عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

 

 

نتغنى بـ«ست الحبايب» لفايزة أحمد, و"أحن قلب فى الدنيا قلبك انت يا أمى» "لمحمد فوزى" كل سنة فى عيد الأم, ورمضان (ميبقاش) رمضان من غير ما نسمع «وحوى يا وحى» و"اصحى يا نايم" للمسحراتى أوسيد مكاوى, وفى العيد « الليلة عيد» سواْ بصوت الست أوياسمين الخيام (الأغنية اللى بتحسسنا بجد بالعيد),.... وعندما يدق القلب ونعيش قصة حب نستمع ونتبادل مع الحبيب مقاطع الشوق والغرام وخاصة القديم منها لنجوم الطرب الدين أثروا فى وجدننا وشكلوا ملامحه،  حتى فى حفلة قناة السويس الجديدة مند أكثر من عامين أذكر أن معظم الأغانى الحماسية والوطنية التى كانت تداع وتتردد تنتمى الى فترة الخمسينات والستينات عندما كان للقوة الناعمة المصرية

( شنة ورنة) بحسب التعبير المصرى الدارج.

والقوة الناعمة لمصر أومصطلح  القوة الناعمة بصفة عامة لا ينحصر فى عالم الغناء أو الفنون فحسب حيث أننا حين نتحدث عن تقدمنا أوتراجعنا فى أى مجال من مجالات الفنون والآداب أوالعلوم أوالرياضة أوالتعليم أوالسياسة أوالاعلام أوالفكر بشكل عام فأننا فى حقيقة الأمر نتحدث عن القوة الناعمة سواء داخل حدود الدولة أوخارجها.

وقد صك  مساعد وزير الدفاع الامريكى فى حكومة كلينتون «جوزيف ناى «مصطلح "القوة الناعمة" لأول مرة فى كتابه "القوة الناعمة" وسائل النجاح فى السياسة الدولية» والدى يمكن أن نلخص تعريفه باختصار كالآتى : هو استخدام الدولة لمقوماتها الحضارية والثقافية للتأثير على الآخرين فى الداخل أوفى الخارج دون اجبار أودون اللجوء للقوة الصلبة « أوالقوة العسكرية تحديدا».

وفى صالون الاسكندرية الاول والدى عقد مند اسبوعين وعلى مدار يومين بمكتبة الاسكندرية كما أشرنا فى المقال السابق, دارت المناقشات حول «مستقبل قوة مصر الناعمة» تحت الادارة الجديدة للمكتبة بإدارة دكتور مصطفى الفقى وسط نخبة متنوعة من المثقفين والكتاب والأدباء والباحثين, لنتشارك جميعنا فى نقاش جاد وموسع, كان أشبه بعمليات القصف الذهنى حول موضوع القوة الناعمة الذى  يعد من أهم الموضوعات التى بات من الضرورى أن نوجه إليها الأنظار بكل قوة, وأن نشحذ من أجله الهمم بكل ما هو متاح  لدينا من إمكانيات مادية ومعنوية لما له من قوة تأثير، لربما أحسبها من وجهة نظرى المتواضعة قوة ما بعدها قوة.

وقد حدث شبة اتفاق بين الجميع فى الصالون على أن عنصر الحرية والتعددية  هو من أهم العوامل المحددة أو المعيار الحقيقى للقوة الناعمة، إلا إننى ربما اختلف بعض الشىء فى ذلك، والأمثلة التى تؤيد ما قد أذهب إليه متعددة، فروسيا مثلا او الاتحاد السوفيتي سابقا قدمت فى فترة من الفترات نموذج للقوة الناعمة، فهناك السنيما الايرانية، والقوة الناعمة لتركيا، وحتى فى مصر فى فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر والتى ازدهرت فيها  القوة الناعمة المصرية لتؤثر بشكل كبير فى محيطها العربى والإقليمي بل والعالمى.

وربما فى ظنى أن أهم مقومات القوة الناعمة إن لم يكن الأهم على الإطلاق هو وجود إرادة سياسية ومشروع أو منتج لتصديره داخلياً وخارجيا، ولا يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أنها تفرض بقرار، ولكنى أعنى هنا بالتحديد توفير المناخ الملائم.