أنوار الحقيقة
تنبأت منذ عدة أسابيع فى مقال بصحيفة «الوفد» بأن الإرهاب سوف يغير من استراتيجيته وتكتيكاته ليكون هدفه الأساسى تدمير أجهزة الدولة من قوات مسلحة وشرطة وقضاء وغيرهم، مع استخدام حرب العصابات التى تشكل من أعداد كبيرة من القتلة المجرمين والمدربين والمجهزين بالقنابل والأحزمة الناسفة وبالأسلحة الآلية القوية.
وقد تم بالفعل هذا التغيير فى الأيام الماضية نتيجة تحالف عدد من الدول الغربية الكبرى مع العصابات القطرية الإرهابية وغيرها، حيث نشر منذ أيام بصحيفة «الأهرام» خبر عن مقتل 24 إرهابيًا مع استشهاد 6 من قوات الجيش التى تقوم بإنفاذ القانون فى إطار تنفيذها عملية «حق الشهيد» وفى مواجهة محاولة إرهابية فاشلة لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس ومع التقدير الكبير لجهود القوات المسلحة فى هذه المعركة الإرهابية الكبيرة إلا أن سقوط 6 من أفرادها فى المعركة يثير القلق، فالمفترض تفوق القوات المسلحة عددًا وعدة وخبرة وقدرة على القتال ضد الإرهابيين المجرمين!!
ومن ثم فإنه يتعين أن تنظم القوات المسلحة والشرطة تدريبًا جيدًا لقوات إنقاذ القانون وسحق الإرهاب بحيث تتحقق الكفاءة العالية لهذه القوات فى مواجهة عصابات الشر والإرهاب ويجب أن تهدف جهود قوات إنفاذ القانون تلك إلى كشف مؤامرات الإرهابيين ومعرفة أوكارهم وأماكن تدريبهم وتخزين أسلحتهم.. إلخ.
ويستلزم ذلك بالطبع زيادة جهود أجهزة المباحث والمخابرات فى كشف خطط وأوكار وأسلحة الإرهابيين وإجهاض مؤامراتهم الإجرامية قبل تنفيذها بحيث تتم تصفيتهم دون خسائر فى الأرواح أو المعدات الخاصة بقوات إنفاذ القانون!! وفى سبيل تحقيق ذلك بكفاءة وقدرة عالية فإنه يتعين أن تعتمد مكافآت معنوية ومالية تشجيعية لأفراد قوات الأمن مقابل إنجازاتهم المخابراتية والقتالية فى تصفية العصابات الإجرامية الإرهابية وإجهاض جرائمها مع جهود الدول المتحالفة معها.
وأعتقد أن تطوير جهود الأجهزة الأمنية المختلفة لتصفية الإرهاب والقضاء على الإرهابيين سوف ينجح بصورة أفضل وأسرع لو تم التطوير اللازم فى الاستراتيجية والتكتيك الأمنى بصورة مستمرة وبكفاءة عالية!!
ولابد أن تتم مواجهة الإرهاب كذلك بكشف دموية وخطورة الإرهاب والإرهابيين وذلك فى كل وسائل الإعلام وبصفة مستمرة كما يتعين أن تتم محاكمة من يقبض عليهم من الإرهابيين أمام المحاكم العسكرية وقد أمرنا الله تعالى بأن نعد لهؤلاء المجرمين كل عناصر القوة للقضاء عليهم ودحرهم مع القوى المناصرة لهم سواء فى الداخل أو فى الخارج.
رئيس مجلس الدولة الأسبق