عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سطور

روحت أتذكر وأنا أتابع تفاصيل الأزمة الكورية على بعض المحطات التليفزيونية وفى عدد من الصحف العربية والأجنبية فى الأيام الماضية، ذلك الاتفاق الذى ابرمته الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس «كلينتون» مع كوريا الشمالية, والذى بموجبه تعهدت بيونج يانج على أن تنازل عن برنامجها النووى فى مقابل التزام واشنطن بتقديم مساعدات اقتصادية تتضمن كميات كبيرة من المواد البترولية سنويا.

إلا أن أمريكا لم تلتزم بعهدها, مما دفع كوريا الشمالية لاستئناف برنامجها النووى وتطويره حتى وصل الآن إلى صناعة الصاروخ الباليستى هافسونج 14طويل المدى, والذى يستطيع الوصول إلى الأراضى الأمريكية, ومنها جزيرة «جوام» التى هدد الزعيم الكورى كيم جونج أون بضربها منذ أيام, كما طورت بيونج يانج أيضًا القنبلة الهيدروجينية التى تعتمد على ذرات الهيدروجين, وتصل درجة حرارتها فى حال تفجيرها إلى أكثر من مليون درجة مئوية (بما يعنى حرق الأخضر واليابس فى محيط جغرافى واسع المدى), وهى تعد بذلك أخطر من القنبلة الذرية التى تعتمد على تخصيب اليورانيوم.

والسؤال الذى ربما راح يتجول بذهنى ليطرح نفسه هو: ولماذا لم تلتزم أمريكا باتفاقها مع كوريا؟؟.

والاجابة ربما تكون فى كلمة واحدة, الا وهى سياسة «البعبع»!!!.

نعم انها تخلق «البعبع», وتلك الطريقة باتت ليس بجديدة فى عالم السياسة الاستعمارية التى تتبعها أمريكا وخاصة فى العقود الأخيرة لإثارة الرعب فى مناطق جغرافية بعينها من أجل ضمان سيطرتها على تلك المناطق دون معارضة شعوبها.

ففى منطقتنا (الشرق الأوسط) تمارس واشنطن تلك السياسة من خلال لعبتها مع إيران وبرنامجها النووى, فتأتى إلى الخليج من حين لآخر لتعزف مقطوعتها على الربابة ثم تعود وحقائبها محملة بالدولارات جراء عقد صفقات السلاح الضخمة للتصدى ومواجهة (البعبع) المتمثل فى إيران. كذلك الأمر فى منطقة جنوب شرق آسيا, فإن توظيف أزمة كوريا الشمالية لاظهار وتعظيم قوة أمريكا فى العالم، وللتغلب أيضًا على المشكلات والضغوط الداخلية، فالاحتفاظ أو الابقاء على (البعبع) الكورى, يضمن لواشنطن بيع المزيد من صفقات السلاح لليابان ولكوريا الجنوبية، هذا من جهة، وأما على الجهة الأخرى يعزز أيضًا من طول بقاء القواعد الأمريكية بالقرب من الحدود الصينية والروسية.

فكلنا نعلم نوايا الولايات المتحدة الأمريكية فى السيطرة على العالم, وليس هذا ادعاء، وإنما هو كما جاء على ألسنة عدد كبير من كبار خبرائها الاستراتيجيين أمثال: بريجينيسكى، وكيسينجر.. وربما كان شابيرو أيضًا استاد العلوم السياسية بجامعة يال، والذى تحدث فى كتاب له قد قرأته مؤخرًا عن ما يسمى بـ«نظرية الاحتواء» هى حالة أشبه بحالات اللا سلم واللا حرب، ومصطلح الاحتواء الذى تحدث عنه شابيرو مختلف عما تحدث عنه كسينجر مثلا حيث إنه أشمل وأعم ويتصل مباشرة بعمق الاستراتيجية الأمريكية, فبحسب تعبير شابيرو أن تلك النظرية تحقق نوع من الديموقراطية، ويمكن اعتمادها مع دول معادية أو مارقة مثل إيران وكوريا الشمالية.