رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يستطرد التقرير المشبوه قائلاً:

139 - رغم المحاولات التى بذلت للحفاظ على هذا التنظيم العسكرى الجديد سراً حتى لا يلفت انتباه السلطات، فقد كانت هناك إرادة قوية لجعله سراً فى تدريبه وتسليحه وتحويله كوحدة عسكرية، وكان تأسيس هذا الجناح العسكرى رد فعل ليس فقط لما كان يحدث فى مصر فى ذلك الوقت، ولكن أيضًا لأن الأسلحة والتمويل كانا يهربان لصالح الصراع الفلسطينى. كما كان الإخوان المسلمون يمدون أجنحتهم إلى الصراعات الدولية وكانت استراتيجية استخدام العنف بطريقة سرية لخدمة أهداف الجماعة هى أسلوب الإخوان المسلمين وسمعتهم السرية وقتها وما زال هذا حالهم حتى اليوم.

140 - خلال أوائل أربعينات القرن الماضى تصاعدت وتيرة عسكرية جماعة الإخوان المسلمين رغم أنهم كانوا غير مكشوفين خلال الحرب العالمية الثانية وسرعان ما ظهرت الطبيعة العنيفة للجهاز السرى عند آلة قيادة الجهاز لعضو الجماعة المتطرف عبدالرحمن السندى.

141 - فى المراحل الأولى لعنف الجهاز وهجماته على النظام الحاكم وعلى المصالح البريطانية لم يظهر التمييز بين أعمال الجهاز السرى وغيره من الأعمال المماثلة لغيره من المجموعات العديدة الثائرة عندئذ، وكانت الواقعة التى ميزت عنف الجهاز السرى عن غيره من الجماعات الثائرة هى قيام الجهاز سنة 1948 باغتيال المستشار أحمد الخازندار عقاباً له على حكمه فى قضايا إرهاب ضد بعض أعضاء الإخوان المسلمين بأحكام سجن طويلة المدة اعتبرتها الجماعة غير عادلة وعاقبته عليها باغتياله.

142 - وفى سنة 1948 وقعت حادثتان كبيرتان وضعت الإخوان بوضوح على قائمة الإرهاب كانت الأولى هى قيام عضو شاب من الجهاز السرى باغتيال النقراشى رئيس الوزراء، والثانية هى محاولة عضو آخر بالجهاز نسف محكمة القاهرة تدمير أوراق قضايا ضد الجماعة وحاول حسن البنا إبعاد الشبهة عن نفسه مما تسبب فى توتر شديد فى علاقته بأعضاء رئيسيين بالجماعة، فقد أصدر حسن البنا بيانا ردا على هاتين الحادثتين بعنوان «قول فصل» أفكر فيه أى صلة لجماعة الإخوان المسلمين بهاتين الحادثتين رغم أن الجهاز السرى للجماعة كان قد افتضح أمره فى نوفمبر سنة 1948 فيما عرف بقضية «السيارة الجيب» حيث اكتشف البوليس خلال تحقيق جريمة قتل «الخازندار» سيارة جيب مهجورة فى مدينة الإسماعيلية بها مستندات عن الجهاز السرى وعلاقته بالجرائم الإرهابية التى وقعت.

وكانت ضمن المستندات المضبوطة تفاصيل جرائم قتل ونسف ارتكبت وقدمت هذه المستندات للمحكمة عند محاكمة عدة أفراد من أعضاء الإخوان المسلمين وتلا ذلك حملة قمع ضد الجماعة.

143 - عقب اغتيال حسن البنا سنة 1949 وقيام الحكومة بحملة قمع شديدة ضد أعضاء الجماعة تم اعتقال عدد كبير من الإخوان المسلمين ووضعهم فى السجون والمعتقلات وأصيبت الجماعة بتفسخ شدد وكانت بلا مرشد وبعد سنتين تم اختيار حسن الهضيبى كمرشد عام جدد لإعطاء صورة حسنة للجماعة كانت تخفى مجموعة ضخمة من المتطرفين فى قيادة الجماعة.

144 - تسبب اختيار «الهضيبى» مرشداً عاماً للجماعة فى تمرد وسط الكثير من أعضاء الجماعة الكبار فقد أغضبهم جداً خطة «الهضيبى» لحل الجهاز السرى، وكانت هذه المجموعة تنظر لـ«الهضيبى» على أنه ضعيف وتسهل السيطرة عليه وزاد من زعزعة زعامته فى نظر هذه المجموعة أن الكثيرين ممن كانوا يؤيدونه كانوا ينظرون بفخر للجهاز السرى ولا يتصورون وجود جماعة إخوان مسلمين بدون جهاز سرى.

145 - كان من الواضح أن الجهاز السرى يتمتع بقوة كبيرة داخل الجماعة خاصة فى قياداتها العليا وأوضح قادة الجماعة لـ«الهضيبى» أن دوره كمرشد عام هو أن يكون الواجهة الرسمية للجماعة كواجهة معتدلة وليس أكثر من ذلك.

وكانت القرارات الرئيسية بشأن سياسة الجماعة وعملياتها يتخذها الأعضاء الرئيسيون فى مكتب الإرشاد الذى كان الجهاز السرى يسيطر عليه.

146 - عند وصول «عبدالناصر» للسلطة سنة 1952، قامت القيادات المتطرفة فى الجماعة أول الأمر بتأييده على اعتقاد أنه سيطبق الحكم الإسلامى وعندما أدركوا أنه لن يفعل ذلك أصر الجهاز السرى على ضرورة اتخاذ إجراء عنيف ضد حكومة «عبدالناصر».. ووصل الأمر إلى ذروته فى المحاولة الفاشلة لاغتيال «عبدالناصر» خلال إلقائه حديثاً جماهيرياً فى ميدان المنشية بالإسكندرية ونتيجة لهذا الحادث أمر «عبدالناصر» بحل جمعية الإخوان وقضت الجماعة وقتاً وهى مزعزعة النفوذ والقوة.

147 - لعدة عقود تالية تجمدت الجماعة وقل عدد أعضائها جداً، ومع ذلك قامت صحوة إسلامية جديدة خلال ستينات القرن العشرين عندما اجتاحت موجة تطرف جديدة معادية للحكومة بين الطلبة وأشعلت هذه التطورات أفكار المفكر الإسلامى سيد قطب ما منح دفعة حياة جديدة للتيار المتطرف داخل الجماعة.. وقد غير هذا التطور جذرياً مسار الجماعة فى المستقبل ووضع أساس استراتيجيتها وأغراضها التى ما زالت واضحة للآن وكان الجهاز السرى للجماعة ركيزة هذه الاستراتيجية الجديدة أساساً.

وإلى المقال التالى.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد