عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

 

جاء الدور على مصر لكى تنظم دورة الألعاب الأفريقية ،وما أدراك ما دورة الألعاب الأفريقية.. أكثر من أربعين دولة تشترك فى 12 لعبة بـ12 فريقًا له لاعبون ومدربون وإداريون وأطباء.. أمسك جدول الضرب لتعرف هذا العدد المهول «الرسمى» خلاف «كدابي الزفة» من الدول الأربعين يريدون الحضور بدعوى أن لهم صلة ما بالرياضة!!!!.... حكاية لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى.

حدث هذا فى أول يوم  تولى فيه الدكتور عبدالمنعم عمارة رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة.. خلفاً للدكتور عبدالأحد جمال الدين الذى لم يبن لا الصالات المغلقة ولا المدينة الرياضية.. وكانت المهمة شاقة للغاية على اللجنة المنظمة.. فكرنا فى طلب التأجيل لمدة عام على الأقل ولكن اتضح أن هذا  مستحيل لأن مواعيد البطولات القادمة كلها محددة بالسنة والشهر واليوم وأى تأجيل يربك الاتحاد الأفريقى «الكاف» لذا فالطلب مرفوض ولن ينوبنا سوى الفضيحة.. فاجتمعنا وقررنا عمل المستحيل.

عملنا المستحيل فعلاً.. أول مستحيل مسجل باسم المهندس الرائع الكبير المرحوم صلاح حسب الله وزير الإسكان سابقاً حينما تعهد أمام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بأنه سيبنى الصالات المغلقة خلال الشهور القليلة المتبقية قبل بدء البطولة.. وكان هذا «بالورقة والقلم» فى عالم الهندسة فى حكم المستحيل.. قالها له مبارك نفسه.... ولكنه أعلن التحدى.... وبعد أن هدم السجن الحربى.... فقد أقيمت الصالات مكان السجن ـ أبقى صلاح حسب الله غرفتين على الأرض ودورة مياه وأقام بهما كل هذه الشهور لم يغادر مكانه إلا بعد أن حقق المعجزة بكل مقاييس الدنيا.... أما بناء قرية رياضية فمستحيل بكل لغات العالم.... وترك لنا الرجل الرائع اللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية فنادق القوات المسلحة لاستيعاب هذه الجيوش الرياضية التى ستزحف علينا.... وأعطانا شركة السيارات التابعة لهم من أجل ضبط المواعيد والعمل.

وأخرج المخرج الكبير يحيى العلمى خير حفل افتتاح.... غنى فيه مطرب صاعد كان الرهان عليه أنه سيحيى الحفل أفضل من أى مطرب كبير.... ولأول مرة فى حياته يمسك الميكروفون ويواجه مائة ألف متفرج بأغانٍ مختلفة بلغات مختلفة بألحان مختلفة لعبت بعواطف المائة ألف.... راكباً الأرجل الخشبية الطويلة فكان بجسده أقرب ما يكون للجمهور.... وكسب يحيى العلمى الرهان وأصبح هذا الشاب الصغير الآن فى قمة الغناء.... اسمه.... عمرو دياب!!!!!

<>

كان لابد لضبط المواعيد وإراحة الضيوف ونجاح البطولة أن يساعدنا عدد كبير جدًا من خريجى وأيضاً طلبة وطالبات كلية الألسن لمرافقة الفرق كلها طوال اليوم.... كانت مكافأة المرافق أو المرافقة أربعين جنيهاً كل يوم مع إفطار وغداء أو عشاء حسب العمل.

ما إن انتهت البطولة.... أو قل انتهى الحلم الجميل حتى فوجئنا بالمرافقين والمرافقات للفرق من أبناء كلية الألسن يحتلون مقر اللجنة المنظمة ولا يريدون أن يغدروها الا بعد الالتحاق بعمل آخر.... قالوا إن العمل ليل نهار بمقابل مادى ومعنوى يعطى الحياة طلماً آخر نريد أن يستمر... وجاء الدكتور عبدالمنعم عمارة من مكتبه وكنت معه وكان معنا أيضاً الزميل الكبير ممدوح الشافعى الناقد الرياضى الذى كان أيضاً عضو اللجنة المنظمة وكان مسئولاً عن مهمة  غاية فى الأهمية هى طبع تذاكر المباريات العديدة وختمها والبيع فى الأكشاك المختلفة والدعوات.

المهم أن الدكتور عمارة وعد الشباب بأن أى بطولة قادمة سيكونون معنا.. ولكنهم أرادوا أن يلتحقوا بأعمال أخرى من الآن.... ليس مهمًا بطولات أو رياضة ـ هنا تم ميلاد فكرة «نادى حورس» ومقره فيللا صغيرة فوق ماء مجمع الحمامات، مكان خرافى فى الاستاد....  وتقرر أن يلتحق الشباب بعضوية النادى ويتولى عزمى قريطم نائب مدير الاستاد رئاسة النادى وممدوح الشافعى سكرتيراً عاماً ـ الدكتور عمارة اتفق مع وزير الطيران على عمل ما لمدة محدودة فى مطار القاهرة..... ثم حدث خلاف ما.... هنا ذهبنا الى وزير القوى العاملة فى الوزارة بمدينة نصر ليعمل حصراً لخريجى كليات الزراعة الذين لم يلتحقوا بأى عمل ووزير الزراعة سيشكل جمعية لتصليح أراضٍ بور فى مدة محددة فى مكان محدد بمقابل يومى ومعيشة.... ولم ينفذ أى وزير أى شىء.... كان هذا عام 1991.... وأغلق نادى حورس وبكى الشباب والشابات!!!! حكايات... ولكنها حكايات مؤسفة!!!!

 

<>

توقفت المطبعة بسرعة بعد ثوانٍ من دورانها لرفع هذا المقال من الجريدة «القومية»!!!!.... لماذا؟؟.... لا نريد معارضة!!!! هل  هذه معارضة.... وتاريخ هذه الوقائع 1991؟؟... لتحيا حرية صحافة هذه الأيام!!!!