رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

استأذن القارئ مع سخونة القضية الكردية فى التوقف عن متابعة ملف الاستعمار والإرهاب المتأسلم لأتناوله لاحقاً واستعرض هنا أبعاد الملف الكردى.

قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى كان الشعب الكردي المكون عندئذ من حوالى 25 مليون مواطن يعيش موحداً داخل إقليم كردستان كأحد ألوية دولة الخلافة العثمانية بجانب الألوية العربية الأخرى فى الشام والموصل وبغداد والبصرة.

وعندما ظهر الجاسوس البريطانى الشهير لورنس بتعليمات سادته شياطين الاستعمار الغربى بريطانيا وفرنسا عندئذ لتنفيذ مخطط إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط طبقاً لمخطط سايكس بيكو الشهير، تسلل لورنس للشريف حسين حاكم الحجاز العربى تحت السيادة العثمانية عندئذ وأقنعه أنه لو قام بثورة تساعد على هدم الدولة العثمانية فإنه يعده بمملكة عربية تشمل كل الشام وفلسطين ويكون هو ملكها، وقام ولده الأمير فيصل بن الحسين بالتنسيق بين أبيه وبين لورانس، فى الوقت الذى وعدت فيه بريطانيا أن تكون سوريا ولبنان من نصيب فرنسا ووعدت اليهود بوطن قومى فى فلسطين حسب وعد بلفور كما هو معروف.

ونجحت الثورة العربية وتوجه فيصل بين الحسين إلى سوريا لإقامة عرشه وانتخبه السوريون ملكاً على سوريا بشبه إجماع، وكان فيصل قد تعاهد مع زعيم الشعب الكردى الملا مصطفى البارزانى على الذهاب معا إلى مؤتمر الصلح الذى سيعقد بعد نهاية الحرب ليطالب كل منهما بالاستقلال لشعبه، العربى بقيادة فيصل، والكردى بقيادة الملا مصطفى البارزانى، ولم يكد فيصل يستقر فى دمشق قاعدة ملكه الجديد حتى نزل الجيش الفرنسى على أرض سوريا وأباد قوات فيصل فى ميلسون خارج دمشق خلال ثلاث ساعات، وراح فيصل يبكى لحلفائه البريطانيين فطيبوا خاطره ووعدوه بعرش آخر فى العراق التى كانوا قد احتلوها ولكن كان لبريطانيا شرط واحد:

كان النفط قد ظهر فى إقليم كركوك الكردى فاشترطت بريطانيا أن يلعق فيصل وعده مع البارزانى ويعلن المنطقة الكردية من شمال العراق بما فيها كركوك جزءاً من مملكة العراق وهو ما حدث.

احتج الأكراد احتجاجا صارخاً على هذه الخيانة من فيصل وتحول الشعب الكردى بين يوم وليلة من أخلص حلفاء العرب إلى ألد أعدائهم، ولم يؤيد مطالبهم القومية المشروعة مستقبلاً سوى إسرائيل التى كانت حسب زعمها محاطة بالعداء العربى مثلهم.

وإلى المقال التالي

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد