عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفنان، هو من يبث النور والسعادة فى الحياة، فهو القادر على السير بنا فى وحدة عامة تصل أعماق الأرض بأعلى طبقات السماء، ولا يستطيع الفنان أن يحيى نفسه بالنور وبالسعادة إلا عن طريق الثقافة، ولعلنا نعلم أن الثقافة  فرض عين على كل إنسان بصفة عامة فما بالنا إذا كان هذا الإنسان (فنانَا)،  لذا فالفنان الحقيقى- ونضع خطَا تحت كلمة حقيقى بل وخطوط- لا يستطيع أن يؤدى مهمته على أكمل وجه إلا إذا استطاع أن يؤاخى ما بين نفسه من ناحية، وما بين العلم والفلسفة من ناحية أخرى، لأن العلم وحده يهتم بمعرفة الحقيقة، ويكشف لنا غموض الأشياء، بينما الفن لابد له من ستار خفيف من الغموض، وهذا الستار الغامض يكسب الفن سحراً وجمالاً، لذا فعندما يمتزج العلم والثقافة عند الفنان من ناحية بأنفاسه ولمساته  الخاصة، وبموهبته من ناحية أخرى، يخرج لنا من الإبداع من رحم ذاك المزيج البديع، وربما تقودنا تلك الكلمات إلى التفكير فى وظيفة الفن الأساسية؟

وقبل أن نفكر فى وظيفة الفن، تعالوا بنا نعرف أولاً ما هو الفن؟ الفن فى أبسط تعريف له هو التعبير عن العاطفة، وهو تعريف واف، حيث إنه لا يميل إلى مذهب بعينه من مذاهب الفن، كما لا يجنح الى فلسفة من فلسفاته دون غيرها.

وأعود معكم لوظيفة الفن الأساسية والتى تساءلت عنها منذ قليل، وأغلب ظنى هنا أنها ربما تتمحور حول فكرة أساسية، ألا وهى السمو بالنفس إلى عوالم وسماوات الجمال، وأعتقد أن ذلك يأتى من خلال التقاء وجدان الفرد (الفنان) مع وجدان الجماعة الإنسانية فى شعور واحد.

فأنصار الايدياليزم مثلاً يرون أن الفن هو عبقرية الفنان المطبوعة بطابعه، الموسومة بسيمة شخصيته، والمركزة فى إلهاماته ومشاعره التى تسمو على الواقع سمواً كبيراً ولا تتقيد به. كما أن الرياليزم أيضاً يرون أن للعاطفة أثرًا خطيرًا حفز الفنان إلى الإجادة والاتقان، ومن هنا يمكننا أن ننتهى الى أن للعاطفة الأثر والقيمة الاكبر فى حياة الفن الجميل.

وخلاصة القول إن الفن هو التعبير عن الشعور، والشعور يأتى من امتزاج الوجدان الحياة الداخلية فى النفس، والحياة الخارجية فى الطبيعة والكون، فلا مصور تشغله الألوان فى البحر والسماء وفى الازهار والورود والوجوه، وتتكشف له فيها عوالم من الجمال والحس فإذا أضاف إلى شعوره المتوقد إلمامه مثلاً بعلم النباتات أو طبقات الارض، فإن شعوره يتسع مما يزيد انتاجه عمقاً، كذلك الشاعر أيضاً فحواسه تتيه فى معارج الأفلاك، وتشرق نفسه بحب السماء، وإذا ما كان عالماً مثلاً بالفلك فتصوروا معى كيف سيصبح إنتاجه الفنى من الشعر، وهكذا.

وعلى هدا النحو الذى ينير فيه العلم ظلمات النفس، ويكشف عن سراديب شخصيتها، ويتيح فيه أيضاً للأدب فرصة لكمال الآداء والتعبير.. فتعالوا بنا نسقط بعضًا مما تحدثنا عنه حول الفن والفنان على واقعنا الذى نعيشه الآن، لنقف على أسباب ما وصلنا إليه من ترد وانهيار وإسفاف.