عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ذكريات قلم معاصر

هيئة الإحصاء والتعبئة أعلنت أن هناك 14 مليوناً و"كسور" أمي فى مصر!! رقم كبير طبعاً فى دولة عرفت الحضارة والعلم والتقدم قبل معظم دول العالم.. هل تعلمون مَن السبب؟.. الثورة التى أخّرت مصر ستين عاماً إلى الوراء.. ماذا لو لم يحرق عبدالناصر لائحة طه حسين عام 1950 هل كان التعليم قد تأخر فى كل درجاته إلى هذه الدرجة الرهيبة؟! وهل كان هذا الرقم الرهيب للأمية قد ظهر؟

من لائحة طه حسين أن الطفل الذى يصل إلى سن الخامسة من عمره ولم يلتحق بالمدرسة الإلزامية تتم محاسبة ولى أمره قضائياً.. ويصل الحكم إلى الحبس والغرامة الكبيرة مع إرغام ولى الأمر على إلحاق ابنه بالمدرسة.

هل لو طبقنا هذا القانون أو هذه اللائحة منذ 67 عاماً كان قد ظهر هذا الرقم الرهيب؟!

الأطفال يدخلون المدرسة الابتدائية أميين لا يعرفون القراءة والكتابة وهذا هو سبب أن خريج الجامعة الآن يخطئ فى كتابة اسمه!! طه حسين آخر وزير معارف عمومية فى وزارة الوفد عام 1950 كان يرى أن الطفل فى بداية عمره يجب أن يجيد القراءة والكتابة على أعلى مستوى ويحفظ بعض آيات جزء عم.. من يحفظ هذه الآيات فى هذه السن الصغيرة لن يخطئ طول عمره فى النحو.. التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر! ولكن ماذا تقول للثورة غير المباركة التى قررت التعليم فى الجامعة مجاناً! وهو ما حذر منه طه حسين فى لائحته.. فتحملت الدولة ما لا تستطيع مادياً.. ثم تحولت المجانية الآن إلى مصروفات باهظة.. ماذا تنتظر من رجال توقف قطار تعليمهم عند شهادة التوجيهية المسماة الثانوية العامة هذه الأيام.

(.....)

- ترى لماذا قمنا بثورة يناير 2011؟

- قمنا بالثورة لتغيير هذه الأوضاع التى أوصلتنا إلى هذا المستوى المتدنى فى كل شىء.. اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وصحياً.. وأخلاقياً وكل شىء.. ولكن مع الأسف ما زالت الأوضاع كما هى حتى القرارات التى تسىء لنا اقتصادياً وسمعة سيئة فى كل البلاد مثل بداية ميزانية الدولة فى يوليو بدلاً من يناير مثل كل بلاد العالم.. هذا القرار لم يتم تعديله رغم أن كل أندية مصر والعديد من البنوك والشركات ميزانياتها أصبحت تبدأ فى يناير والخزانة العامة كما هى ولا هيه هنا!!

والمنظر العام للبلد يدل على أنه لا تغيير حالياً ولا نية فى التغيير.. منزل عبدالناصر تحول إلى متحف برامج تليفزيونية تصوره أكبر سفينة باسم عبدالناصر.. فى كل الأعياد والمناسبات الزيارة الرسمية الأولى لضريح عبدالناصر.

الناس تقول:

- لا تهمنا المظاهر والتكريم لمن لا يستحق ما دامت هذه رغبة الدولة.. ولكن هناك قوانين يجب التفكير فيها!!.. قانون تأميم الصحافة الذى حول كبريات صحف البلد إلى نشرات لا تُقرأ وأصبحت عالة مادية ضخمة على الدولة التى تحتاج لكل دولار!!.. قانون الإصلاح الزراعى الذى حوّل مصر من (سلة قمح العالم) إلى أكبر متسول لقمح العالم!!.. المليون والنصف مليون فدان يتم توزيعها أيضاً ولم نع درس تقسيم أراضى الأغنياء.. حتى خروشوف الشيوعى انتقد قانون (الإفساد الزراعى) كما سماه الكثيرون من الساسة.. البلد ما زالت تسير على نفس أفكار يوليو وسياستها وهو سبب ما نحن فيه الآن.. ورحم الله السادات الذى كان يريد التغيير فقتلوه!!