عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

ربما يكون قد أمضى حياته جاهلاً تعساً, لكنه قد تعلم أخيراً درساً صغيراً واحداً, بسيطاً ولكنه أساسي للغاية ألا وهو:

إذا أردت أن تحصل على شيء ما , فخذه بذراعيك وكفيك وأصابعك.

مقولة راقت لى كثيرا، جاءت على لسان غسان كنفانى منذ سنين ...والسؤال هنا: هل سمعناها ؟! أو على الأحرى: هل وعينا أو نعى هذا الدرس البديهى؟!.

والإجابة ربما لا أظن ذلك بكل أسف..  وأعلم أن الكثير منكم قد يتفق معى فيما أذهب إليه. ولربما السؤال الأهم أيضًا والذى يلح على ذهنى حاليًا هو: ومتى سنعى ذلك الدرس البديهى؟ الذى وعته إيران جيدًا منذ ستينيات القرن الماضى, وتحديدًا فى فترة حكم الشاه, حيث لعبت دور «شرطى» الولايات المتحدة فى المنطقة - بحسب ما جاء فى "كتاب النفوذ الإيرانى الناعم فى إفريقيا" للدكتور السيد عوض عثمان خبير الشئون العربية والدولية، حيث وضعت إيران خارطة فى تعاملها مع القارة السمراء لها نسق من السياسات الاقتصادية والأيديولوجية والتخطيط الاستراتيجى منذ بداية حكم هاشمى رفسنجانى.

وها هو النظام الإيرانى الحالى يتوسع أو يخترق إفريقيا مجددا, بالقوى الناعمة أو سلاح (الإعلام), وذلك بعد أن مد ذراعيه وكفيه من قبل بسلاح التغلغل الاجتماعى بإقامة المدارس والمستشفيات والمراكز الثقافية, ومن قبله أيضا بسلاح النشاط الاقتصادى والتبادل التجارى الواسع, إضافة إلى السلاح الذى لا يقل قوة بل يزيد فى النواحى العسكرية ما بين تسليح تارة وتدريب تارة أخرى. والآن ومنذ أيام قليلة قام  بإطلاق القناة الفضائية الجديدة (هوسا تى فى) والتى تستهدف ما يقرب من حوالى 100 مليون إنسان يعيش معظمهم عيشة أقرب إلى البدائية على أنشطة الزراعة والرعى والتجارة فى مناطق نيجيريا والنيجر والكاميرون وساحل العاج وتشاد وتوجو وغانا.

وفى المقابل تجدنا جالسين فى مقاعد المتفرجين, نتابع مسلسل التوغل الإيرانى فى القارة السمراء, تصاحبنا حالة غريبة من السكون والصمت الرهيب!.

وسؤال آخر: هل القوى العربية على  دراية بأن أكثر من 70% من مسلمى غرب إفريقيا ومنطقة الساحل كانوا ينتهجون الطرق الصوفية القادمة من بعض الدول فى الشمال مثل مصر والسودان وبلاد الشام, إلا أن الإعلام الإيرانى عمد منذ سنين على تشويه الدعوة السلفية هناك.

 فالتحركات الإيرانية فى المجتمعات الإفريقية تنذر بخطر قادم أخشى ما أخشاه أن تظهر تأثيراته السلبية أو على الأحرى تتبلور بصورة أوضح مؤثرة على مستقبل المنطقة ومصالح القوى العربية تحديدا, ويزيد من مخاوفى أن نصبح مضطرين لمواجهة ميليشيات إفريقية إيرانية الولاء, ربما يتم تجهيزها لخوض حرب بالوكالة, غير محسوب لنتائجها على الإطلاق، ولا هى فى حسباننا تماما, وخاصة فى ظل ازدياد العنف وارتفاع معدلات الفقر أيضًا فى إفريقيا.