عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

كنت قد تحدثت فى مقالى السابق فى تلك المساحة بالأسبوع الماضى عن الأزمة الكردية، ووصفتها بأنهت أزمة إنسانية بالأساس، وقد أرسل لى عدد من القراء الأعزاء يختلفون فى ذلك، كما وحدثنى أيضًا بعض ممن خدموا فى العراق فى تواريخ مختلفة وعدد أيضًا من السفراء ممن كانوا يفضلون تناول الوضع من الزاوية السياسة أو على الأحرى البناء على ما حدث ويحدث من أحداث وتحالفات على أرض الواقع وخلقت أو نتج عنها ما وصلنا إليه من نتائج حالية، ولكنى أرى فى نهاية الأمر وأيضا بدايته أننا كأمة عربية أو كنظام عراقى تحديدًا لم يفعل ما كان ينبغى عليه تجاه الأكراد كأقلية ولم يتعامل معهم معاملة إنسانية تحكمها قوانين ديمقراطية مدنية كالمواطنة وغيرها، وبكل أسف فالأنظمة الديكتاتورية قدمت الأكراد (كمثال) مثلا على طبق من فضة للصهاينة وغيرهم بسبب ممارساتها القمعية والظالمة.

ومن تلك الزاوية الإنسانية والقومية بالأساس، ربما أجد نفسى أنظر إلى القضية القديمة المتجددة، وهى قضية الأكراد والجدل السياسى الساخن حول مسألة انفصالهم عن العراق وإقامة دولة كردية ذات سيادة مستقلة!

وقد بات أكثر ما يشغلنى هنا، وأود أن أوجه إليه الأنظار، ربما لأنى أراه أهم الأسباب الرئيسية فى أزمة «الأكراد» الحالية هو ما يسمى فى السياسة بـ«حقوق الأقليات»! ولعلى أميل أنا إلى تسميته باحترام الإنسان واحترام الإختلاف والتنوع وخاصة العرقى أو المذهبى داخل المجتمع الواحد، ومن ثم حتمية الاهتمام بالثقافات الفرعية، وانعكاس ذلك فى برامج التعليم والإعلام (حيث انهما من أهم المؤثرات المؤسسية فى تشكيل وجدان الشعوب) إضافة إلى وجوب انعكاس ذلك أيضا فى الخدمات المقدمة وفى تركيبة الحكم ومفاصله المؤسسية.

وببساطة شديدة وباختصار أشد فظنى أن غياب مثل هذا النوع من (الاحترام) بشكله العمل كان من ضمن أهم الأسباب التى أدت بالأساس إلى ظهور الإرهاب وتعاظم موجاته، ولعلنا نعلم أن العمود الفقرى للفكر المتطرف الإرهابى هو عدم احترام الآخر وإنكار فكره وازدراؤه ابتداء من استبعاده وتجاهل وجوده المعنوى والفكرى والثقافى والعقائدى والمذهبى، الأمر الذى تستغله الدول صاحبة المصالح بتأجيج الصراعات للوصول إلى تفتيت دول بعينها.

وانفصال كردستان العراق ليس مسألة عراقية خالصة، وإنما هى عربية، بل و(عالمية... انظروا ماذا يحدث فى اقليم كتالونيا بإسبانيا؟! وهو ما سيكون لما فيه مقال منفرد بإذن الله)، ونعود للدولة الكردية إن جاز القول، فمن ناحية ستشغلنا عن صراعنا ومعركتنا الأساسية مع العدو الإسرائيلى الصهيونى.