروفات لا لزوم لها.

<>

مثلاً.. قولوا لى: لماذا استمرار تأميم الصحف واستمرار «بلاعة» الصرف على صحف انخفض توزيعها كثيرًا ولم تعد إعلاناتها لها تأثير فى ميزانية أى صحيفة.. كنا زمان الصحيفة هى «السيد» الذى يقبل أو يرفض أو يؤجل أو يضع الإعلان فى المكان والصفحة والطريقة التى تراها الصحيفة.. وبالتالى الدفع مقدماً وبالسعر الذى نحدده.. ثم خوف المعلن من الصحيفة الخاصة التى تستطيع تشويه صورة الشىء المعلن عنه.. أنا أكتب بخبرة 67 عاماً صحافة.. المعلن الآن هو «السيد» الذى تذهب إليه وترجوه وتقدم له إغراءات على حساب الجريدة.. حساب الجريدة ماديًا وسمعة!! ونحن مضطرون لذلك ولو من أجل المال اليسير الذى يكفى المصروفات اليومية التقليدية للجريدة.. فالدولة مستعدة لتخصيص ميزانية لكل صحيفة أو مجلة تكفيها لمدة عام.. ولكن الدولة غير مؤهلة للاستجابة للأيدى الممتدة يومياً!!

<>

هذه صورة ليست كاريكاتورية مبالغاً فيها ولكنها صورة حقيقية تعيشها ما يسمونها الصحافة القومية.

بل إذا كانت هذه هى حالة الصحف.. فالمجلات تحتضر أقول تحتضر بحق.. لا من قبيل المبالغة.. هناك مجلات لا توزع أى عدد!! فكروا فى فرضها على الوزارات والمحافظات والهيئات.. رفضوا جميعاً دفع الثمن.. ولما تم إرسال الأعداد مجاناً، لم يمد موظف واحد يده ليأخذ نسخة من جوار باب الخروج!! وهناك داران من كبرى دور الإعلان الكبرى ولهما تاريخ رائع وأصحابهما من خير من عمل فى الصحافة المصرية طوال تاريخها.. كان الناس ينتظرون المجلات التى تصدر عن هاتين الدارين.. كانت الإعلانات والتوزيع بأرقام قياسية.. كانت هذه المجلات تنشر مقالات سياسية من خير من كتب فى السياسة وكان لهذه المقالات صدى عالمياً وطالما صودرت بعض الأعداد.. هذا التاريخ العريق الطويل الرائع أصبح فى خبر كان.

سمعت حينما كنت أتردد على مبنى وزارة المالية كعضو فى لجنة شكلها يوسف بطرس غالى من أجل «جزء» من هذا الموضوع.. أعود فأقول إننى «سمعت» بعد غلق دارى الشعب والتعاون.. سمعت أن هناك عروضاً لها قيمتها ووزنها لشراء دارين من دور هذه المجلات ذات الاسم الكبير فى عالم الصحافة العربية والعالمية.. قبيل ثورة يناير 2011 بأيام!! وسفر يوسف بطرس غالى.. وضاعت فرصة ذهبية لبيع دارين كبيرين لصحفيين لهم وزنهم.

<>

المهم هو: لماذا التمسك بتأميم الصحافة ما دام السبب انتهى للأبد.. كان عبدالناصر يخشى من المعارضة بعد انفصال سوريا وتدهور حال البلد من كل الوجوه.. الدنيا تغيرت 180 درجة تغيرت تماماً تماماً.. بل نحن نرحب بالمعارضة لا نخشى منها.. من عنده مشروع يفيد البلد أهلًا به.. من عنده انتقاد ما ونقد لأى وزير مثلًا مرحباً به.. من يرى فسادًا ويدلنا عليه سنشكره.. نحن ليس عندنا ما نريد أن نخفيه أو ندعيه.. فلماذا نؤمم الصحف.. ضاقت المساحة وفى الأسبوع القادم مقترحات للنهوض ماديًا بالصحف القومية -رغم قوميتها!!- اتخذناها زمان خلال لجنة ما قبل الثورة فإلى العدد القادم.. الشعب دافع الضرائب يريد الاستفادة مما دفعه!! فهل هذا ممكن!!