آفة الصحافة
أجبت عن سؤال لماذا مركز ثقافى مصرى بهولندا فى الحلقة الأولى ، وأتبعتها بنداء واضح لوزيرة الهجرة " نبيلة مكرم " فى مقالة ثانية ، وان انشاء هذا المركز سيكون فى مصلحة مصر إعلامياً وسياسياً وثقافياً ، وأكرر ان مردود تواجده سيكون أضعاف مُضاعفة لتكلفته المالية .
حدث أول أمس فى لاهاى بهولندا ان صديق مصرى سأل أحد معارفه " شاب هولندى " 27 سنة ، قائلاً له هل تُريد شيئاً من مصر أجلبه لك معى حين عودتى من إجازتى ؟ . . وجاء رده على مسمع من مجموعة من الهولنديين الذين ضجوا بالضحك حيث أجابه بقول : " احضر لى جمل وحفنة من رمال الصحراء " .
كظمت غيظى من حدة الغضب ، وألهمنى الله سُبحانه وتعالى ان أجد له مدخل عسى ان أغير ولو بعض من صورة مصر " الصحراء والجمال " فى مخيلته ، وبدأت حديثى اليه بإسمه " Jakob " وأوضحت له انه فى الأصل " يعقوب " باللغة العربية ، فقال لى نعم أعرف ذلك ، وأبى هو من أطلق على هذا الاسم ، فقلت له ان والدك يُحبك مثل سيدنا يعقوب عليه السّلام الذى اشتهر بمحبة الأبناء والخوف عليهم ، وقصصت عليه جزء يسير من قصته وكيف كان قلبه مُعلق بسيدنا يوسف ، وأنه كان يذكره في كلّ حينٍ ويبكي عليه بكاء الثّكلى حتّى ابيضت عيناه من الحزن ففقد البصر.
تأثر الشاب الهولندى " يعقوب " بالقصة فاستثمرت مناخ الحديث واستكملت جانب آخر من قصة سيّدنا يعقوب عليه السلام وانه توفى عن عمر يقارب 147 عام ودُفن فى مصر .
ثم انتقلت للحديث عن مصر دون أن أعاتبه على المعلومات الخاطئة عن مصر والصورة الذهنية المشوهة لديه ، موضحاً ان آفة الصحافة فى هولندا هى السبب فى نشر معلومات مغلوطة عن مصر فى وسائل الاعلام ، وكيف ان عامة الشعب الهولندى هم ضحايا وسُجناء الصورة النمطية المشوهة عن مصر .
ونتوقف قليلاً عند فكرة الشاب الهولندى عن مصر وهو الذى يبلغ من العمر 27 سنة ، ومُطلع على مواقع التواصل الاجتماعى وله أصدقاء مصريين ، ونتساءل لماذا توجد صورة مشوهه عن مصر فى عقله هكذا ؟! . . ونؤكد انه ليس الوحيد حيث ان " نسبة كبيرة " من الشعب الهولندى 17 مليون نسمة لديها معلومات مغلوطة أو مشوهه عن مصر ، ويعود الأمر لأن معظم وسائل الاعلام الهولندية لا تتعامل بحيادية مع القضايا العربية بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة على اعتبار انها من أقوى دول الشرق الأوسط ، ومن ناحية لا تقل أهمية تحظى اسرائيل بإهتمام خاص فى الصحافة الهولندية بمختلف توجهاتها ، وذلك لأن هولندا ترتبط بصداقة خاصة جداً بإسرائيل .
الآن : أوجه رسالتى بهذا المطلب لكل من سفير مصر الجديد بهولندا الرئيس السابق للهيئة العامة للاستعلامات " أمجد عبد الغفار " الذى يحظى بثقة القيادة السياسية المصرية ، وله دراية بأهمية الأبحاث والفكر الثقافى ، ومدى ضرورة ان يكون لمصر صوتاً ثقافياً وسياسياً بالخارج ، وكذلك وزيرة الهجرة " نبيلة مكرم " ، وللحديث بقية .