رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لقد فعلها شهداؤنا الأبرار، من رجال الشرطة يوم الجمعة الماضي، فقد قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم قرباناً لمصرنا العزيزة. رحمة الله عليهم جميعاً، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم الصبر والسلوان.

ونحن فى صبانا، وقت أن كنا نشارك فى المظاهرات الشعبية ضد المستعمر الإنجليزى فى ذلك الوقت، كان هتافنا المعتاد (نموت، نموت، وتحيا مصر). ويبدو أن أبطالنا، شهداء الواجب، حققوا ما كنا ننادى به ونتمناه. فالموت فى سبيل الوطن، هو بمثابة الموت فى سبيل الله، فكل من يبذل روحه فى سبيل الله أو الوطن، فنحسبه عند الله شهيداً بإذن الله تعالى.

لقد سبق وأن ردد سيادة الرئيس أكثر من مرة، أننا فى حالة حرب مع الإرهاب، بل وأكثر من ذلك، فطالب العالم أيضاً فى العديد من المرات بأن يتخذ موقفاً موحداً ضد الإرهاب، وإلا لن يفلت أحد من أذى هذا الفكر المتطرف. هذا الفكر قائم على أساس أن من لا يعتقد أو يسير على مبادئهم فهو كافر ويستحق القتل، لا فرق فى ذلك بين مسلم أو غير مسلم، فكل من خالف فكرهم فيحق عليه القتل، بل وأكثر من ذلك فهم يتصورون أن عليهم إصلاح العالم وجعله يسير على فكرهم، فهم يسعون إلى عالم يطبق أفكارهم المتطرفة.

نحن المعتدلون فى تفسيراتنا الدينية، نرى أن مثل هؤلاء المتطرفين عقولهم مريضة، وهم أيضاً يتصورون أن عقولنا هى المريضة. وبالتالى فإن التفاهم مع مثل هؤلاء المتطرفون شبه مستحيل، لإصرارهم على تلك التفسيرات الدينية المتطرفة، التى نعتبرها نحن المعتدلون خاطئة. إذن، فإن الخلاف بيننا وبين هؤلاء المتطرفين عميقة. وعلى ذلك، فلابد أن يقف العالم فى وجه هؤلاء الإرهابيين، حتى نقضى على هذا الفكر المتطرف، وألا سنصاب جميعاً بأضراره الفادحة.

قد يتصور البعض فى الدول الغربية، التى تبنت هذه الجماعات الإرهابية، أنهم بعيدون تماماً عن أذى هؤلاء الإرهابيين، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن تلك الجماعات الإرهابية – كما سبق أن أوضحت - يعتبرون أن من ليس على فكرهم كافر ويحل دمه، والدليل على ذلك تلك الاغتيالات والتفجيرات التى نسمع عنها بين الحين والآخر، حتى لدى الدول التى عملت على إنشاء تلك الجماعات أو الوقوف إلى جانبهم، فهم يريدون فرض أفكارهم وآرائهم الشاذة على غيرهم حتى لو اقتضى الأمر قتلهم.

الشىء اللافت للنظر، هو تلك الزيادة الكبيرة فى العمليات الإرهابية فى الآونة الأخيرة، بما يوحى أنه قد آن الأوان لكى يلتفت هؤلاء الإرهابيون إلى مصر، حتى يتم تخريبها وتدميرها مثلما تم تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن، ويبدو أن التنظيمات الإرهابية التى فرت من وطأة الحرب فى هذه الدول المنكوبة، غالباً ما ستتجه إلى مصر، وهذا أمر معروف ومتوقع. ولكن الشىء المحير فعلاً، إن الدولة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط، التى لم يمسسها أى ضرر من هؤلاء الإرهابيين هى إسرائيل، أما عن السبب من وراء عدم الإساءة لإسرائيل من قريب أو بعيد، فهذا أمر محير أترك تفسيره للقارئ العزيز.

رسالتى إلى تلك الشرذمة الضالة، ممن يفكرون النزوح إلى مصر والإضرار بها، أن مصيرهم الهلاك بإذن الله تعالى، فمصر كانت على مر العصور مطمعاً للغزاة، وكانت أيضاً مقبرة لكل من يفكر فى الإضرار بها، فمصر مصونة من الله، ومن بعده قواتنا المسلحة ورجال شرطتنا. فها هم أبطالنا من أبناء الشرطة الآن يقدمون أرواحهم فداء لمصر، فمات من مات، وأصيب من أصيب، وما زال لدينا الملايين من أبناء مصر الأوفياء، ليكونوا فداء لتراب الوطن، فصدق شعبنا قولاً وفعلاً بهتافه القديم (نموت، نموت، وتحيا مصر).

وتحيا مصر.